الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رحلة العائلة المقدسة في مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاء اعتماد الفاتيكان لمسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واعتماد 8 مراحل من 29 محطة، مرت بها العائلة المقدسة، والتى استغرقت 3 سنوات و10 أشهر، ليضع مسار العائلة على خريطة السياحة المصرية والعالمية، خاصة بعد أن دعا البابا فرانسيس، جميع المسيحيين بالعالم إلى «الحج» إلى هذه الأماكن المقدسة لنيل بركتها، مما يفتح الباب أمام السياحة المصرية لتعاود الازدهار مرة أخرى.


خط سير الرحلة

المرحلة الأولى عبر شمال سيناء

١-  رفح (Rafia)

٢-  الشيخ زويد

٣-  العريش

٤-  الفلوسيات (أوستراسين).. حاليًا مدينة الورادة

٥-  القلس

٦-  المحمدية

٧-  الفرما  (Pelusium)

المرحلة الثانية عبر الدلتا

٨-  تل بسطا  (Perbastit)

٩-  بلبيس

١٠-  منية سمنود ودقادوس

١١-  سمنود

١٢-  البرلس

١٣-  سخا .(Bikha Isos)

المرحلة الثالثة: عبر وادى النطرون

١٤-  وادى النطرون (برية شيهيت(

المرحلة الرابعة: عبر القاهرة

١٥-  منطقة المطرية وعين شمس

١٦-  وسط القاهرة (العذراء حارة زويلة(

١٧-  مصر القديمة (كنيسة مغارة أبى سرجة ومجمع كنائس مصر القديمة(

١٨-  المعادى

المرحلة الخامسة: عبر الوجه القبلى

١٩-  البهنسا ودير الجرنوس (مغاغة(

٢٠-  جبل الطير (شرق سمالوط(

٢١-  الأشمونين

٢٢-  ديروط أم نخلة

٢٣-  دير أبوحنس

٢٤-  بير السحابة فى انصنا

٢٥-  كوم ماريا

٢٦-  ديروط الشريف (أسيوط(

٢٧-  القوصية (بلدة قسقام(

٢٨-  مير

٢٩-  جبل قسقام

المرحلة الأولى المعتمدة دولياً

١-  المعلقة

٢-  أبى سرجة

٣-  وادى النطرون

٤-  المعادى

٥-  جبل الطير

٦-  درنكة

٧-  دير العذراء بالمحرق

٨-  المطرية تتأرجح بين المرحلين الأولى والثانية

خط سير عودة العائلة لفلسطين

المرحلة الأولى: عبر جبل أسيوط الغربى:

١ - دير العذراء بدرنكة

٢ - الجنادلة

المرحلة الثانية: من أسيوط إلى فلسطين

٣ منف

٤ - المعادى

٥-  مصر القديمة وكنيسة مغارة أبى سرجة ومجمع كنائس مصر القديمة

٦-  المطرية

٧-  مسطرد

٨- ثم واصلت نفس طريق عبر قناة النيل (بلوزيوم) وحتى فلسطين


8 نقاط اعتمدها الفاتيكان فى الرحلة

جاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش، ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف، بمصر القديمة ثم تحركوا نحو الصعيد، اختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال مرورا، واجتازوا الدلتا مرورابـ «سخا» ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين، من حيث أتوا.

ومرت الرحلة بخمس مراحل تخللتها ٢٩ محطة، اعتمد الفاتيكان فى المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة، ثمانية مواقع شملت «كنيسة أبو سرجة- الكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة وأبو سرجة - كنيسة العذراء بالمعادى- المطرية- أديرة وادى النطرون الثلاثة: الأنبا بيشوى، السريان، الباراموس- دير المحرق بجبل قسقام أسيوط- دير العذراء بجبل درنكة». يتضمن الدير المغارة، التى لبثت بها العائلة المقدسة وكنيسة العذراء مريم، وهى أقدم الكنائس فى العالم المسيحي، وتم بناؤها عام ٣٨ ميلاديا، وكنيسة الحصن أو كنيسة الملاك جبرائيل المبنية فى أواخر القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي. استراحت العائلة المقدسة بجبل قسقام فى بيت مهجور من الطوب اللبن، وكان سقفه من النخيل وبجواره بئر ماء، الذى أصبح كنيسة فى القرن الأول الميلادى. وأثناء إقامتها فى هذا المكان حضر إليها رجل يدعى يوسى، من المرجح أنه ابن أخى يوسف، لكى يخبرهم عن الجنود الذين أرسلهم هيرودس الملك للبحث عن الطفل يسوع، وقد رقد يوس ودفن فى مدخل هذا البيت، وتوارث الرهبان جيلا بعد جيل، أن مكان قبر يوسى يقع فى الجهة الغربية بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير، ولقد وجدت عظام فى نفس المكان أثناء ترميم الكنيسة عام ٢٠٠٠، ونقلت إلى مدفن رؤساء الدير أسفل معمودية كنيسة مارجرجس.


