الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الحقوقي الليبي ناصر الهواري في حواره لـ"بوابة العرب": داعش التنظيم الأشرس.. ووكيل جهاز المخابرات الليبي قيادي في "الإخوان".. و1600 جماعة مسلحة في ليبيا

أكد أن ما يحدث تغذيه دول عديدة منها قطر وتركيا

الحقوقى الليبي ناصر
الحقوقى الليبي ناصر الهوارى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإخوان عذبوا المعارضين لهم فى سجونهم الخاصة 
حدود ليبيا وسيادتها منتهكة من بعض الدول والجماعات الإرهابية المسلحة 
الجيش الليبى يمكنه القضاء على الإرهاب لو توافر له الدعم المناسب 

أكد ناصر الهوارى رئيس المرصد الليبى لحقوق الإنسان، أن المجموعات الإرهابية فى ليبيا ، تمكنت من السيطرة على العديد من المدن بدعم قطرى تركى.
وأدان الهوارى عمليات القتل خارج إطار القانون التى تمت فى سجون طرابلس وبنى غازي، مشيرا إلى وجود 7 آلاف ليبى داخل سجون الميليشيات المختلفة التى لا تسيطر عليها الدولة
وشدد الهوارى على ضرورة دعم الجيش الليبى والقائد الليبى خليفة حفتر ، مؤكدا أن ذلك هو السبيل الوحيد لخروج ليبيا من أزمتها الراهنة. 
جاء ذلك ضمن حوار مطول أجرته «البوابة» مع ناصر الهوارى.. وإلى نص الحوار 
■ لماذا لم تنجح ليبيا بشكل كامل فى تطهير أراضيها من الإرهاب؟
- ليبيا منقوصة السيادة، وحدودها وسيادتها منتهكة من بعض الدول والجماعات الإرهابية المسلحة، لكنها تحاول بكل قوة تطهير أراضيها من الإرهاب، فبعد عملية الكرامة فى مايو ٢٠١٤ تغير الوضع فى المنطقة الشرقية، واندحر الإرهاب بعيدا عن الحدود المصرية وحتى مشارف سرت قرابة ١٠٠٠ كيلو على الساحل الليبى، وهذا إنجاز كبير جدا مقارنة بالإمكانات المتاحة، وأؤكد لك أنه إذا توافر الدعم المناسب للجيش الليبي، وتم رفع الحظر عن التسليح، سنقضى على الإرهاب وسنحرر بلادنا بالكامل.
■ كيف ترى ما يحدث فى ليبيا الآن؟
- ما يحدث فى ليبيا تغذيه دول عديدة منها قطر وتركيا، بالإضافة إلى السودان ولكنها تراجعت قليلا، وعلى الصعيد الليبى هناك جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين، التى لم تستنكر أى عمليات إرهابية من قبل تلك الجماعات، بل هى دوما تصف الإرهابيين بأنهم مجاهدون، كما أن هؤلاء الإرهابيين تغلغلوا فى مفاصل الدولة، ومنهم مصطفى نوح وكيل جهاز المخابرات وهو عضو فى الإخوان، وخالد الشريف وكيل وزارة الدفاع، الذى ينتمى إلى الجماعة الليبية المقاتلة، بالإضافة إلى المفتى الصادق الغريانى الذى يفتى للإرهابيين ضد الجيش الليبي، كل هؤلاء ساعدوا الميليشيات ومستمرون ، بدليل أن المنطقة الغربية لا تزال تحت سيطرة الجماعة الليبية المقاتلة وبعض الإخوان.
■ البداية بالميليشيات المسلحة فى ليبيا التى تكاثرت وتعظم دورها.. تعليقك؟
- غالبية تلك الميليشيات هى مجموعات إرهابية تمكنت من السيطرة على العديد من المدن بدعم مادى ومعنوى من قطر وتركيا، فضلا عن دعمها من قبل بعض أعضاء المجلس الانتقالى والحكومة ممن كانوا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.
■ كيف بدأ ذلك.. وما الدور الذى لعبته جماعة الإخوان فى انتشار الميليشيات؟
- فى يوليو ٢٠١٢ تم انتخاب المؤتمر الوطنى العام، الذى سيطر عليه الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، وتم بعد ذلك دعم الميليشيات المسلحة التى انتشرت فى ليبيا، وبدأت فى محاكمة رموز النظام السابق، ثم اجتاحت المدن وهجروا أهلها بحجة أنهم تابعون للرئيس الليبى السابق معمر القذافى، وعلى رأسهم أهالى مدينة سرت، ومنذ ذلك الوقت بدأ عهد القتل والتعذيب وانتهاك حرمات الناس، فقام الإخوان وأعوانهم بإقامة سجون ومعتقلات خاصة بهم وكذلك الأمر حدث مع تلك الميليشيات.
