البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ترويض الأوجاع وفرحة رغم الألم.. استشاري نفسي فلسطيني لـ"البوابة نيوز": نحاول التخفيف عن الأطفال بسبب صدمتهم من الحرب

ناصر مطر
ناصر مطر

رغم الألم والحزن الذي تسببت به الحرب لأهالي غزة، نرى في مخيمات رفح، مشاهد الأطفال التي تبعث على الأمل والحياة والإصرار، فيقومون باللعب والمرح، وذلك بمعاونة  فريق مؤسسة نفس للتمكين والذي يحاول بكل الطرق الممكنة أن يحسن من الحالة النفسية لهؤلاء الأطفال .

وفي ذلك يقول ناصر مطر، استشاري واخصائي نفسي فلسطيني، والمسئول عن مؤسسة تمكين أنه منذ عام 2001 ونحن نعمل في الدعم النفسي لأهالي فلسطين، من الإنتفاضة الثانية بالضفة الغربية، فعملية التدخل النفسي  تعمل على تخفيف الضغط وجزء من هذا الكم الهائل من الآلام الناتجة عن الحرب والدمار والتشريد للمقيمين في مراكز الإيواء نتيجة التهجير القصري، وتزيد أيضًا قدرتهم على التكيف مع العلاقات الصعبة، و تزيد من مناعتهم وتخفف من هرمونات التعاسة، وتتعزز الصلابة الذاتية.

وأضاف "مطر" في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أنه يوجد أكثر من 40 مركز إيواء في الضفة الغربية وغزة، ونعمل حاليًا في مخيمات رفح، نقدم للنساء الجلسات النفسية، لتخفيف الصدمة عنهن وحتى يصبرن على الوضع الصعب، واضطرابات ما بعد الصدمة، إلى جانب عمل الأنشطة التي تعزز من  قدرات الأطفال، وتوفير الملابس والغذاء، لخلق لحظة فرح وحياة بها أمل لدى الأطفال وذويهم وخلق البسمة على الوجوه.

وأوضح الاستشاري النفسي، أن هذه الأنشطة تهدف للتفريغ النفسي عن الأطفال في مراكز الإيواء في غزة ورفح، من خلال الأنشطة الحركية والألعاب الجماعية وورش الرسم واللعب  والموسيقى، حيث يتم استهداف أكثر من  350 طفل من طلبة مدارس الإيواء  في رفح لمساعدة الأطفال وذويهم على حب الحياة والمسؤولية التضامنية وتخفيف جزء من ضغوط الحياة الصعبة غير الإنسانية نتيجة الحرب البشعة على شعبنا.

وتابع : النازحين في مخيمات رفح لا يتوفر لديهم الماء والغذاء والملابس، لذلك يقوم العديد بالاستحمام تحت المطر، وبعض الأطفال يقوموا بوضع إناء لصب مياه الأمطار واستخدامها للشرب، موضحًا أنهم يعيشون حالة من البرد الشديد تحت الأمطار، وانتشر بينهم مرض الجدري ، والانفلونزا، مشيرُا إلى أن المواطنين متواجدين في المدارس أيضاً، فالغرفة تكتظ بـ60 مواطن، ولا يوجد حمامات كافية، إلى جانب أنه لا يوجد ما يمكنهم الغطاء به، ومنطقة الشمال أسوأ من ذلك.

واختتم مطران، نحن نعمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب الفلسطيني وتمكينهم نفسياً واجتماعياً، وإعادة توازنهم النفسي، والحد من المشاكل النفسية من أجل تحقيق التوازن النفسي الاجتماعي لمصابي الحروب، وضحايا التعذيب، والكوارث في المجتمع الفلسطيني.

  جدير بالذكر أن مؤسسة نفس للتمكين، هي مؤسسة إنسانية فلسطينية تأسست في مدينة رام الله عام 2010، تساهم في خلق مواطن قادر على التكيف مع الواقع بحسب اتفاقيات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية والفلسطينية، وتمكينه نفسياً واجتماعياً لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية.