الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

هل حقًا بنى العبرانيون الأهرام؟ (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثير ما نسمع في بعض الأكاذيب أن العبرانيين هم بناة الأهرام. وهذا الكلام لا يقبله أي قارئ للكتاب المقدس، وإنما التعريف الصحيح لها أنها أكاذيب ولا أساس لها من الصحة. فالكتاب المقدس يقدم لنا بعض الأمور التي تفند هذه الإشاعة من أصلها. 
وهى ليست موجودة لا في كتب علماء التوراة ولا المؤرخين اليهود. وهذه الافتراءات لم تتجاوز خمسين عامًا.
زمن البناء:
١- أيوب يتحدث عن بناء الأهرام في صيغة الماضي فكيف هذا وأيوب لم يكن موجودًا في زمان التسخير كما تزعم تلك الإشاعة. 
ففي الكتاب المقدس الإصحاح الثالث من سفر أيوب يقول: «لأني قد كنت الآن مضطجعًا ساكنا حينئذ كنت نمت مستريحا. 
مع ملوك ومشيري الأرض الذين بنوا أهراما لأنفسهم، أو مع رؤساء لهم ذهب المالئين بيوتهم فضة، أو كسقط مطمور فلم أكن كأجنة لم يروا نورا».
( أى ٣: ١٣- ١٦)
حسب أيوب الموت راحة مع ملوك الأرض ومشيريهم، هؤلاء الذين أرادوا تخليد ذكراهم ببناء الأهرامات والمدافن الضخمة الفاخرة، لكن أحدًا ما لم يعد قادرًا على التمييز بين ترابهم، فالأهرامات والذهب والفضة وكل ما خلفوه لم يعد يمثل شيئًا. 
٢- أيوب يسبق زمان موسى النبي لأنه كما هو ثابت أنه من زمن إبراهيم أو يعقوب.
٣ - من المعروف أن بناء الأهرام كان بين الأسرة الرابعة والسادسة خاصة هرم خوفو (٢٥٥٠ ق. م) في الدولة القديمة وزمن خروج بني إسرائيل من مصر كان تقريبا في الأسرة التاسعة عشرة في الدولة الحديثة أي بعد حوالي ألف وثلاثمائة سنة وبالتحديد في عصر مرنبتاح (١٢١٣ - ١٢٠٣ ق. م) ابن رمسيس الثاني استنادًا إلى نص هيروغليفي مدون على لوحة النصر الخاصة بهذا الملك والذي جاء فيها «إن إسرائيل دمرت واستؤصلت بذرتها» لأنه النص الوحيد الذي ورد فيه اسم إسرائيل على الآثار المصرية. 
وقد دونت على بردية تعرف باسم بردية ليدن الأولى رقم ٣٤٩ (سطر رقم ٧) وقد جاء فيها أن هذا الملك استخدم العبرانيين فى جر الأحجار اللازمة لبناء معبده، وهذا النص المصري جعل علماء المصريات يرون أن رعمسس الثاني هو فرعون التسخير أي الذي سخر بني إسرائيل في «بناء مدينتى رعمسس وبيتوم» طبقا لما ورد في التوراة. 
سفر أيوب: 
واضح أن سفر أيوب كُتب قبل موسى النبي، حيث لم يشر إلى خروج إسرائيل من مصر حيث خلصهم الله من مرارة عبودية فرعون، ولا أشار إلى الناموس، وجاء فى النص السبعينى ملاحظة أن أيوب حسب التقليد هو يوباب الملك الثانى لأدوم، الوارد فى تكوين ٣٦: ٣٣. 
لقد كان أيوب وأصدقاؤه من أبناء الشرق، يعيشون على حدود الجزيرة العربية وبلاد أدوم التى هى أرض الحكماء، فى أرض عوص، اسم عوص مشتق من كلمة «يعص»، وتعنى بالعربية «يعظ»، وقد اشتهر سكان تلك المنطقة بالكلام والوعظ والحكمة. 
كان بِكر ناحور شقيق إبراهيم يُدعى عوص، يرى البعض أنه من نسل إبراهيم لكنه لم يأتِ من نسل إسحق، بل من أبناء قطورة زوجة إبراهيم الثالثة الذين صرفهم شرقًا إلى بلاد المشرق وبالإجمال لم يكن أيوب إسرائيليًا بل أمميًا، ومع ذلك لم يكن فى الأرض نظيره فى التقوى. 
أيوب فى أدب الحاخامي Rabbinical Literature 
نظرًا لأهمية سفر أيوب اهتم التلموديون Talmudists اهتمامًا زائدًا بالشخصية الرئيسية للسفر. كل الحاخامات باستثناء اثنين فقط يؤكدون أن أيوب شخصية تاريخية واقعية، وإن كانوا قد اختلفوا فى تحديد الزمن الذى عاش فيه كما اختلفوا فى تحديد جنسيته.
١. يرى بار كابارا Bar Kappara أن أيوب عاش فى عصر إبراهيم.
٢. يرى أبا كاهانا Abba Kahana أنه عاش فى أيام يعقوب، وأنه تزوج دينا ابنته.
٣. ر. ليفى R. Levi قال إنه عاش فى أيام أبناء يعقوب، كما قال على لسان يوسى هالافتا Yose b. Halafta. 
وبحسب الترجوم كان اسم أيوب أحد سبعة أسماء منقوشة على السبعة فروع للمنارة الذهبية.

كاتب وباحث فى التاريخ المسيحى والتراث المصرى