■ تقريبا.. كم يبلغ عدد تلك الميليشيات المسلحة؟
- ما يقارب ١٦٠٠ ميلشيا على مستوى ليبيا، أهمها فى المنطقة «مجلس شورى ثوار بنى غازى وهو تنظيم إرهابى بارز، بجانب أنصار الشريعة التابع للقاعدة والتى كان يرأسها محمد الزهاوى الذى قتل مؤخرا، بالإضافة إلى مجموعة الدروع التى كان يقودها وسام بن حميد والذى قتل أيضا، ومجموعة كتيبة راف الله الساحاتي، وكتيبة ١٧ فبراير، وكتيبة شهداء الزندان، ومجلس شورى مجاهدى درنة وهو تابع للقاعدة أيضا ويقاتل ضد الجيش الليبي، الذى تمكن من تحقيق عدة انتصارات عليهم فى الأيام الماضية، بحيث لم يبق إلا القليل لتحرير بنى غازى بالكامل.
أما أهم تلك الميليشيات فى المنطقة الوسطى، فمنها ما هو موجود فى مدينة مصراتة، كما توجد بعض المجموعات المتشددة التى تأتمر بأوامر الصادق الغرياني، وفى طرابلس توجد الجماعة الليبية المقاتلة، وداعش، وسرايا الدفاع عن بنى غازى، وهناك مجموعات فى الزاوية يرأسها أبوعبيدة الزاوى وشعبان هدية والذى سبق أن اعتقلته مصر عام ٢٠١٤ بعدها تم اختطاف ٦ من الدبلوماسيين المصريين فى طرابلس لإطلاق سراحه، وبالفعل تم إطلاق سراحه ويقود حاليا كتائب الفاروق أحد الكتائب التكفيرية
■ وماذا عن تنظيم داعش؟
- داعش لم يكن الفصيل الأكبر فى ليبيا بل كان الأشرس، وقد بدأ ظهوره عقب عودة بعض الشباب الذين توجهوا لسوريا، وبعدها عادوا محملين بأفكار داعش، ومعهم أعداد أخرى من جنسيات مختلفة ، وهؤلاء تكتلوا فى درنة وبنى غازي ووضعوا أسس التنظيم فى ليبيا، لتتوافد قيادات الإرهاب فى المغرب العربى إلى ليبيا لدعم التنظيم ومنهم مختار بلمختار رجل داعش فى الجزائر، وهشام عشماوى، وذلك التنظيم نفذ عمليات إرهابية بحق المصريين فى ليبيا، منها عملية ذبح الأقباط المصريين الشهيرة، بالإضافة إلى ذبح أسرة مسيحية مصرية مكونة من أب دكتور وأم وطفلة عمرها ١٤ عاما وكان هذا فى درنة، بجانب ذبح جنود ليبيين وغيرها من الأفعال الوحشية.
■ ما الأوضاع الحالية للتنظيم فى ليبيا؟
- التنظيم اندحر من عدة مدن منها « درنة وبنى غازى وسرت» وهناك فلول له لجأت إلى طرابلس وبعض المناطق التى فيها المتشددين، كما أن تونس استقبلت بعض التونسيين الذين كانوا فى داعش ليبيا، والبعض هرب إلى السودان، ونخشى أن يهرب بعض هؤلاء الدواعش إلى مصر عبر الحدود المشتركة، أو عبر مراكب التهريب عبر السلوم وسيدى براني، ولهذا على الأجهزة الأمنية المصرية أن تتيقظ لهؤلاء، الذين سيتحالفون لو نجحوا فى التسلل مع جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء.
■ وماذا عن أبرز ما رصدته من انتهاكات لحقوق الإنسان فى ليبيا؟
- بصفتى رئيس المرصد الليبى لحقوق الإنسان، ورئيس منظمة ضحايا، رصدت عمليات تهجير أهالى مدن كاملة بتهمة مناصرة نظام القذافى، كذلك عمليات قتل خارج إطار القانون فى سجون طرابلس وبنى غازي، وهناك ما يقرب ٧ آلاف ليبى داخل سجون الميليشيات المختلفة التى لا تسيطر عليها الدولة، كما رصدنا بعض الأحكام الظالمة التى صدرت فى حق بعض رجال النظام السابق وتم التعتيم على تلك المحاكمات التى لم تتضمن ما يؤكد أنها محاكمات عادلة.
