الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الاستشهاد في عيون أكليروس الطوائف المسيحية

القس بولس حليم والأب
القس بولس حليم والأب رفعت فتحي والاب رفيق جريش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأرثوذكسية والكاثوليكية تتفقان.. والإنجيلية تخرج به بعيدًا عن «الدين»
القس بولس حليم: القبطى يحمل «جين الاستشهاد».. ولجنة مجمعية لمنح لقب «قديس وشهيد»
«نحن لا ننتحر بل نشهد للمسيح سواء بحياتنا أو بانتقالنا للسماء، كما قال الكتاب: فإن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت».. هكذا عبر الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن مفهوم الاستشهاد عقب استهداف الأقباط بطريق دير الأنبا صموئيل المعترف فى مايو الماضي.
وبالرغم من اختلاف البعض على مفهوم الشهادة واعتبار الفكرة نوعًا من الاستسلام للقتل إلا أن سكرتير المجمع المقدس استطرد «صحيح بنحب الاستشهاد لكننا نحب الحياة أيضًا، فنحن لا نكره الحياة على الأرض، لأن ربنا أوجدنا عليها لكى نعيش فيها وليس لكى نموت، وكون أننا نستقبل الموت بفلسفة روحانية مش معناها إن دمنا رخيص، ومش معناها إننا مش فارقة معانا».

الأرثوذكسية: «أم الشهداء»
القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أكد: نحن لا نحب الموت بل الله خلقنا للحياة لنفرح ونرى بصمات القدير فى كل خليقته، ونتمتع بها ولكن حينما يأتى الموت إلينا ويخيرنا بين الحياة أو الشهادة للمسيح نختار الشهادة.
وعن مفهوم الشهادة فى المسيحية أوضح: هى أن تشهد للمسيح فى حياتك وفى أعمالك الحسنة، ويقف على قمة الشهادة الموت على اسم المسيح وتزداد قيمتها إذا كان قد مر بتجربة اختبار مسبق، بمعنى اترك المسيح وإلا سوف تقتل فيصر على التمسك بالمسيح ولا يخاف القتل.
ولفت: «الحالات التى ينطبق عليها اسم شهيد هى عندما يموت بسبب أنه مسيحى وتزداد قيمته عندما يخير بين الموت أو إنكار الإيمان، فيختار الموت، مشددًا على أنه للشهداء مكانة عظيمة فى المسيحية، لدرجة أن أماكن الصلاة فى العصور السابقة كانت تبنى فوق رفات الشهداء».
واستطرد: «الكنيسة القبطية لها تاريخ طويل فى الشهادة ما يساوى ٢٠ قرنًا من الزمان يحكى قصة الشهادة فى الكنيسة القبطية، ومن كثرة عدد الشهداء فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لقبوها بأم الشهداء، ليس هذا فحسب بل أطلقوا عليها أنها إحدى عجائب الدنيا السبع».
وأضاف: «قيل عن الكنيسة القبطية إذا استطعت أن تزحزح جبل المقطم من مكانه، تستطيع أن تزحزح قبطيًا أرثوذكسيًا عن إيمانه، والعجيب أنه لم يستثن كبيرا أو صغيرا من الشهادة، والأعجب أن مدنًا بأكملها أبيدت بالكامل واستشهد من فيها على اسم المسيح مثل مدينة أخميم ومدينة إسنا».
وأكد أن الشهادة كان لها ثأثير إيجابى فى الكنيسة، فهي قوة الكنيسة واستمرارها، ومن الأمور المهمة التى جعلت الكنيسة باقية حتى الآن هى حياة الاستشهاد، مستطردًا: «القبطى يحمل فى جيناته جين الاستشهاد، فضربوا أروع الأمثلة فى حياة الشهادة، وشهداء الأقباط فى ليبيا ليسوا ببعيد ويعتبرون وثيقة حية لكيف يموت الشهداء».
وأوضح: «تكتب أسماء الشهداء عندما يثبت أنه مات على اسم المسيح وتزداد قيمته عندما تظهر منه بعض الآيات والمعجزات مثل شفاء المرضى أو إخراج الأرواح النجسة.. إلخ، وتوجد لجنة مجمعية فى الكنيسة القبطية وهى منوطة بالبحث والدراسة وتقديم توصيات للمجمع المقدس لمن ينطبق عليهم لقب شهيد أو قديس».

