الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على الصلاة في فكر "المصلحين الإنجيليين"

John Calvin
John Calvin
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت إحدى الصفحات التابعة لقادة الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، سؤالًا تقليديًا للمصلح الإنجيلي جون كالفن: "كيف نصلي؟ وما هي القواعد التي ينبغي أن نتبعها في صلاتنا؟".
وللإجابة عن هذا السؤال، هناك أربع نصائح فيما يتعلق بكيفية الصلاة (يجب أن نصلي بالروح والذهن، يجب أن نعترف بعدم أهليتنا أمام الله، وأن نطلب منه وبكل حماس ما نحتاج إليه، يجب أن نقف).
بكل تواضع أمام الله، يجب أن نثق أن الله يستجيب الصلاة.
وأضافت الصفحة، أن "كالفن" كان يعلم بأن الصلاة بالروح والذهن، أي أن أفكارنا ومشاعرنا يجب أن تتناسب مع من يأتي إلى محضر الله، وهذا الموقف يؤكد للإنسان مدى جدية أمر الصلاة، فهو يقف أمام رب كل الكون.
ولهذا، يجب أن تكون أفكارنا، أثناء الصلاة، مركزة، وهكذا ينصح "كالفن"، بأن نبعد عن أذهاننا كل ما من شأنه إحداث التشتيت، والتشويش. كذلك، يؤكد أن ما نطلبه من الله يجب أن يكون أمرًا متوازنًا؛ فلا يجب أن نجرب الله في صلاتنا، ولا أن نطلب منه ما لم يسمح هو به! ويضع "كالفن" تركيزًا كبيرًا في هذا المجال على دور الروح القدس: معلمنا ومرشدنا في الصلاة، ويؤكد "كالفن"، أن ضعف طبيعتنا البشرية، وعجز فطرتنا يقفا حائلين دون حوارنا مع الله، لذا، فإننا في شديد الحاجة لعمل الروح القدس، شفيعنا، ومرشدنا؛ فهو الذي يسدد كل نقص في طبيعتنا، وقدرتنا. ويحذر "كالفن"، من خطورة تفسير دور الروح القدس في الصلاة، فيعلم بأن الصلاة بالروح لا تعني أن نصلي بشكل غير واع، وكأننا غافلون، غير مدركين لما يجري من حولنا، ويرى "كالفن"، أن هذا هو التفسير الصحيح لوصية الرسول بولس بأن نصلي بالروح.
وشددت الصفحة، على تأكيد "كالفن"، أنه يجب أن الصلاة تتزامن باعترافنا بقيمة الذات، وإدراكنا بعجزنا، وعوزنا للرب، بتفكير عميق في مدى احتياجنا لما نصلي من أجله، ومن ثم نصلي بكل حماس وحرارة طالبين من الله، إله كل عطية صالحة، أن يهبنا كل ما نصلي من أجله.
وبالتالي، يرى "كالفن"، أن الصلاة التي يقوم بها البعض "كواجب" هي صلاة ابتعدت عن المعنى الحقيقي للتقرب لله، وعلى نفس القدر، يؤكد "كالفن"، أن تكرار الصلاة باطل، دون التأمل في طبيعة الله، وطبيعتنا هو أمر غير صحيح، وهذان الموقفان، كما يرى كالفن، هما نموذجان للصلاة المغلوطة.
وفي المجال ذاته، يؤكد "كالفن"، أن الصلاة لا تعرف موسمًا، أو أجندة كنسية محددة، بل إن كل وقت هو وقت مناسب يقدر فيه المرء أن يرفع قلبه لله في الصلاة.
ويذهب "كالفن" لأبعد من ذلك، مؤكدًا أن الصلاة الحقيقية لا بد من أن تصحبها توبة حقيقية، وأنه بدون توبة صادقة، لا معنى لصلاتنا.
واستطردت الصفحة أن "كالفن" تحدث عن التواضع في محضر الله، إذ يقف المرء أمام عرش الله في الصلاة، عليه أن يلقي عنه كل كبرياء، وكل مجد ذاتي، وكل بر شخصاني، وهكذا يعطي المجد— كل المجد— لله وحده. 
ويعطي الكتاب المقدس العديد من الأمثلة لرجال تواضعوا تحت الله في صلاتهم، منهم مثلًا (دآنيال، داود، إشعياء، إرمياء، وغيرهم).
وبالتالي فعلى الإنسان أن يطلب من الله غفران الخطايا، وهذا ما يراه "كالفن"، على أن أهم جزء في الصلاة، وبكل تأكيد يجب أن يكون الرغبة في نوال مغفرة للخطايا ورغبة صادقة نابعة من شخص مدرك لحجم الخطية، ومعلن احتياجه الكبير لله.
ويرى "كالفن" أن هناك نوعين من الاعتراف بالخطايا: اعتراف عام، وآخر خاص، يختص الأول بطلب أن يتنازل الله بنعمته المجانية ليغفر الخطايا، وإلا صار مستحيلًا على أي شخص أن يقترب من الله، والثاني يخص الخطيئة والذنب الحاليين، ويتلازم الثاني مع طلب أن يغفر الله كل عقوبة تلزم الخطية.
وانتهي "كالفن"، إلى أنه لا بد في الثقة في استجابة الصلاة، مع أن "كالفن"، يؤكد أن الدخول إلى محضر الله في الصلاة يجب أن يلازمه تواضع، وإدراك لمدى عظمة الله، إلا أن يؤكد أنه من الضروري، في نفس الوقت، التمسك بأن الله يستجب للصلاة.
وهكذا يرى أن الخوف الإيجابي المصحوب بالرجاء هو ما يجعل الصلاة مثمرة، وبهذا يؤكد على العلاقة الحميمة التي تربط بين الصلاة والإيمان، فالإيمان يرى الصلاة مستجابة، وبالإيمان نرى الله يعطي ما قد سألناه، وهذا تعليم إنجيلي؛ إذ يؤكد الكتاب المقدس أن من يقترب من الله يجب أن يقترب في يقين وإيمان.
وحين يستجيب الله للصلاة، فهو يؤكد صلاحه، وجوده، ومعيته، وتصير صلاتنا المستجابة جزءًا من صلوات عديدة استجيبت رفعها قديسون في العهد القديم والعهد الجديد، ويصير هؤلاء ونحن شهادة على صلاح الله مع شعبه، وبالرغم من كل هذا، يؤكد "كالفن"، أن السبب الحقيقي الأوحد الذي يستجيب الله الصلاة من أجله هو صلاحه، وعنايته، وبره.