الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الأنبا ميخائيل".. "شيخ المطارنة" رجل المهام الصعبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لُقِّبَ بـ"شيخ المطارنة"، و"أسد الصعيد"، و"رجل المهام الصعبة"، كان أول شاب يرسم أسقفًا في تاريخ الكنيسة، ورحل وهو "عميد مطارنة الكنيسة"، وأكبرهم سنًا، كان ذاكرة الكنيسة، لكونه عاصر 7 باباوات للكنيسة، على مدى حياته.. إنه "الأنبا ميخائيل".. ثلاثُ سنواتٍ مضت على رحيل العلامة الفارقة في الكنيسة، وقلوب المصريين، صديق "العذراء"، وخادم ديرها في درنكة، لأكثر من 69 عامًا، اسقفًا ومطرانًا على أسيوط.
فقبل 36 شهرًا دوت أجراس مطرانية "رئيس الملائكة" بمحافظة أسيوط، لتعلن خبر رحيل "عميد أساقفة الصعيد"، ومطران أسيوط وساحل سليم، عن عمر يناهز 93 عامًا؛ بعد صراع مع المرض.
ويشهد تذكار رحيل صاحب مقولة "يارب سلام"، توافد المئات من محبية إلى مزاره الخاص، والذي يرقد جثمانه في رحاب دير العذراء، في درنكة بأسيوط، لنوال بركة الرجل المتوجّ، على قلوب المسلمين قبل المسيحيين.
يبدو أن اللهجة الصعيدية، والسمات الحاسمة، والمواقف القوية، ترجع إلى جذوره الممتدة إلى أقصى الصعيد، في "الرحمانية"، بنجع حمادي، بالإضافة لحياته الرهبانية، في دير يتسم بالحزم والصرامة، قبل توليه مسئولية أسقفية أسيوط.
و"الأنبا ميخائيل"، من مواليد قرية "الرحمانية"، بنجع حمادي، في يوليو 1921، وكان شغوفًا لحياة الوحدة والرهبنة، منذ صباه، مما دفعه للذهاب إلى دير الأنبا مقار، ببرية شهيت، بوادي النطرون.
ورُسِمَ "ميخائيل"، راهبًا في 19 فبراير 1939؛ باسم القس متياس المقارى، ونال درجة القمصية، ووقع خلاف بين "الأنبا ميخائيل"، وبين رئيس الدير، لاعتراضه على بعض ممارسات رئيس الدير؛ الأمر الذى دفع الأخير لاتخاذ قرار بطرده من الدير.
وبعد قليل من الوقت، تم رسامة "الأنبا ميخائيل"، مطرانًا على كرسى أسيوط؛ في 25 أغسطس 1946؛ ولم ييكن عمره قد تجاوز حينها 25 عامًا، ليصبح أول شاب أسقفًا في تاريخ الكنيسة، والذي رحل وهو عميد مطارنة الكنيسة، وأكبرهم سنًا.
في زمانه واجه عراقيل شديدة، في أسيوط، صاحبة العادات والتقاليد، إضافة إلى نفوذ بعض أصحاب المال، الذين حاولوا فرض سلطتهم عليه، ووقف جسوًرا ورسخ نظام للخدمة والرعاية بالمطرانية.
حباه الله بمحبة الجميع، مسلمين واقباط، وعاصر علي مدى حياته 7 باباوات للكنيسة، هم: "البابا كيرلس الخامس، والبابا يوأنس التاسع عشر، والبابا مكاريوس الثالث، والبابا يوساب الثاني، والبابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثاني".
خدم بأسيوط ما يقرب من ٦٨ عامًا، شهدت خلالها المنطقة والبلاد العديد من التغييرات؛ وكان ضمن لجنة إدارة الكنيسة، عقب اختطاف الجماعة القبطية للبابا يوساب.
وفي أزمة الرئيس محمد أنور السادات، مع البابا شنودة الثالث؛ حاول محافظ أسيوط آنذاك تصدير صورة مغلوطة بأن الأنبا ميخائيل، يريد قيادة الكنيسة بدلًا من البابا شنودة؛ ومرت عليه مرحلة ظهور الجماعات المتشددة، والتى واجه محاولاتها لإثارة الفرقة، وتصدى لها بقوة وصلابة.
نظرًا لكونه رجل المهام الصعبة، ولقربه من قلوب الرهبان عمومًا، بدير الانبا مقار، تولى مسئولية الإشراف على دير الأنبا مقار، إلى جانب المطرانية، حتى عام 2006.
وقد شهدت درنكة، مع دورة الاحتفال السنوي بالعذراء والمسيرة الملائكية، في مقدمتها الأنبا ميخائيل، ظهورات عديدة للعذراء، أبرزها عامي 1998 و2001، وتكرر الأمر في الظهور علي كاتدرائية الملاك ميخائيل، وكنيسة مارمرقس الرسول.
رغم تعرضه للعديد من الوعكات الصحية، فإن إصراره كان أقوى من المرض طوال سنوات، فرفض ترك الإيبارشية للسفر والعلاج، بينما دفع الأمر مع تقدم العمر، وضغوط المحيطين للاستجابة، ومؤخرًا سافر إلى ألمانيا، لتلقي العلاج، عام 2013.
وتقديرًا له؛ بادر البطاركة وباباوات الكنيسة، بزيارته عدة مرات، أبرزها زيارة البابا شنودة الثالث، لتهنئته عام 2007، بمناسبة عيد ميلاده، كما زاره البابا تواضروس الثانى، فى مقره بأسيوط، وحينما كان يخضع للعلاج بألمانيا زاره البابا.