■ هل هناك تعاون بين الميليشيات الإرهابية فى مصر وليبيا؟
- نعم.. وهو تعاون ظهر جليا خلال فترة تولى لإخوان حكم مصر، حيث قام خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان بزيارة ليبيا ، وزار قيادات الإخوان والنظام الليبى وقتها، وتم تسليمه وديعة ليبية بقيمة ٢ مليار دولار للجماعة مقابل تسليم بعض المعارضين الليبيين الموجودين فى مصر ، وعلى رأسهم أحمد قذاف الدم وعلى مارية السفير الليبى السابق، وبالفعل تم تسليم بعضهم.
■ برأيك.. هل تندم الليبيين على الإطاحة بالقذافى؟
- نعم ، فقد دفع الشعب الليبى ثمنا باهظا بعد رحيل القذافى، الذى وفر الأمن والأمان فى السابق، أما الآن فالأسعار ارتفعت والإرهاب زاد ، وقد كنت من أبرز المشاركين فى الثورة ، ولكنى الآن من أكثر النادمين، فحاليا لا توجد سلطة مركزية فى ليبيا توحد الدولة والشعب، وتوفر لهم الأمن.
■ كيف هو الوضع الحالى فى ليبيا؟
- ليبيا تترنح حاليا، فعلى الرغم من اتفاق الأطراف فى ليبيا على تشكيل مجلس رئاسى ، إلا أن هذا المجلس لم ينجح حتى الآن فى تشكيل حكومة رغم مرور عام على وجوده، ولا زال المجلس رغم ذلك يلقى دعما من بعض الدول على الرغم من عدم وجود سلطة له على الأرض، وعلى كل مرحلة التحول الديمقراطى فى ليبيا لم تستكمل بعد، فنحن نسعى لانتخاب مجلس نواب ليبى دائم لا مؤقت كالحالي، كما نسعى لانتخاب رئيس لليبيا وعمل استفتاء على دستورنا الجديد الذى تم الانتهاء من وضع بنوده، إلا أن الظروف الأمنية تمنعنا من إجراء الاستفتاء عليه، كل هذا يتطلب دعما لقواتنا المسلحة، لأنها الحامى للانتقال السياسى والتحول الديمقراطى للسلطة.
■ سبل الخروج من الأزمة.. كيف تراها؟
- دعم الجيش الليبى والقائد الليبى حفتر ، هو السبيل الوحيد لخروج ليبيا مما هى فيه، وقد أثبت الجيش نجاحه فى محاربة ميليشيات الإرهاب وتحرير الموانئ النفطية، الأمر الذى جعل العديد من الدول تغير موقفها وتقرر دعم الجيش الليبى.
■ كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الليبية؟
ليبيا ومصر عمق استراتيجى واحد، وكلاهما يتأثر بما يحدث لدى الآخر، والدليل أن الطيران المصرى قام بالعديد من الطلعات الجوية فوق درنة كانت لها أثر مهم فى القضاء على تنظيم داعش فى المدينة ، وأعتقد ان هناك مزيدا من التنسيق بين البلدين ، بدليل زيارة خليفة حفتر لمصر مؤخرا ومن بعده رئيس مجلس النواب الليبي، وهناك حديث يدور عن تعاون فى مجال الأسلحة وتبادل المعلومات والتدريب، وعلى كل نحن كشعب ليبى نتطلع لدور أكبر لمصر ، فهى شريك فى عملية الحوار الليبى ، ونعلم أن وضع مصر لا يسمح لها بالتدخل بشكل كبير، نظرا للتحديات التى تمر بها.
■ ما رسالتك لمصر شعبا ونظاما؟
- نشكر مصر على فتح ذراعيها لليبيين الذين تم تهجيرهم من ليبيا بعد ثورتنا، كما نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على مساعيه الكبيرة لاستقرار ليبيا.
■ وما رسالتك لجامعة الدول العربية؟
- دور الجامعة العربية غير مفعل ، والأمم المتحد تظل اللاعب الأكبر المتحكم فى مصير ليبيا.