أهم معالم المحرق

من أهم معالم الدير الذى لُقب بأورشليم الثانية، مبان أثرية وحديثة تتمثل فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية، وهى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة، وبقى على مساحته حتى القرن الـ١٩، حيث يوجد بها مذبح واحد يحيط به أربعة أعمدة فى أركان الهيكل ترمز إلى البشائر الأربع، وعلى جانبى الهيكل توجد غرفتان صغيرتان، بالإضافة الى الحصن الأثرى ويرجع إلى القرن السادس الميلادى، وبنى لحماية الرهبان من غارات البربر، كما توجد كنيسة السيدة العذراء وشيدت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة مارجرجس فى أواخر القرن الـ١٨، ويوجد بها ثلاثة مذابح فضلا عن كنيسة السيدة العذراء الجديدة، وتأسست عام ١٩٤٠ واستكمل بناؤها كاملة بمناراتها وانتهى فى ١٩٦٤، بالإضافة إلى كنيسة العائلة المقدسة والأنبا أنطونيوس وكنيسة الأنبا بولا. كما يوجد قصر الضيافة الذى أنشئ سنة ١٩١٠، كما يوجد بالدير كلية ومعهد ديديموس للمرتلين.

درنكة المحطة الأخيرة فى مصر والعودة لفلسطين

انتهت الرحلة فى جبل درنكة، وبه مغارة منحوتة فى الجبل، وهى آخر المحطات للعائلة، حيث ظهر الملاك ليوسف النجار وأمره بالعودة لفلسطين. وكان مجيء العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط فى شهر أغسطس، وهو الذى يحل فيه صوم العذراء، ولهذا يقيم الدير احتفالاته الدينية سنويا ابتداء من يوم ٧ حتى ٢١ من أغسطس كل عام. وبالدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، طول واجهتها ١٦٠ مترا وعمقها ٦٠ مترا وهى منذ نهاية القرن الأول لميلاد المسيح. يذكر أن مغارة الدير ترجع إلى نحو ٢٥٠٠ قيل الميلاد، وبالدير الكثير من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة. شيدت كنيسة بدرنكة سنة ١٩٥٥، وتقع شرق المغارة التى استراحت العائلة المقدسة بها، وتوجد مجموعة من الكنائس منها كنيسة طرازها يماثل طراز الكنائس فى إيطاليا، وكذلك بنى العديد من الاستراحات وحجرات للضيافة تستوعب الآلاف من الزوار فى أعياد ومناسبات الدير، ومؤخرا استقبل دير السيدة العذراء بجبل درنكة جثمان الأنبا ميخائيل مطران أسيوط للأقباط الأرثوذكس وشيخ المطارنة حيث دفن بكنيسة رئيس الملائكة المقامة بالدير.


كنيسة العذراء

من هنا انطلقت أول رحلة بحرية

كانت معبدًا لليهود.. وبنتها القديسة هيلانة فى القرن الرابع

تحتل كنيسة السيدة العذراء مريم بكورنيش المعادي، موقعًا سياحيًا وأثريًا ممتازًا، ما يجعلها أحد المعالم السياحية المهمة.

وترجع أهميتها إلى مرور العائلة المقدسة بها فى طريقها إلى (دير المحرق)، فمن شاطئ النيل بناحية «العدوية» (المعادى قديمًا)، استقلت العائلة المقدسة مركبًا كأول رحلة بحرية للعائلة فى مصر، لتنطلق منها إلى صعيد مصر، وتحديدًا إلى دير المحرق بجبل أسيوط، حيث أقامت العائلة المقدسة بالمحرق ٦ أشهر كاملة.

٨ أسماء للكنيسة عبر التاريخ

اتفقت المصادر التاريخية على أن كنيسة السيدة العذراء حملت ٨ أسماء، كنيسة المرتوتي، وبيعة السيدة الطاهرة مريم، وتى ثيؤدوكس ماريا تى كلابي، ومقابلها بالعربية والدة الإله مريم بالعدوية، وكنيسة مريم بناحية العدوية، ودير الست السيدة بالعدوية، وle convent Deir il Aduvie، وتعنى (دير العدوية)، وبيعة الست السيدة المعروف بدير العدوية بالولاية الأطفيحية، وبيعة الست السيدة مريم بدير العدوية.

مراجع تاريخية

اتفق مصدران تاريخيان وحيدان على مجيء العائلة المقدسة إلى موضع الكنيسة، الأول: موهوب بن منصور، وهو أحد كتبة ومكملى كتاب «سير البيعة المقدسة»، وذكرت الكنيسة أثناء كتابة سيرة البابا كيرلس الثانى البطريرك (٦٧)، وفى خاتمة هذه السيرة ذكر لنا هذا المؤرخ كشفًا بالمزارات وآثار العائلة المقدسة التى زارها ورآها فى أيامه، فقال عنها «وأنا أذكر ما رأيته وتباركت منه، وآثار سيدنا المسيح ووالدته السيدة مريم العذراء القديسة فى عدة مواضع بأرض مصر، كنيستها بالمرتوتي».