الكاثوليكية: المسيحية شهادة واستشهاد

«المسيحيّة ديانة شهادة واستشهاد».. هكذا عبر الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، عن مفهوم الشهادة من منظور كاثوليكى، مشددًا على أن الإيمان المسيحى قائم على الشهادة، والاستشهاد هو بلوغ أقصى حدود الشهادة حتى بذل الذات.

لافتًا إلي أنه تم استعمال عبارة «شاهد» أو «شهيد» عند المسيحيين فى الأجيال الأولى، وهم الذين قاوموا الاضطهاد حتى الموت للدفاع عن إيمانهم، وجاء موقفهم هذا لمواجهة ضغوط اجتماعيّة، دينيّة وسياسيّة.

وأكد: بالنسبة للمسيحيين فالدين هو التزام، هو طريقة عيش وموت، بهذا المعنى نفهم استشهاد القديس بوليكربس أسقف إزمير وقد تمّ حرقه حيًّا فى ساحة الاحتفالات بعيد الإمبراطور سنة ١٥٠، مشددًا: القمص سمعان هو شهيد جديد فى المسيحية، فقد قتل من أجل «ثوبه» الزى الكهنوتى الذى يرتديه.

ولفت إلى أن الكرادلة فى الكنيسة الكاثوليكية يرتدون رداءً لونه «أحمر» وهو رمز للشهادة والاستشهاد من منظور الكنيسة الكاثوليكية، مشددًا علي أن الإيمان زرع إلهى فى قلب الإنسان، عطيّة يكتسبها ونعمة يحصل عليها ويتحلّى بها الشهداء.

وأكد أنه فى دعاوى إعلان الطوباويين والقديسين، تضع الكنيسة قواعد لتمييز الشّهداء فيعتبر بذل الذات من أجل المسيح، هو الطريق الأفضل نحو القداسة، وتعتبر أنّ الاعتراف بالاستشهاد يعفى من المعجزة المطلوبة.

وأضاف: يُفترض بالاستشهاد أن يكون قبولًا حرًّا، لا أن يطلبه الإنسان أو يبحث عنه، لذا، تدعو الكنيسة كلّ مؤمن ومؤمنة ليكون مستعدًّا للموت من أجل الإيمان بالمسيح، لا أن يطلباه. وفوق ذلك، يجب التأكد من أنّ سبب الاستشهاد هو الإكراه فى الدِّين من قِبَل المضطهِد أو الحضّ على إنكار الإيمان، بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك بحسب رسالة البابا بندكتوس السادس عشر إلى مجمع دعاوى القدِّيسين عام ٢٠٠٦.

وشدد على أن الإعلان الرسمى للاستشهاد يقتضى بأن تكون الأدلة واضحة حول سمعة الشهيد واشتهار فضيلته داخل الجماعة المحليّة، بحيث يطلب الكثيرون شفاعته، فالجماعة تشهد لاستشهاد أبنائها وتقدّم العلامات الواضحة لصحة على هذا الاستشهاد كونه التعبير الأكبر للحبّ المسيحي.

الإنجيلية: منظوره أكبر من «الدين»

للكنيسة الإنجيلية مفهوم مختلف عن الاستشهاد، فالمصلحون البروتستانت هوجموا فى بداية ظهور حركة الإصلاح «على يد مارتن لوثر»، كانت تتضمن شفاعة القديسين، ولذلك لا نجد فى الكنيسة الإنجيلية سجلًا للشهداء أسوة بالكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية.

وقال القس رفعت فتحى أمين سنودس النيل الإنجيلى وأمين مجلس كنائس مصر إن فكرة الاستشهاد هى موت شخص نتيجة واجب قومى أو وطنى من أجل الآخرين، فهو ضحى بحياته من أجل غيره.

ولفت إلي أن نظرة الله هى مع الإنسان الذي يخدم أخاه الإنسان، وإذا وصل الإنسان بالموت من أجل أخيه أو المجتمع فله منزلة عند الله إلى حد كبير، مشددًا علي أن النظرة للاستشهاد لدينا أوسع من المنظور الدينى فالله يقدر كل شخص ضحى من أجل المجتمع وأخيه الإنسان.