الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس الحزب الليبرالي التونسي لـ"البوابة نيوز": الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب تحظى بقبول دولي.. الضغوط على قطر أضعفت الجماعات الإرهابية

رئيس الحزب الليبرالي
رئيس الحزب الليبرالي التونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت قضية البحث عن المتورطين في شبكات تسفير المقاتلين التوانسة إلى بؤر التوتر جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية التونسية لا سيما في ظل إصرار حركة النهضة على توفير عودة آمنة لهؤلاء المقاتلين، الذين حاربوا إلى جانب داعش والقاعدة في العراق وسوريا .
وقد تم الكشف عن تورط الدوحة في تسفير وتدريب العناصر الإرهابية في تونس بعد نجاحها في إغواء الشباب بالمال، مستغلة حالة التردي الاقتصادي التي مرت بها تونس عقب سقوط نظام بن علي لتحولها إلى قاعدة لدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا والعراق وسوريا .
وفي حديثه لـ"البوابة نيوز" أكد الدكتور منذر ثابت، رئيس الحزب الليبرالي التونسي ونائب رئيس الأممية الليبرالية، تورط رموز سياسية ورجال أعمال في تشكيل شبكات تسفير المقاتلين التوانسة للخارج منوها إلى أن حكومة يوسف الشاهد تواجه ضغوطا كبيرة من قبل الاحزاب السياسية والقوى الوطنية في تونس من أجل الكشف عن تلك الشبكات الأجرامية ، وأكد منذر أن الرؤية المصرية لمكافحكة الارهاب تلقى قبولا دوليا ، كما اشار منذر إلى أن ضغوط دول المقاطعة على قطر أدت إلى تراجع الجماعات الارهابية في المنطقة ، وإلى نص الحوار:- 
- الدور القطري المشبوه في تونس كيف بدأ وأين انتهى؟
منهجيا من الضروري التنويه بالتوتر الملحوظ الذي طبع العلاقات بين نظام بن علي والنظام القطري جراء التحريض الذي انتهجته قناة الجزيرة لدعم المعارضات المتحالفة مع التيار الديني ويعتبر التيار المناصر الربيع التونسي أن الدور القطري كان حاسما في سقوط نظام بن علي وذلك عبر الدعم المباشر والمعلن للتيار الديني والإسناد المباشر للأحداث التي انطلقت مع انتفاضة سيدي بوزيد في 17ديسمبر 2010. 
وتؤكد الأحداث في تسلسلها أن قطر كانت الوكيل الرسمي للادارة الأمريكية الديمقراطية في انجاز وتمويل الربيع العربي والسعي إلى تمكين التيار الاخواني من الحكم . بل إن السياسات القطرية الموجهة الى تونس وإلى عموم بلدان الربيع لا تفهم الا ضمن الشرط السياسي المتعلق بوجود الاسلامين في الحكم أو مشاركتهم فيه.
- لكن حركة النهضة غادرت الحكم في تونس لحساب حركة نداء تونس الليبرالية؟
معلوم أن مغادرة حركة النهضة الاسلامية للسلطة كان محصلة التقاطع بين مؤثرين، الاغتيالات السياسية التي استهدفت رموز الجبهة الشعبية، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وسقوط حكم الإخوان في مصر وصعود الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن الموجة الثانية من الانتفاضة الشعبية في مصر، وتبقى حركة النهضة الحليف الاستراتيجي الأول لقطر في تونس ،حيث تؤكد قيادتها في كل المناسبات عن الدور الثوري للإمارة في الإطاحة بالاستبداد وعملية الانتقال الديموقراطي.
لكن التأثير القطري استوعب الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي الذي أكد خلال ولايته المؤقتة أن كل تجريح في قطر أمر مدان وغير مقبول وبذلك بقيت النهضة متحكمة في ادارة سياسة الدولة من خلاف ستار المرزوقي وبالتبعية إستطاعت قطر التأثيرفي المشهد السياسي التونسي عبر الثنائي، النهضة وحزب حراك تونس حضور تدعمه عبر شبكة من الجمعيات الأهلية النشيطة ونسيج إعلامي تجاوز حدود مراسلات قناة الجزيرة المحاصرة والمرفوضة من التيار الديمقراطي المدني.