المرجع الثانى أبوالمكارم سعدالله بن جرجس بن مسعود

ولأبى المكارم يعد الله بن جرجس بن مسعود كتاب مهم عن «الكنائس والأديرة» وكتب فيه عما كان يعرفه عن هذه الكنيسة فى عهده، وقال: «البستان المعروف بالعدوية ومنية السودان، بيعة السيدة الطاهرة مريم المعروفة بالمرتوتى داخلة قبة، وكانت فى القدم معبد لبنى إسرائيل لما كانوا فى العبودية بأرض مصر. ولما ورد سيدنا يسوع المسيح إلى مصر ووالدته بالجسد ستنا السيدة العذراء الطاهرة والشيخ البار يوسف النجار من الشام جلسوا فى هذا المكان الذى فيه صورة السيدة، الآن قبالة المذبح المقدس، وأنشأها القبط على اسم السيدة. فإما أنها عرفت بالمرتوتى وهى لفظة بالرومي: متيرتا، أعنى أم الله الكلمة».

قصة بناء الكنيسة

كان لـ«البوابة» حديث مع الأب اسطفانوس صبحي، راعى كنيسة السيدة العذراء بالمعادى، حول مرور العائلة المقدسة بأرض الكنيسة وتاريخها، يقول راعى الكنيسة: إنها بحسب التقليد المتوارث، كان يوجد بالمنطقة معبد يهودي، وأسر يهودية، استضافت العائلة المقدسة، لكن غير معلوم تحديدًا المُدة الزمنية التى أقامت بها العائلة المقدسة بأرض الكنيسة. والكنيسة بدأ بناؤها فى القرن الرابع الميلادي، على يد القديسة الملكة هيلانة (٢٥٠-٣٢٧م) والتى خصصت أوقافا كثيرة على الكنائس، واهتمت ببناء كنائس وأديرة فى محطات العائلة المقدسة، ومرت الكنيسة بخمس مراحل للبناء والترميم كان آخرها فى ١٩٨٥.

الثلاث قباب الأثرية

من أشهر ما تميزت به كنيسة العذراء الثلاث قباب الأثرية والتى تشبه الشكل المخروطي، وأصبح هذا الشكل المختلف أحد أسرار تميزها، وهناك أيضًا «حامل الأيقونات» الذى يرجع للقرن الـ١٨. وبحسب راعى الكنيسة، هناك رسومات لشكل القباب والنيل بمخطوطات أثرية محفوظة بالمتاحف، كما أن المكتبة الوطنية بأستراليا بها صورة لقباب الكنيسة بتاريخ ١٩٤٢، وفى متحف ركن فاروق بحلوان، توجد «زهرية» ورد من ثلاثينيات القرن الماضي، وهذه الزهرية رُسمت عليها صورة الكنيسة فى شكلها القديم، بقبة واحدة والنيل فى الخلف وحقل النخيل.

قصة الإنجيل العائم

وعن قصة الإنجيل العائم الذى عُثر عليه بعد صلاة قداس الأحد صباح يوم ١٢ مارس ١٩٧٦، فى أثناء خدمة الأب بشارة وأخرج الكتاب لمعرفة قصته فوجده مفتوحا على الآية ١٩ من سفر إشعياء النبى التى تقول «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ».. واعتبر آباء الكنيسة أنها إشارة من الله بأن هذا المكان كان إحدى محطات العائلة المقدسة، أيضًا كونه مفتوحًا على الآية «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ» للتأكيد هذا الكلام، وتم الاحتفاظ بالكتاب داخل مزار الكنيسة وبجواره قصته. وكان الغريب فى القصة، استقرار الكتاب أمام الكنيسة تحديدًا، وأنه لم يتهالك بفعل المياه، بالإضافة إلى أنه مفتوح على صفحة وآية معينة.


3 أديرة فى «وادى النطرون«

دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون

تشمل المرحلة الأولى أيضًا فى خط سير العائلة المقدسة أديرة وادى النطرون، وذكر المؤرخ تقى الدين المقريزى، أن وادى النطرون مرت عليه العائلة المقدسة وباركته، حيث يضم الوادى عدة أديرة وقلالى من القرن الرابع الميلادى، ويحوى بعضها أقدم أيقونة للسيدة العذراء. الوادى مدفون به كثير من بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية آخرهم البابا شنودة الثالث الذى تنيح فى ١٧ مارس ٢٠١٢.

دير الأنبا بيشوى

هو أكبر الأديرة بوادى النطرون، ويُنسب إلى الأنبا بيشوي، الذى كان تلميذًا للأنبا مقار الكبير، وقام بإنشائه بقيادته لمجموعة من الرهبان أواخر القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمس كنائس، أكبرها كنيسة الأنبا بيشوي، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالى التى يقطن بها الرهبان.

