الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"داعش".. صنيعة قطر في العراق

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مقاطعة عدد من الدول العربية لقطر فتحت ملفات شائكة وأبوابًا مغلقة في سجل الإمارة الخليجية التاريخي، حول ارتباطها ودعمها لتنظيمات إرهابية، أرقت دول المنطقة بأسرها وأزهقت آلاف الأرواح وأسالت أنهارًا من الدماء الذكية.
وتكشفت خيوط جديدة حول دور النظام القطري في دعم وزرع تنظيم داعش الإرهابي في العراق، فمنذ الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 والتدخل القطري في الشأن العراقي لم يتوقف، وزاد من هذا التدخل الذراع الإعلامية لقطر والمتمثلة في قناتها "الجزيرة" التي لعبت على الوتر الطائفي، حيث أججته بين مكونات المجتمع العراقي، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد لأن يدفع الشعب العراقي ثمنا باهظا من أبناءه بسبب الفتاوى الشاذة للقطب الإخواني الدكتور يوسف القرضاوي، بإيعاز من النظام القطري.
والمتتبع لتدخل قطر في الشأن العراقي يلاحظ أن التدخل انتقل لمرحلة العلانية وذلك بعد أن شن أمير قطر تميم بن حمد هجوما لاذعا على العراق في القمة العربية لعام 2014 في دولة الكويت؛ حيث انتقد ما أسماه إقصاء الحكومة العراقية لشركائها السياسيين، داعيا إلى إنهاء ما وصفها بحالة الشقاق السياسي، مضيفا: "لا يجوز أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة وأن نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا، فمن شأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدلا من أن يعزله".
كما أضاف: كما لا يليق أن يتهم كل من لا ينجح في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده، في إشارة واضحة للتهم التي كانت توجهها الحكومة العراقية السابقة إلى قطر بدعم الإرهاب في العراق".
ولم يسكت الوفد العراقي على اتهامات تميم، فقد فند خضير الخزاعي نائب الرئيس العراقي الأسبق على الاتهامات وفندها، كما كشف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عن غضبه الشديد لتدخلات قطر، معربا عن أسفه لاستضافة قطر مؤتمرا سياسيا معنيا بالشأن العراقي من دون علم الحكومة العراقية، خاصة أنه ضم بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي بتهم دعم الإرهاب.
ولعل الذاكرة تسترجع دور قطر في تنظيم عدة مؤتمرات في قطر وبعض دول أوروبا لتوحيد صفوف المعارضة العراقية (بعضها متورط في قتل العراقيين)، الأمر الذي أثار غضب العراقيين الذين طالبوا قطر مرارا بوقف تدخلاتها في الشأن العراقي.
وما يؤكد الدور القطري على دعم "داعش" ما لعبته قناة الجزيرة من دور كبير في تأجيج الفتن الطائفية بين أبناء الشعب العراقين، حيث كرست القناة برامجها وضيوفها لهذه الخدمة، كما ساهمت في تصعيد الحرب الأهلية الطائفية في العراق من 2006 وحتى 2008.
فقد كرست البرامج الحوارية استضافتها للقيادات الطائفية وخاصة من المكون السني ضد الشيعة، ما ساعد في خروج مظاهرات حاشدة ضد المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني في عام 2005.
ومن أشكال الدعم الواضحة لتنظيم داعش أن قناة الجزيرة كانت تطلق على "داعش" في جميع نشراتها وتقاريرها على "داعش" تنظيم الدولة، مما يضفي على التنظيم شرعية أعماله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا، فكما عادتها أججت القناة النزعة الطائفية عندما قامت بإنتاج أفلام مفبركة في إيران بأن الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي قامت بإعدام عدد من الإيرانيين على المشانق في العراق، وهو ما نفته حكومة المالكي وفندته في ندوة تليفزيونية بقناة العراقية الفضائية وأظهرت أن صور أفلام الجزيرة المفبركة كانت مأخوذة في إيران، وقد لجأت الحكومةالعراقية إلى رفع دعوى قضائية ضد القناة، ما دفع إدارة القناة بالاتصال بالمتحدث الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ لتسوية القضية.
ومن أخطر الأدوار التي لعبها الإعلام القطري ما أقدم عليه في عام 2014، حيث وصف تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل المحافظات العراقية ذات الأغلبية "السنية" بـ"ثوار العشائر"، وبث الفتنة في العراق بأن العشائر العراقية ثارت على النظام السياسي الحالي، على خلاف الواقع الذي أكد أن "داعش" الذي يرفع علمه هو الذي احتل المحافظات السنية واحدة تلو الأخرى.
وبعد فضح زيف الإعلام القطري، بدأت بعض العشائر السنية تحديدًا بشن حملات عسكرية لطرد "داعش" وإيقاف تمدده في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد ونينوى. 
أوراق قطر في دعمها للإرهاب وتنظيماته لم تنتهي، وستكشف الأيام القادمة عن مفاجآت أخرى للإمارة الخليجية في طور أزمتها الحالية والتي لم تتضح معالم نهايتها بعد.