البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أعياد المصريين بين الفرح والأمل

بحب صوت الكنايس

واعشق هديل الآذان

يا قلبى كون ألف فارس

تحرس عشوش اليمام

شلنا زعف النخل

شلنا فانوس رمضان

كلنا الكحك بسكر

والبيض الألوان

وغطسنا فى غطاسها

وقرينا القرآن

ودوقنا عيش الرحمة

فى النص من شعبان

الشاعر سمير عبد الباقى

 

احتفل المصريون، الأحد الماضى، بعيد القيامة المجيد ويحتفلون بعده بأيام بعيد الفطر المبارك.. وعلى مدار التاريخ، نرى المصريين يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ذلك أنهم أكثر الأمم احتفالاً بالأعياد، ويعيشون الفرحة مع أكثر من 33 عيداً على مدار العام، أهمها الأعياد الدينية مثل: «رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء- ذكرى وفاتها- عيد العنصرة، عيد الصعود»، إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها المصريون بجميع أطيافهم مثل: «عيد الأم، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم»، كذلك الأعياد الوطنية: «عيد الشرطة، عيد الجلاء، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر»، كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى درجة الأعياد مثل: السبوع وهو احتفال بالمولود عند بلوغه 7 أيام من ولادته، وليلة الحنة وهى احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى وقدمى العروسين، إضافة للطهور للأطفال «الختان» وأعياد الميلاد.

تستهلك أعياد المصريين شهرين من الزمن كل عام، ووفق الإحصائيات الرسمية فإن الأعياد تقتطع حوالى 25% من ميزانية الأسرة المصرية، لشراء الملابس الجديدة، أو «العيدية»، وفى أعياد مثل الفطر أو ميلاد المسيح تصنع الأسر المصرية الكعك والحلويات، وتسمى الأعياد الصغرى، أما الأعياد الكبرى مثل الأضحى والقيامة فيتم ذبح الذبائح وإطعام الفقراء والمساكين، وقد عرف المصريون عادة الكعك والحلويات فى ظل حكم الدولة الفاطمية، أما الثقافة «اللحمية» فقد جاءت من العصر العثمانى.

وتعود الأعياد إلى قدماء المصريين حتى أن مؤرخاً يونانياً مثل «بلوتارخ» يذكر أنه من كثرة أعياد المصريين لم يكن يفرق بين العيد والآخر سوى أيام معدودات.. فما أن ينتهى عيد فى مدينة حتى يبدأ عيد فى مدينة أخرى، فكانت هناك أعياد دينية مثل عيد ميلاد حورس، وكذلك كان قدماء المصريين يحتفلون بأعياد وطنية مثل انتصار أحمس على الهكسوس، إضافة لأعياد ارتبطت بالزراعة مثل عيد الفيضان أو عيد الحصاد، وغيرها من الأعياد، وخلال الأعياد كان المصريون القدماء يلبسون أزهى الثياب ويوزعون المال على الأطفال «العيدية» ويأكلون ويمرحون ويخرجون للتنزه، ومن شابه أجداده فما ظلم.

وكثيرون لا يعلمون ماهية أسبوع الآلام عند المصريين الأقباط والذى أصبح أسبوعاً للاحتفالات عاشه المصريون خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الأسبوع الذى يحتفل المسيحيون فيه بدخول المسيح القدس، وإنشاء سر التناول وصلب المسيح وموته، ثم القيامة من الأموات فى يوم أحد القيامة، حسب المعتقدات المسيحية، وهذا الأسبوع بعد الصوم الكبير «55 يوماً»، ويحتوى فى قراءاته على سفر الرؤيا كاملاً، وتتعدد فيه الاحتفالات المسيحية.

فى أسبوع الآلام عادة ما تفتح الكنائس أبوابها للصلاة كل يوم، خلال الأسبوع الذى يبدأ بعد ظهر أحد الفرح «السعف»، حيث تتسربل الكنائس بالستائر السوداء، وتوقد الشموع فى أنحاء الكنيسة، كما يمتنع الأقباط عن تناول الحلويات والمعجنات التى تدخل بها «الخميرة» التى تشير إلى «الخطية».

وقد تأثر الأقباط المصريون فى احتفالاتهم بهذا الأسبوع بالتراث الفرعونى، ففى «أحد السعف» يُحضر الأقباط سنابل القمح لتزيين جدران منازلهم، مرورًا بالفريك، والفول والترمس يوم شم النسيم، وهو عيد فرعونى يحتفل به المصريون جميعاً.

وتمتلىء جدران المعابد الفرعونية بصور الاحتفال بالحصاد، حيث نرى الفرعون يقطع السنابل إيذاناً بافتتاح موسم الحصاد، وقد وجدت صورة لرمسيس الثالث، على أحد جدران معبده بمدينة «هابو» بالأقصر، وهو يمسك بمنجل ويفتتح موسم الحصاد، إضافة إلى ذلك كان الأمراء والملاك يحتفلون ببدء الموسم، بحصاد جزء من سنابل حقولهم، ثم ترك إتمام العمل للحصادين، حيث كان يتم تقديم بشائر أو باكورة المحصول «البروكة» للإله المحلى، وأيضا تقدم له عروس القمح، التى تضفر من سنابل القمح وسيقانه، فى شكل العلامة الهيروغليفية، وهو تقليد استمر حتى يومنا هذا، حيث مازال أهالى الصعيد يقومون بتضفير سنابل القمح، رمزاً للخير.

وعادة ما كانت أعياد الحصاد تستمر طوال شهر «برمودة»، حيث كانت تعد فرصة الفلاحين للترويح عن أنفسهم بعد عناء العمل الزراعى طوال الشهور السابقة، كما كانوا يحتفلون فى موسم الحصاد أيضا بالمعبودة «إيزيس» باعتبارها رمزاً لخصوبة أرض مصر، فيحملون السلال وهى مليئة بسنابل القمح، اعترافاً بفضلها هى وزوجها «أوزوريس» على الزراعة والمزارعين.

وكل عام ومصر بخير.