دير العذراء السريان

هو أصغر الأديرة بمنطقة وادى النطرون على الإطلاق، تبلغ مساحته الأثرية حوالى فدانًا واحدًا و١٣ قيراطًا. ويقع ما بين دير الأنبا مقار ودير البراموس، وقد أسس على يد رهبان سوريون فى القرن السادس الميلادى ويحتوى الدير على أربع كنائس وحصن وقصرً للضيافة، بجانب قلالى الرهبان والمائدة كباقى الأديرة بالمنطقة ويشتهر الدير بوجود القلاية الأصلية التى كان يعتكف بها الأنبا بيشوي.

دير العذراء البراموس

يُنسب هذا الدير إلى السيدة العذراء مريم ومكسيموس ودوماديوس الرومانيين؛ فمعنى كلمة البراموس «الذى للروم»، وقد أُسس فى القرن السادس الميلادي. ويقع الدير على مساحة ٨٨٠ فدانا فى أقصى شمال وادى النطرون ويبعد عن استراحة «الرست هاوس» على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى حوالى ١٢ كم. ويضم الدير خمس كنائس أثرية ومكتبة تحتوى على مئات المخطوطات بلغاتٍ شتّى، بجانب الحصن وقصر الضيافة ومخبز.

دير السريان

فى أورشليم الثانية حفرت العائلة المقدسة مقرها فى الجبل واستقرت به ١٨٥ يومًا، ويضم مبانى أثرية وحديثة تتمثل فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية، وهى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة، وبقى على مساحته حتى القرن الـ١٩


«أبوسرجة» تذكار الشهيدين

كنيسة «أبوسرجة» أحد أهم الآثار القبطية الموجودة فى مصر والتى تقع فى منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، حيث تشير الكنيسة إلى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة أثناء رحلة الهروب إلى مصر. ويعتبرها الأقباط أحد الأماكن المباركة نظرًا لأنها تحوى المغارة التى مكثت بها العائلة المقدسة أثناء رحلة هروبها من فلسطين، حيث مكثوا فيها قبل ذهابهم إلى الصعيد وهى الموضع الذى تواجد فيه السيد المسيح. أما المغارة المقدسة فهى عند كهف كانت العذراء مريم والسيد المسيح والقديس يوسف يختبئون فيه، حيث تقع أسفل منتصف مكان المرتلين وجزء من هيكل الكنيسة، وهناك مدخل إلى المغارة من ناحيتين ينزل إليهما بسلالم أحدهما من صالة الهيكل الجنوبى من الكنيسة، والآخر من وسط الصالة التى فى الهيكل الشمالي، ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم شرب منه السيد المسيح .


«الكنيسة المعلقة» درة التاريخ وصندوق الأسرار الغامضة

يقصدها زوار من كل دول العالم لرؤية «أيقوناتها» الفريدة وحكاياتها المثيرة

»من أراد الغنى فالقناعة تكفيه».. عبارة يعود عمرها إلى القرن الرابع الميلادي، دونت أعلى باب كنيسة العذراء الأثرية والمعروفة بـ«المعلقة» بحى مصر القديمة بالقاهرة، التى تعد درة الكنائس فى القاهرة القديمة، والتى يأتى إليها الزوار من كل أنحاء العالم يستمتعون بمشاهدها الرائعة، وأيقوناتها الفريدة، وحكاياتها السارقة للعقل.

مع أول زيارة لـ«المعلقة» ستجد فى استقبالك القس صموئيل عريان كاهن الكنيسة، الذى يستطيع أن يتحدث بلغات تتعجب متى تعلمها أو عرفها، لا ينزعج من كثرة الأسئلة وبإمكانه التعامل مع الزحام المتزايد والذى جاء من كل العالم لرؤية الكنيسة «المعلقة»، فأفواج الأجانب تميزها أعلام يرفعها المرشدون، وتتداخل اللغات فى شرح هذا الصرح الأثرى العظيم، ورائحة البخور ورهبة الوجود والسكينة فى مكان تشبعت جدرانه بالصلوات على مدار ما يقرب من ١٧٠٠ عام، تبعث إلى النفوس الهدوء والطمأنينة.

فى الكنيسة المعلقة ١٢ خادما من دارسى اللغات يجيدون لغات مختلفة يتواجدون يوميًا متطوعين لمساعدة الأجانب والذين يقصدون الكنيسة طالبين المساعدة.

على جانبى الكنيسة من يقف أمام أيقونة لاتخاذ الصور التذكارية، ومن يقف فى خشوع مصليًا بعد أن يوقد شمعة، لتجد الكاهن واقفا أمام أيقونة «العذراء الموناليزا» والتى يرجع عمرها إلى القرن الثامن تقريبًا، والتى تشبه فى تصميمها أيقونة «الموناليزا» والتى رسمت فى القرن السادس عشر، مفتخرا، مؤكدًا أنها من أشهر الأيقونات المتواجدة بالكنيسة والتى تحتوى على ١١٠ أيقونات أثرية.

