على طريقتها المبهجة، احتفلت كنيسة مارمرقس مصر الجديدة بعيد النيروز، من داخل الباب الرئيسى تزينت الكنيسة بالزهور البيضاء والشموع، من الجانبين ترصت الزهور لتفتح لك طريق نهايته، إلى أيقونة مجمعة لشهداء الكنيسة الأول.
وعلى الجانب الآخر من الكنيسة، زينت الكنيسة بالشموع والأضواء، لتصل بك إلى مجسمات لصور الشهداء لتحيى الكنيسة ذكراهم الخالدة، بعد أن دونتها الكنيسة بالسينكسار «كتاب الشهداء».
ومن مصر الجديدة إلى مصر القديمة، ومن داخل الكنيسة المعلقة التى أحيت ذكرى الشهداء على طريقتها، حيث توافد الشعب القبطى للصلاة، ومن داخل الهيكل أخرج الكاهن رفات القديسين ليحملها عامة الشعب ليتباركوا بها.
عيد النيروز، هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، ولفظة نيروز من الكلمة القبطية (نى - يارؤو) أى الأنهار، لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، وتعنى بالفارسية «اليوم الجديد»، وهو عيد الربيع عند الفرس، ومنه جاء الخلط من العرب، ويقول الأنبا لوكاس مطران منفلوط المتنيح: «النيروز اختصار لـ(نيارو أزمو رؤو)، وهو ابتهال للخالق لمباركة الأنهار»، لتتطور إلى «نياروس»، ومعناها عيد مباركة الأنهار».
والتقويم القبطى بدأ منذ عام الاستشهاد فى عصر الإمبراطور الرومانى (دقلديانوس) (٢٤٤: ٣١١ م)، الذى أودى فيه بحياة مليون شهيد قبطي، لدرجة أنهم اتخذوا من سنة ٢٨٤م، وهو تاريخ تولى دقلديانوس الحكم بداية للتقويم القبطي، واقترن التاريخ اليومى للتقويم القبطى بكلمة «شهداء»، وهو امتداد للتقويم الفرعونى بأسماء شهوره، إذ حرص الفلاح المصرى القديم على العمل به فى زراعته اعتبارًا من عام ٤٢٤١ قبل الميلاد وحتى الآن، وظهرت عبقرية المصرى القديم فى ترتيب الشهور، وإعطاء كل شهر صفة ومثلا، وشهوره هي: «توت، وبابة، وهاتور، وكيهك، وطوبة، وأمشير، وبرمهات، وبرمودة، وبشنس، وبؤونة، وأبيب، ومسرى، وأخيرا النسىء».