ما هي أبرز الجماعات الإرهابية التي قدمت لها قطر الدعم في تونس؟
- الواقع لا يمكن الجزم بالدعم القطري المباشر ، التنظيمات الإرهابية في تونس خارج شبكات التسفير الى الجبهات الخارجية، نعني ليبيا، وسوريا والعراق، وتفيد أهم المعطيات أن الترويكا كانت الغطاء السياسي والأمني الذي ساعد على تشكل هذه الشبكات واسنادها لوجستيا لغاية الإطاحة بالأنظمة العربية، لكن التحقيق في هذا الموضوع لايزال يتخبط في متاهة التعتيم البيروقراطي والسياسي المفروض من سياسة التوافق التي انتهجها الرئيس الباجي قائد السبسي بعد انتخابه سنة 2014 . وهو ما اكدته النائبة ليلى الشتاوى الرئيسة السابقة للجنة التحقيق في شبكات التسفير في أكثر من سياق.
- لماذا الصمت التونسي تجاه شبكات تجنيد المقاتلين التوانسة في بؤر التوتر؟
السياق العام الذي تنزل فيه تشكيل شبكات التسفير إلى جبهات التوتر في المنطقة العربية تخفى خلف مفهوم تصدير الثورة وتحويل تونس إلى منصة الدفع الديمقراطي في المنطقة. 
ويذكر في هذا السياق احتضان تونس لمؤتمر أصدقاء سوريا بحضور هيلاري كلينتون والخطاب الدعوي للرئيس المرزوقي للتغيير السياسي العاجل في المنطقة العربية والأزمات الديبلوماسية التي تلته مع أهم الدول العربية يتزامن هكذا نهج مع تورط السلطة زمن الترويكا في تسليم البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا في عهد نظام القذافي إلى أطراف ليبية في غياب سلطة الدولة وآلية تنظيم عملية التسفير التي شملت أكثر من طرف سياسي، وعليه تواجه حكومة يوسف الشاهد ضغطا واضحا في صلة بكشف هذه الملفات وتأزم العلاقة بين حكومته والأحزاب الأغلبية في البرلمان تؤكد هذا المعطى.
- كيف ترى مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر؟ وانعكاسات هذه المقاطعة على سطوة الجماعات الإرهابية في المنطقة؟
تمثل الأزمة بين بلدان الرفض وقطر عنوانا مفصليا لنهاية عهد الثورات الملونة وعودة مفهوم الدولة القوية في المنطقة وليس من المصادفة أن تتراجع التيارات الإرهابية في المنطقة وأن تسقط الموصل، وأن يتم تطهير بنغازي بعد فرض الحصار على الدوحة وإخضاعها لمراقبة دقيقة من بلدان الحصار وتؤكد التجربة أن قطر كانت بالفعل ومن خلال شراكتها مع تركيا الدافع نحوتخريب الأمن القومي العربي وضرب سيادة الدول ولم تكن تركيا بعيدة عن هذا المخطط بل أنها شكلت ضلعا أساسيا في المؤامرة فاستعادة المجال الحيوي وفق الإيديولوجيا العثمانية يمثل البديل عن إغلاق الاتحاد الأوروبي لبواباته في وجه الحكم الإخواني في أنقرة الرابط الايديولوجي وعقدة القومية القطرية تمثل عروة جبهة الربيع العربي. 
- كيف تتعامل أجهزة الأمن التونسية مع ملف العائدين من بؤر التوتر؟
سجلت مصالح الأمن والجيش في تونس انتصارات هامة على التنظيمات الإرهابية ونجحت في تفكيك عدد هام من الخلايا النائمة وملاحقة العناصر التكفيرية لكن الإنشغال الأمني الراهن يتجه نحو محاصرة العناصر العائدة من جبهات القتال في الخارج وخاصة منها غير المدونة والمعلومة من الأجهزة ولعل المفارقة في هذا الصدد تكمن في مماطلة السلطة بصدد إعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق وما يمثله هذا التصحيح من قطع مع نهج المغامرة والتخريب الموروث عن المرحلة السابقة وسياق متصل بملف الارهاب .يشار إلى ما أكدته السلطة في دمشق للعديد الوفود التونسية من أنها تمتلك ملفاكاملا بصدد شبكات التسفير والعناصر والتنظيمات الضالعة في دعم الإرهاب .
- أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أهمية الشراكة بين بلاده ودولة تونس لاعتبارات عديدة وأكد على أهمية التعاون بين البلدين في كافة المجالات لا سيما المجال الأمني ملمحا لوجود مخاوف من تنامي الإرهاب في تونس فعدد من العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا وألمانيا قامت بها عناصر تونسية. فإلى أي مدى يمكن التنسيق بين النظام التونسي وفرنسا في مكافحة الإرهاب؟ 
باريس عدلت ساعتها على إيقاع السياسات الأمريكية الجديدة وداعمة لرؤية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقاومة الارهاب وعموم بلدان الرفض المواجهة لقطر. وقد عبر ماكرون عن قلقه تجاه امكانية اتساع دائرة الإرهاب في منطقة المتوسط عبر تونس وقلقه يستند إلى معلومات تفيد اتجاه التنظيمات الإرهابية نحو إعادة التهيكل في المساحة الواقعة بين الغرب الليبي والجنوب وشريط الساحل الافريقي وإمكانية استهداف تونس التي تعتبرها هذه التنظيمات الخاصرة الرخوة في المنطقة وهي رسالة واضحة للنظام التونسي ويجب أن يدفع الرئيس الباجي قائد السبسي إلى التعجيل بالفراغ من إصلاح المنظومة الأمنية والانخراط الكامل في مواجهة الجماعات الإرهابية في بلدان الجوار.
- هل يوجد تنسيق بين الجماعات الإرهابية في تونس ودول الجوار؟
ليس ثمة فعليا جماعات إرهابية في تونس بل خلايا نائمة ومجموعات تتنقل على السلسلة الجبلية الأطلس خاصة بين الجزائر وتونس وتحاول الاختراق وضرب بعض الأهداف وفق مقتضيات التكتيك والبيئة وهذه الجبهة المفتوحة لاتزال تستنزف قوى الجيش التونسي وتوقع خسائر بشرية في صفوف المدنيين من حين إلى آخر وسجل على هذه الواجهة تراجعا ملحوظا لمنسوب خطورة هذه الجماعات خلال العام الحالي 2017 .لكن هذا الهدوء لا يحجب حجم المخاطر التي تحدق بتونس وعموم المنطقة بعد سقوط الموصل وانحصار المليشيات الإسلامية الليبية على الجبهة الغربية المحاذية للحدود التونسية .هذا ويخشي اتجاه التنظيمات الإرهابية الكبري نقل ثقلها اللوجستي والعملياتي الى المنطقة وهو أمر مرتهن الى حد كبير بتطور الاوضاع في ليبيا وصمود الاتفاق المبرم في باريس بين المشير خليفة حفتر وفائز السراج.
- لماذا أصر راشد الغنوشي على ضرورة تأمين دخول أمن للمقاتلين التونسيين العائدين من بؤر التوتر بينما ترفض باقي القوى الوطنية هذا الأمر؟
لأن حركة النهضة الذراع العسكرية لجماعة الإخوان بزعامة الغنوشي تورطت في تسفير هؤلاء المقاتلين بعد أن قامت بتجنيدهم وتدريبهم في تونس وليبيا وعودتهم تكسب النهضة ثقل ميلشياوي في تونس، فالغنوشي انخرط المخططات القطرية واعتبر الدوحة منصة الحراك الإرهابي في المنطقة العربية وعليه فإن فتح باب الجهاد من أجل إسقاط الدكتاتوريات في المنطقة العربية كان موقف كبار رموز النهضة خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2013 فمن الطبيعي أن تعمل النهضة من أجل عودة آمنة لعودة عناصرها الإرهابية التي تقاتل في العراق وسوريا.