بناء الكنيسة فى القرن الثالث ميلاديًا

من أمام سُوَر خشبى يستطيع الزوار رؤية الكنيسة «معلقة» على ارتفاع ما يقرب من ١٣ مترا، كما تظهر كأنها بلا أساسات فى الأرض، فقد قام المسيحيون ببناء الكنيسة فى نهاية القرن الثالث الميلادى وحتى بداية القرن الرابع، على بقايا حصن بابليون الأسطوانى الشكل، ويشير الكاهن إلى جذوع النخيل والتى يغطيها الزجاج ويقول: بُنيت الكنيسة فوق جذوع النخيل والتى وضعت واحدا تلو الآخر بصورة متتالية متوازية، ويستكمل أثناء ترميم الكنيسة فى نهاية الثمانينيّات والذى استمر لمدة عشرين عاما، تم أخذ عينة من جذع النخيل وبتحليلها اتضح أنها منذ عام ١٥٠ قبل الميلاد.

وفِى صحن الكنيسة والمقسمة إلى ثلاثة أجنحة، ثبتت ثمانية أعمدة على اليمين واليسار وفِى المنتصف ثلاثة أعمدة، ويبدو أن كل الأعمدة المصنوعة من الرخام متقاربة فى اللون ما عدا عمود فى المقدمة من اللون الأسود، وبسؤال الكاهن عن هذا العمود قال: فى هذه الكنيسة الكثير من الأسرار ولا يوجد عندى تفسير للون العمود ولكنى على يقين وبعد نهاية الجولة ستكونون مثلى ومن المؤكد أنه يرمز لشيء فالكنيسة مع أنها أثرية إلا أنها بها صناعة دقيقة وفنون عظيمة وكلها لها رموز، البعض اتضح من الرسم والآخر من التاريخ، ولكن مازالت هناك أشياء غير معروفة.

استكمالا للجولة داخل الكنيسة المعلقة ظهر بابان، أحدهما كان يستخدم قديمًا للهروب من خلاله، عند هجوم البربر على الكنيسة، حيث كان الشعب يهرب من واحد متصل بسراديب وكبير ليسع الشعب فلا يصيبهم أذي، والآخر مهرب ولكن نهايته حجرة صغيرة بها مذبح «مكان به أدوات الصلاة» وكان مخصصا لقس وشماس حتى يتمكنوا من استكمال صلاة القدس «وفق الطقس الكنسى لا يجوز قطع الصلاة مهما كانت الأسباب».

كما يوجد اثنان من الشبابيك بحامل الأيقونات كانا يستخدمون قديمًا لمتابعة ما يحدث بالخارج فقد كان الكاهن خلال الصلاة يراقب إن كان هناك هجوم من البربر على الكنيسة، فكان ينبئ الشعب لتبدأ عملية الهروب.


القمص صليب جمال لـ"البوابة نيوز": اعتراف الفاتيكان نبه الدولة لقيمة الآثار القبطية.. ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر سيوافق حج المسيحيين.. وسيكون عيدًا قوميًا

3 سنوات وعشرة أشهر مدة استضافة مصر للعائلة المقدسة

29 نقطة مرت بها السيدة العذراء والسيد المسيح والنجار

8 نقاط فقط فى خط سير العودة

فى حدث تاريخي مصرى ودينى، بارك البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أيقونة رحلة العائلة المقدسة، الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حيث اعتمدت لجنة الحج بالفاتيكان رسميًا 8 محطات فى مسار العائلة المقدسة، كمرحلة أولى من جملة 29 محطة بخمس مراحل، على أن يتم استكمال النقاط التالية فى وقت لاحق، وهو الأمر الذى اعتبره البعض تغيرًا مهما فى خريطة السياحة الدينية فى العالم بشكل عام، وفى مصر بشكل خاص، على مدار السنوات المقبلة، وسيُعزز من مركز مصر السياحى على مستوى العالم. وقد اعتمدت لجنة الفاتيكان فى المرحلة الأولى، «كنيسة أبو سرجة- الكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة وأبو سرجة- كنيسة العذراء بالمعادى- المطرية- أديرة وادى النطرون الثلاثة (الأنبا بيشوى– السريان– الباراموس)- دير المحرق بجبل قسقام أسيوط- دير العذراء بجبل درنكة». وقد تشكلت لجنة مصرية بشأن دراسة وبحث إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر من آباء من الكنيسة ووزارة الآثار والسياحة، وللتقرب أكثر من معرفة تفاصيل خطة عمل هذه اللجنة ومراحل استكمال الـ29 نقطة ومراحل رحلة العائلة المقدسة فى مصر، كان لـ«البوابة» هذا الحوار مع القمص صليب جمال، ممثل الكنيسة باللجنة، ونائب عن الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة، وأحيانًا ينوب عن البابا تواضروس فى أعمال اللجنة، ويخدم بكنسية الشهيد أبى سيفين الأثرية بمجمع الأديان بمصر القديمة منذ 22 عاما.


