الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

من ذاكرة ماسبيرو.. زكي نجيب محمود يشرح فن كتابة المقالة: الكاتب يجب أن يتمتع بالإخلاص

زكى نجيب محمود
زكى نجيب محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مفكر وفيلسوف مصرى، وصف بأنه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، ولد فى قرية ميت الخولى فى دمياط عام ١٩٠٥، وحصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة لندن عام ١٩٤٧، وفى عام ١٩٣٣م بدأ بكتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين فى مجلة الرسالة، أنه المفكر زكى نجيب محمود، الذى توفى عن عمر يناهز ٨٨ عاما. 
استضافه فاروق شوشة فى برنامجه «أمسية ثقافية» لاستعراض فن المقالة الأدبية وأهم ما يميز الكتاب والمفكرين. قال الدكتور زكى نجيب محمود، إن المقالة نوع من أنواع الأدب، وبها كل الخصائص التى تجعلها أدبا لو أراد لها الكاتب ذلك، والمقالة عادة تعرض فكرة بطريقة غير مباشرة كأى عمل أدبى آخر كالقصة والمسرحية والشعر، ومن شأن الناقد الأدبى أن يستخرج الفكرة الكاملة بها. 
وأوضح زكى نجيب، أن جماليات المقالة تستخدم بطرق عدة وكل الطرق تؤدى إلى تقوية توصيل المقالة، وهنالك أفكار بطبيعتها لا بد أن تكتب فى مقالات من غير استخدام فنية المقالة، مضيفا أن المقالة ظهرت منذ ظهور الأدب العربى، ولكن تحت مسميات مختلفة ومنها «المقامة» أو «الرسائل». 
وأكد أن المقالة الفنية فى الأدب الإنجليزى حريصة أكثر من العرب على استخدام فنون المقالة، مشيرا أن السبب هنا يرجع إلى الخلط بين المقالات الصحفية والمقالات الفنية، فالصحافة أساسها الارتكاز على جزئية عابرة على عكس المقالة الفنية، فهى لا تستخدم جزئيات عابرة. 
وأشار المفكر، أن المقالة العادية الدارسة تستخدم طريقة الانتقال من جزء الفكرة إلى جزء آخر، فكل فقرة جديدة بالمقالة ترتكز على الفقرة السابقة لها، ولكن فنية المقالة تتطلب أشياء غير النقل المنطقى الذى تستخدمه المقالة العادية، مردفا أنه كلما زادت ثقافة الكاتب يشعر القارئ بمدى ثراء المقالة. 
وأردف، أن الانتقال بين فقرة وأخرى داخل المقالة لا بد أن يتم بخفة فى الانزلاق حتى لا يصدم القارئ بتتابع الأحداث السريع، مضيفا أن كلمة الأسلوب تأتى من الفعل «سلب»، ووجد أن الأسلوب يأتى إذا عرف الكاتب كيف يسلب من نفسه سرها.
وتابع أن التفكير فى موضوع المقالة يستغرق وقتا قبل البدء فى كتابتها، مشيرا أن الشرط فى أى نتاج فنى أو أدبى أن تكون به وحدة مترابطة، متابعا أن القارئ يستطيع معرفة كثير من صفات الكاتب من خلال أسلوبه فى المقالة أو فى أى فن آخر.
وأشار إلى أن مصر تفتقد المعرفة والحضارة، فحفظ الكتب والتعليم وتحضير الدراسات، لا تعد نوعا من المعرفة، مؤكدا أن العلماء الحاصلين على جوائز عالمية كجائزة نوبل لم يحفظوا كتابًا واحدا ولكن بحثوا ما وراء الكتب وتعلموا أشياء جديدة غير مشابهة للآخرين.