رمضان في مصر حكاية بدأت بموائد ابن طولون وصولا لتوزيع الوجبات والمشروبات
واحدة من غايات شهر رمضان أن يشعر الغني بالفقير ويقدم له المساعدة، تعد موائد الرحمن من أهم المظاهر التي تشهدها مصر في شهر رمضان المبارك، بالإضافة كراتين رمضان والوجبات والمشروبات التي توزع في شوارع مصر وعلى الطرق ساعة الإفطار لتعكس الكرم والجود والترابط الاجتماعي بين المصريين، يعود تاريخ موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون حيث يعتبر أول من أقامها، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها، أن الغرض من المائدة هو أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين، أمر بن طولون أن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم، ويمدون موائدهم للمحتاجين.
أصبحت موائد الرحمن عادة مصرية، حيث تهدف إلى أن يتوفر للفقراء والمساكين كل أنواع الطعام والمشروبات التي لا تتوافر لهم طوال أيام السنة، ولذلك يحرص القائمون على تنظيم موائد الرحمن على توفير كل العناصر الغذائية من اللحوم والمشروبات والحلويات، وتمثل موائد الرحمن ظاهرة راقية حيث تجمع طبقات مختلفة من المجتمع في نفس المكان، لتعطي مثالا ونموذجا للتآزر والتآخي والمساواة، مشيرة إلى أن الكثير من الأقباط يعملون على توفير موائد الرحمن في شهر رمضان للمسلمين، وهو ما يمثل حالة السلام والترابط بين المجتمع، ويزيد من الترابط والقوة والشراكة بين نسيجه.
وكانت موائد الرحمن تتركز قديماً بجوار المساجد العريقة مثل مسجد الحسين والسيدة زينب والأزهر، وذلك لتوافر أعداد كبيرة من التجار في هذه المناطق، لكن مع مرور السنوات بدأت بعض الهيئات في مصر على توفير موائد الرحمن مثل وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية والأهلية، كما تشرف وزارة الصحة على مراقبة ما يقدم في هذه الموائد من أطعمة ومشروبات حرصا على سلامة المترددين عليها.