فى البداية متى تشكلت لجنة مسار العائلة المقدسة؟

اللجنة تشكلت منذ ثلاثة أعوام بتكليف من وزارة السياحة والبابا تواضروس، عضو رئيسى بها وينوب عنه الأنبا يوليوس أسقف مصر القديمة، ولكن ككنيسة قبطية نقوم بتنظيم احتفال سنوى بعيد دخول العائلة المقدسة لمصر، وهو «عيد سيدي» يكون فى ٢٤ بشنس الموافق ١ يونيو من كل عام، وهو عيد بطقوس (فريحية)، وقراءات خاصة داخل كل الكنائس الأرثوذكسية المصرية، ومؤخرًا تم تحويله لعيد قومى ورسمى يتم الاحتفال به كل عام فى أول يونيو من كل عام، ويحضره عدد كبير من المسئولين والجهات الأمنية والحكومة والكنيسة، وبدأت الدولة فى الاهتمام بهذا الشأن خلال الفترة الأخيرة كنوع من السياحة الدينية، خاصة بعد زيارة بابا الفاتيكان فى إبريل الماضي.

وماذا عن خطة عمل اللجنة ومهامها؟

أعضاء اللجنة ينظمون لقاءات ومؤتمرات للاجتماعات والندوات مع الجهات المسئولة من وزارتى الآثار والسياحة، وبعض رجال الأعمال الأقباط، ومتابعة ما إذا كانت هذه الأماكن مؤهلة أم تحتاج لترميم وصيانة، وطباعة «بورشورات» وكُتيبات تعريفية ولافتات وملصقات إرشادية، وفى إحدى زيارات اللجنة لدير المحرق بأسيوط، وفى حضور نائب وزير السياحة، فوجئنا بعدم وجود اهتمام كاف لهذا المكان الأثري، وأن الطريق من دير درنكة إلى المحرق غير ممهدة بالمرة، ووجدنا حيوانات نافقة على الطريق، وغياب لافتات باللغات الأجنبية أو أى إشارات تعريفية على مداخل الدير، رغم إرسال اللجنة لهذه الملاحظات للمحافظة فى وقت سابق، وبالتالى التقصير كان واضحا أمام اللجنة، وهو ما استنكره بشدة نائب وزير السياحة.

على عكس تقصير بعض المسئولين.. ماذا عن استعدادات الكنائس؟

فى أديرة أسيوط (المحرق ودرنكة).. الكنيسة هناك مستعدة لاستقبال أى وفود سياحية، ولدى الكنيسة استراحات مجهزة وأماكن للمبيت، وهناك الآباء والرهبان مستعدون لتقديم الشرح بعدة لغات، وتفاصيل زيارة العائلة المقدسة لهذه البقعة من أرض مصر.

وما مدة استضافة مصر للعائلة المقدسة؟

مدة رحلة العائلة المقدسة فى مصر بلغت ثلاث سنوات وعشرة أشهر، مروا خلالها على ٢٩ نقطة، مقسمة على خمس مراحل وهي: المرحلة الأولى عبر شمال سيناء ضمت (رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات (اوستراسين) حاليا مدينة الورادة، القلس، المحمدية، الفرما) والمرحلة الثانية عبر الدلتا، وتشمل (تل بسطا، بلبيس، منية سمنود ودقادوس، سمنود، البرلس، سخا. والمرحلة الثالثة عبر وادى النطرون، ضمت (وادى النطرون أديرة الأنبا بيشوي، السريان، البراموس). والمرحلة الرابعة عبر القاهرة الكبرى، شملت (منطقة المطرية وعين شمس، وسط القاهرة (العذراء حارة زويلة) مصر القديمة (كنيسة المغارة أبى سرجة ومجمع كنائس مصر القديمة) المعادي. المرحلة الخامسة عبر الوجه القبلى وصعيد مصر، ضمت (البهنسا، ودير الجرنوس (مغاغة)، جبل الطير (شرق سمالوط)، الأشمونين، ديروط أم نخلة، دير أبو حنس، بير السحابة فى أنصنا، كوم ماريا، ديروط الشريف (أسيوط)، القوصية (بلدة قسقام)، مير، جبل قسقام.


وماذا عن خط سير عودة العائلة المقدسة إلى فلسطين؟

انقسمت لمرحلتين، الأولى عبر جبل أسيوط الغربى من دير العذراء بدرنكة، والجنادلة. والمرحلة الثانية من أسيوط إلى فلسطين عبر منف والمعادى ومصر القديمة وكنيسة المغارة أبى سرجة ومجمع كنائس مصر القديمة، والمطرية، ومسطرد، ثم واصلت الطريق نفسه عبر قناة النيل (بلوزيوم) وحتى فلسطين.

