الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

هنا تتجسد الوحدة الوطنية.. "البوابة" في مسقط رأس البابا تواضروس

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أهالى قرية «بدواي»: «اللى عايز يشوف وحدة وطنية ييجى عندنا»
المدافن متداخلة والتمييز بينهما بلافتات القرآن والإنجيل فقط 
تتجسد تلك الحالة داخل إحدى قرى مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، والتى رصدتها «البوابة»، وهى مقابر قرية بدواى والمفاجأة التى تدل على مدى الوحدة والترابط بين نسيجى الوطن، أنه لا أحد يفرق بين المقبرتين إلا بآيات القرآن أو الإنجيل. 
والمفاجأة الثانية، أن تلك القرية هى محل ميلاد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وولد فيها باسم وجيه صبحى باقى سليمان قبل أن ينتقل مع أسرته ويترهبن.
قرية «بدواى» إحدى قرى مركز المنصورة بالدقهلية، بها أكثر من ٣٠ ألف نسمة، معظمهم من المسلمين سوى ٥ عائلات فقط من المسيحيين، لا يتعدى عددهم ٢٠٠ شخص، يعيشون أفراحهم وأحزانهم مع إخوانهم المسلمين. 
يقول أحمد عبدالوهاب، أحد شباب القرية، «كلنا إيد واحدة وناس واحدة ومياتمنا وأفراحنا واحدة وربنا يديمها محبة بينا، فى الجنازات كلنا بنمشى مع بعض لو حد غريب مشى معانا مش هيعرف المتوفى مسلم والا مسيحى إلا لما يشوف اسمه على المقبرة». 
وأضاف «هنا مقابرنا واحدة بجوار بعضها بنمشى فى جنازات بعض، بنشارك أحزان وأفراح بعض، عمر ما مشكلة حصلت بينا فى القرية وإللى بيحصل دلوقتى من تفجيرات ومحاولات لكسر الترابط مش من الإسلام وإللى عاوز يتأكد يجى عندنا ويشوف الترابط والمحبة». 
فيما يقول رزق الله غالى جرجس، ٧٢ عامًا «أنا وعيت على الدنيا وعشت عمرى كله ده عايش هنا وسط إخوانى المسلمين وعمرى ما سمعت إن فيه فرق بين مسلم ومسيحى كلنا واحد حتى لما جه ابنى يتجوز جالى نقطة من المسلمين فى القرية أكثر من ٢٥ ألف جنيه، وكل المسلمين حضروا الفرح حتى فى المياتم بنلاقيهم جايين يحضروا معانا فى العزاء وإحنا كمان بنحضر عزاهم». 
وتابع قائلا «إللى بنشوفه دلوقتى من تفجيرات ويطلع دعاة الفتنة يقولوا إنهم مسلمين، لا دول إرهابيين مش مسلمين ما فيش مسلم بيقتل حد، ويجو عندنا ويشوفوا إزاى إحنا عايشين مع بعض فى سلام على الأرض بيوتنا جنب بعض حتى فى الموت مقابرنا جنب بعض مفيش فاصل بين مقابرنا ومقابر إخوانا». 
ويقول جرجس نعمة الله سليمان، ٣٩ عامًا، وأحد أقارب البابا تواضروس الثاني، «أصحابى كلهم مسلمين بناكل من طبق واحد وعندى ناس مسلمين شغالين فى مناحلي، ومقابرنا فى وسط مقابرهم مفيش أى أسوار فاصلة بينا عمرنا ما شفنا منهم أى حاجة وحشة إحنا حوالى ٢٠٠ مسيحى فى وسط آلاف الإخوة المسلمين عايشين فى سلام وإللى بيحصل ده جديد علينا لا نعرفه ولا إللى بيعملوه مسلمين وإللى عاوز يشوف الإسلام والمحبة بجد يجى يشوفه هنا». 
وأضاف «أن القرية شهدت ميلاد البابا تواضروس الثانى، وهو ابن عم أبويا، كان اسمه وجيه صبحى باقى سليمان، وبيته كان قدمنا هنا قبل ما يبيعوه ويتنقلوا للعيش فى المنصورة وبعدين إسكندرية ويترهبن، وإحنا مهما يحصل من عمليات إرهابية تستهدفنا كمصريين هنفضل إيد واحدة». 
فيما يقول مصطفى محمود، أحد أبناء القرية وموظف بالأوقاف، «العلاقة بينى وبين جميع المسيحيين فى بدواى طيبة جدا، الناس بتحبنا وإحنا بنحبهم ومقابرهم فى وسط مقابرنا ولما بيحصل ميتم بنكون موجودين معاهم، وفى الجنازة بتاعتنا بنلاقيهم معانا شايلين الكفن معانا، كتفنا فى كتف بعض، ومهما حصل من محاولات فتنة مافيش حاجه هتفرق بينا».