الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

من ذاكرة ماسبيرو.. يحيى حقي: عملت بالمحاماة براتب 6 جنيهات و"مخدتهمش"

الأديب الدكتور يحيى
الأديب الدكتور يحيى حقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأديب الدكتور يحيى حقي، خلال لقائه مع الإعلامية أمانى ناشد، ببرنامج «سهرة مع فنان»، المذاع على الفضائية المصرية، إنه التحق بالمدرسة السيوفية ثم المدرسة الإلهامية الثانوية ببنباقادن ومكث بها سنتين حتى نال شهادة الكفاءة ثم التحق عام ١٩٢٠ بالمدرسة «السعيدية» وبعدها انتقل إلى المدرسة «الخديوية» التى حصل منها على شهادة «البكالوريا».
وأضاف: لما كان ترتيبى الأربعين من بين الخمسين الأوائل على مجموع المتقدمين فى القطر كله فقد التحقت فى أكتوبر ١٩٢١ بمدرسة الحقوق السلطانية العليا فى جامعة فؤاد الأول وكانت وقتئذ لا تقبل سوى المتفوقين وتدقق فى اختيارهم وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل توفيق الحكيم وحلمى بهجت بدوى والدكتور عبدالحكيم الرفاعي، وحصل منها على درجة «الليسانس» فى الحقوق عام ١٩٢٥ وجاء ترتيبه الرابع عشر وبعد ذلك قمت بالدراسة فى الحقوق وعقب تخرجى فى الجامعة عملت بالمحاماة لأول مرة بعد تخرجى عند الأستاذ زكى عريبى المحامى المشهور، وقتذاك بمرتب شهرى قدره ستة جنيهات لم أقبض منها شيئا، ثم بعد ذلك انتقلت إلى مكتب محام مصرى بمرتب قدره ثمانية جنيهات شهريًا، وبعد ذلك عملت بالسلك الدبلوماسى والعمل الصحفى والفن وأيضا عملت كمحقق جنائى فى مدينة منفلوط والتحقت بالسلك السياسى وقمت بالتنقل بين الدول العربية والأوروبية، وآخر عمل لى بالسلك السياسى وزير مفوض لمصر فى ليبيا، لافتا إلى أنه عمل فى السلك السياسى واحد وعشرين عاما متواصلة حتى آخر منصب لى وعينت مديرا لمصلحة الفنون وأنشأت فرقة للفنون الشعبية.
وأضاف: «فى عصره أطلق عليه أنه علامة بارزة فى تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين لافتا إلى أنه خلال مجاله الأدبى نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته «قنديل أم هاشم» وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.
وكشف «حقي» عن سبب إقالته من العمل الدبلوماسي، مؤكدا أنه أقيل من العمل الدبلوماسى عام ١٩٥٤ عندما تزوج من أجنبية وهى رسَامة ومثالة فرنسية تدعى «جان ميرى جيهو»، بعدها عاد لمصر ليستقر بها وعين بعد ذلك، مديرا عاما لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ بعدها تم إنشاء مصلحة الفنون سنة ١٩٥٥ فكان أول وآخر مدير لها، قبل إلغائها ليعين بعدها مستشارا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة قدم استقالته من العمل الحكومى وعاد فى أبريل عام ١٩٦٢ رئيسا لتحرير مجلة «المجلة المصرية» التى ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة ١٩٧٠.
واستطرد «حقي» توليت رئاسة تحرير مجلة المجلة المصرية، وهى أطول فترة أقضيها فى رئاسة تحرير مجلة، ومنذ نشأتها ارتبط اسمها باسمي، حتى كان شائعًا أن الناس تقول عنها «مجلة يحيى حقي»، مردفًا أنه استطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين فى القصة والشعر والنقد والفكر ليصنع نجوم جيل الستينيات فى «شرفة المجلة» بشارع عبدالخالق ثروت.
وقال «حقي» إن الشعر هو غذاء الروح وليس متعة عقلية فقط بالنسبة للأدباء والشعراء، مستطردا انغمست فى دراسة القانون والتقيت فيها بنخبة من العباقرة الذين عرفتهم مصر بعدئذ، وكانت الجماعة التى انضممت إليها جماعة من المجدين المجتهدين أخذ أفرادها الدرس، وكان منهم المرحوم حلمى بهجت بدوى وعبدالحكيم الرفاعى وسامى مازن، وكانت اجتماعاتهم حلبة ساخنة للمناقشة، يشارك فيها نخبة من الأساتذة العظماء مثل عبدالحميد أبوهيف ونجيب الهلالى وأحمد أمين.
وتحدث «حقي» عن العصاة التى يستند إليها فى حديثة قائلًا: إن هذه العصاة كانت موضة فى العصر القديم وحتى معظم الوزراء فى العصر القديم كانوا يمتلكون هذه العصاة وحتى الملوك والأمراء كانوا يمتلكون عصاة مماثلة للفرنسيين والطليان معلقا أن بلدنا دى بلد «عصيان» ولما تذهب إلى صعيد مصر تجد كافة الرجال فى الصعيد يمتلكون العصاة والشومة ويسيرون بها فى الطرقات واصفا أن العصاة والشوم هى سلام الرجل الصعيدى الأول فى مصر.
وتحدث يحيى حقي عن الجوائز التى حصل عليها قائلا: حصلت فى يناير عام ١٩٦٩ على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب وهى أرفع الجوائز التى تقدمها الحكومة المصرية للعلماء والمفكرين والأدباء المصريين تقديرا لما بذلته من دور ثقافى عام منذ بدء الكتابة، ولكونى واحدا ممن أسهموا بشكل واضح فى حركة الفكر والآداب والثقافة فى مصر بدءا من الربع الأول من القرن العشرين، لافتا إلى أن الحكومة الفرنسية منحته عام ١٩٨٣ وسام الفارس من الطبقة الأولى، كما منحته جامعة المنيا عام ١٩٨٣ الدكتوراة الفخرية وذلك اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة، مضيفًا، كنت واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربى لكونى رائدا من رواد القصة العربية الحديثة عام ١٩٩٠.