ماذا عن نقاط المرحلة الأولى الثمان.. وهل هناك نقاط تم تجهالها؟

الثمانية أماكن هى محل نظر وزارة السياحة فى المرحلة الأولى، وبدأت الدولة فى الاهتمام بها وتطويرها، واختيار الأماكن يتم بعد ضمان توافر إمكانيات التطور وتأمين الطرق وتمهيدها أمام الأفواج السياحية، وهذا متاح فى كنائس مجمع الأديان والمعادي، وهى مناطق قريبة من وسط العاصمة، حيث الفنادق لإقامة الأجانب، أيضا فى وادى النطرون وأسيوط الظروف الأمنية والفنادق والاستراحات مجهزة، أما فى منطقة المطرية وشجرة مريم، عندما قام العام الماضى وفد من وزارة السياحة بزيارة المكان لتتبع خطوات الرحلة، فوجئوا باستقبال بعض الأهالى لهم بطريقة سيئة وألقوا عليهم مياها غير نظيفة ووجهوا شتائم للوفد، علاوة على أن المنطقة عشوائية، وهو وضع غير مؤهل لاستقبال الأجانب حتى الآن، وبالتالى المطرية تتأرجح بين المرحلة الأولى والثانية، ومن الممكن أن يتم ترحيلها لحين الانتهاء من دراسة ما تحتاجه الأماكن الأثرية بها من ترميمات.

هل هناك معوقات تواجه عمل اللجنة؟

هناك مشكلة أمام عمل اللجنة تتمثل فى أن أغلب المواقع التى زارتها العائلة المقدسة تحيط بها العشوائيات الآن، مما يصعب دخول السائحين لها، فمثلًا فى كنيسة العذراء والقديس أبانوب فى سمنود فى محافظة الغربية، والتى تحوى آثارا للعائلة المقدسة أثناء مرورها بها، فنجد صعوبة كبيرة فى استقبال الكنيسة للأفواج السياحية بسبب وقوع الكنيسة وسط سوق شعبية كبيرة جدًا، وإلى أن يتم نقل السوق خارج محيط الكنيسة سيتم فتح الطريق أمام ترميم الكنيسة لاستقبال السائحين.

هل هناك أماكن فى مسار الرحلة سيتم استبعادها؟

لا يوجد أى استبعاد لأى نقطة من نقاط مسار الرحلة، ولكن هناك بعض الأماكن سيتم ترحيلها إلى مراحل متأخرة، وليس من حق الكنيسة أو سلطتها التدخل فى طلب نقل الأسواق خارج محيط كنيسة أثرية، لأنها مسئولية الدولة، ويجب أن يتم ذلك بالتراضى بين الدولة والمواطنين وتعويضهم بتجهيزات عادلة.


ما الخطوة التالية عقب الانتهاء من كل مرحلة؟

يتم وضع خطة مدروسة بالتعاون مع الشركات السياحية وتحديد فنادق الإقامة للزوار وأوتوبيسات نقل الوفود والاستعدادات الأمنية، واللوحات الإرشادية باللغة العربية والإنجليزية، وخط سير المركبات السياحية وتمهيد الطرق، مع توفير مترجمين سواء من آباء الكهنة أو من الآثار لشرح خريطة الأماكن أمام الزوار.

الترميم والصيانة داخل الكنيسة.. مسئولية الدولة أم الكنيسة؟

الترميمات والتجهيزات داخل المواقع التى زارتها العائلة المقدسة تتم على حساب الكنيسة الخاص، بعد حصولها على التصريح من وزراة الآثار.

أهمية اعتماد الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة لمصر؟

بالنسبة لكنيستنا المصرية لا يفرق كثيرًا هذا الاعتماد من جانب الفاتيكان، لأننا كمصريين نعلم جيدًا حقيقة هذه الأماكن سواء من المؤرخين، أو من آباء الكنيسة الأوائل كما تشير المخطوطات لذلك، وما هو أقوى من ذلك ذكر مصر فى الكتاب المقدس «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي» (مت ٢: ١٥). وربما اعتراف الفاتيكان نبه الدولة لهذه القيمة الدينية والتاريخية للآثار المصرية، وبابا الفاتيكان عند زيارته لبعض الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة فى مصر، دعا جميع المسيحيين بالعالم إلى «الحج» إلى هذه الأماكن المقدسة لنيل بركتها، وكانت زيارته للتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان، وزار شيخ الأزهر والبابا تواضروس، وأشاد آنذاك بأهمية زيارة أماكن العائلة المقدسة، ومن هنا بدأت الدولة للاهتمام بهذه الإشادة.

