البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأقباط يضحون.. والإسلاميون يجنون المكاسب



الثورة مستمرة.. بدأت أولى موجاتها في 25 يناير 2011.. واستمرت منذ ذلك التاريخ وحتى العاشر من يوليو، مرورًا بـ“,”ماسبيرو“,” و“,”محمد محمود“,” و“,”30 يونيو 2013“,”، خرج المواطنون المصريون الأقباط مع كافة المصريين لإسقاط مبارك.. ثم مرسي.
وإن كان الأقباط قد خرجوا بالكنيسة للوطن منذ أحداث العمرانية 2009، ثم بعد مذبحة نجع حمادي في أول يناير2010، ثم بعد مذبحة القديسين بالإسكندرية في أول يناير 2011، ويكفي أن نذكر أن المصريين جميعًا دفعوا (518) شهيدًا في الحرب على الإرهاب من 1975 أو حتى 1996، منهم (183) قبطيًّا أي (35%) من الشهداء..
في الوقت الذي كان فيه الإخوان المسلمين يعقدون الصفقات مع نظام مبارك، ويوافقون على التوريث بشهادة المرشد العام السابق مهدي عاكف، وفي عهد الرئيس الأسبق مبارك، ثم تمكين الجماعة سياسيًّا، واقتصاديًّا، ودوليًّا، حيث أصبحوا المعارضة الرسمية في مجلس الشعب (صفته الـ88)، والاستيلاء على النقابات المحلية رغم أنهم جماعة محظورة، واقتصاديًّا تمكنوا من (22.5%) من تجارة التجزئة، و55% من شركات الصرافة، ودوليًّا بالاعتراف الأمريكي بهم وبالتنظيم الدولي.. ويحدثونك أن نظام مبارك كان يضطهدهم!!
منذ 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، خرج الأقباط بالكنيسة للوطن، ومن 25 وحتى 28 يناير 2011، كان الإخوان المسلمون يمسكون العصا من المنتصف، والسلفيون يفتون بعدم جواز الخروج على الحاكم!! في تلك الفترة استشهد سبعة مواطنين أقباط، في مقدمتهم مينا نبيل، الذي استشهد في ميدان عبد المنعم رياض، كذلك كان أول جريح قبطي مينا ناجي، الذي أصيب بجوار التحرير بـ(64) طلق خرطوش، وحمى الأقباط أشقاءهم المسلمين أثناء الصلاة، وكان الثمن أن استولت الجماعة على السلطة التشريعية ثم التنفيذية، وحاربت القضاء.
ومن إبريل 2011 وحتى مايو 2013 سقط من الأقباط (62) شهيدًا و(914) جريحًا، وتم الاعتداء الكلي أو الجزئي على (24) كنيسة، وتهجير (124) أسرة، بعد عقاب جماعي في أسيوط ودهشور وكوم أمبو، وسيناء، ومطروح، والعامرية، لم يعد منهم (43) أسرة حتى الآن.
ناهيك عن حرق أبو إسلام للإنجيل المقدس، و14 فتوى للشيخ ياسر برهامي لازدراء المسيحية، ولم يخضع لأي مساءلة، بل تمت مكافأته باختياره في الجمعية التأسيسية للدستور المعطل.
ولكن ذلك زاد من أحرار المواطنين المصريين الأقباط، فخرجوا في 30 يونيو.. يدافعون عن الوطن المسلوب، والثورة المسروقة، وفي نفس الوقت كان الإخوة السلفيون أغلبهم في رابعة العدوية، وقياداتهم تدعو وتدعي كالعادة (بعدم جواز الخروج على الحاكم).
واستشهد من الأقباط في 30 يونيو الشهداء: أبانوب عادل في مظاهرة أسيوط، ووجيه رشدي في مسيرة رمسيس، وناردين جرجس بالإسكندرية. وبعد انتصار الثورة قامت الجماعات المتطرفة بالاعتداء على بيت خدمات وسكنى أبونا أيوب راعي كنيسة مار جرجس بدلجا بدير مواس، وأيضًا تم الاعتداء على كنيسة الإصلاح بالقرية، ثم كنيسة مارمينا ببورسعيد، والعذراء في مرسى مطروح، إضافة إلى مطرانية الأقصر ومطرانية قنا، كذلك تم قتل أربعة شهداء في الضبعية بالأقصر: روماني نصحي حبيب وأخوه محارب، أميل نسيم، راسم تواضروس، وحرق للأقباط (23) منزلاً تحت سمع وبصر أجهزة الأمن، وقامت الجماعات السلفية الجهادية باغتيال أبونا مينا عبود في العريش، ليبلغ عدد شهداء الأقباط بعد ثورة 30 يونيو (8) شهداء و(314) جريحًا، والاعتداء على (6) كنائس.
بعد كل هذه التضحيات فوجئنا بما يسمى “,”الإعلان الدستوري“,” في مادته الأولى: “,”جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم على المواطنة، والإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة، المصدر الرئيسي للتشريع“,”.
هكذا تم دمج المواد (2)، و(4)، و(219) من الدستور المعطل -دستور 2012- في المادة الأولى (بما تعني من دلالة)، وإذا كنا لسنا مختلفين مع الجزء الخاص بالشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع.. (م/2 في الدستور المعطل)، إلا أننا كنا وسنظل مختلفين حول إعادة الحياة للمادة (4)، والمادة (219)، اللتين تم دمجهما في الجزء الخاص: “,”ومبادئ الشريعة الإسلامية، التي تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنه والجماعة، المصدر الرئيسي للتشريع“,”!!
هذه المواد التي انسحب بسببها الأعضاء المدنيون والأقباط من الجمعية التأسيسية، ثم فوجئنا أيضًا بتدليل السلفيين وإعطائهم حق “,”الفيتو“,” في التشكيل الوزاري..
وهكذا الأقباط يضحون.. من 25 يناير 2011 وحتى الآن: (70) شهيدًا، (1228) جريحًا، والاعتداء على (30) كنيسة، وتهجير الأسر من أجل الإخوان تارة، والسلفيين تارة أخرى؛ ولذلك لن تنجح ثورة، ولا تبنى أوطان بالمساومة والصفقات على حساب الدم.