هل تختلف دعوة المسيحيين للحج فى مصر.. عن الحج فى القدس فى عيد القيامة؟

أى مكان زاره السيد المسيح يعتبره المسيحيون مقصدًا للحج، مثل كنيسة القيامة فى القدس، أما فى مصر ستقوم الدولة بدراسة الأمر حول خط سير الرحلة كلها، خاصة أن الرحلة شملت أماكن عديدة بمحافظات مصر، وبالتالى رحلة الحج فى مصر ستكون على عدة مراحل خلال أسبوع على أقل تقدير.


وماذا عن توقيت حج المسيحيين فى مصر؟

سيكون فى توقيت قريب من ١ يونيو من كل عام وهو الموافق لاحتفال «عيد سيدي» لدخول العائلة المقدسة لمصر، والأمر سيتطلب تحديد طقوس معينة وبرنامج لهذا الإجراء، وهو مسئولية لجنة إحياء مسار العائلة المقدسة، وذلك كله سيبدأ بحثه بعد الانتهاء من كل مراحل مسار الرحلة.

ومن المقرر وضع خطة خاصة بكل مرحلة عقب الانتهاء منها، وستتم إضافة المرحلة التالية للأولى، وهكذا حتى تنتهى المراحل كاملة.

ماذا عن عدد الزوار المستهدف للسياحة الدينية فى مصر؟

من المتوقع أعداد كبيرة لهذه الأماكن بعد الانتهاء من بعضها وترميم ما تبقى منها، لكن فى الوقت نفسه زيارة الأجانب بهدف السياحة الدينية فى مصر متوقف على عدة نقاط منها: هل فعلًا مصر قضت على الإرهاب، خاصة أن أى حادث تفجير واحد يقضى على ما تم بناؤه لسنوات طويلة؟ فمثلًا الأوضاع السياحية قبل الثورة فى منطقة مصر القديمة ومجمع الأديان كانت تشهد إقبالًا كبيرًا جدًا من كل دول العالم والمصريين أنفسهم، أما الآن الأعداد تراجعت بصورة كبيرة ومعظم الزوار من دول شرق آسيا.


«المطرية».. استضافت «العائلة المقدسة» 4 أشهر

لمدة أربعة أشهر كاملة تنقلت فى أحيائها وشوارعها، وما زالت آثار وجودها باقية تشهد على هذه الزيارة المقدسة فسميت الشوارع والكنائس، والمساجد أيضا بهذا الحي، بمسميات تحمل أسماء السيدة العذراء مريم، وشجرتها المُعمرة لقرون وسط حى المطرية. فى شارع «شجرة مريم»، جلست العائلة المقدسة تحت شجرة (الجُميز وهى نوع من الأشجار المعمرة لمئات السنين) لتستظل بها، وأيضًا البئر التى اغتسلت وشربت منها العائلة المقدسة، بالقرب من مسلة سنوسرت. الآن الشجرة التى تجاوز عمرها الـ٢٠٠٠ عام، تعود لقبل ولادة السيد المسيح، ما زالت تحمل فرعا أخضر ليكون الجيل الرابع للشجرة. القمص برسوم شاكر راعى كنيسة العذراء بالمطرية قال لـ«البوابة»، إن العائلة المقدسة تنقلت بعدة أماكن فى مصر منذ هروبها من فلسطين، وعاشت فى المطرية ٤ أشهر. وعن قصة «شارع البلسم»، قال، إن العذراء بعد أن تقوم باغتسال السيد المسيح كانت ترش المياه فى الشارع فنبت فى المكان نبات «البلسم»، ينتج عنه عطر غال جدًا ومعروف أنه كان يُهدى للملوك والأمراء، وهذا النبات لا يُزرع فى مصر.

تطوير الشجرة

تطوير محيط الشجرة والحفاظ عليها أخذ مراحل عدة منذ القرون الأولى، مرورًا بإعادة زراعة أحد فروعها حتى تدخلت وزارة الآثار كجهة منوطة بهذا الأثر التاريخى والديني، كانت بداية التطوير مع ثمانينيات القرن الماضى وكانت منطقة المطرية مهملة بسبب العشوائيات، والشجرة أيضًا كانت محاطة بسور بسيط فى البداية بحراسة من خفير واحد من هيئة الآثار مع تحديد رسوم دخول للزيارة، ومع بداية التسعينيات تم تطوير المزار وبناء سور كبير وزرع أشجار، وافتتحها البابا شنودة ومحافظ القاهرة وعدد من المسئولين، وتحول المكان لمزار سياحى للمصريين والأجانب والعرب من المسلمين والمسيحيين، مع تحديد رسوم دخول للمصريين مختلفة عنها للأجانب.

شجرة الجيل الثالث

الشجرة الحقيقية (الجُميز) التى استظلت تحتها العائلة المقدسة ليست هى الموجود الآن، والموجودة هى الابنة الثالثة للشجرة الأصلية التى عمرت لمئات السنين، وعندما بدا عليها مراحل الانتهاء، تم أخذ فرع من فروعها وأعيدت زراعتها مرة ثانية بنفس المكان، وذلك فى القرون الأولى، وقام بذلك آباء الكنيسة القدامى.