البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

البلبل غرد 3 مرات..الملكة نازلي "تروي" كيف ولد "فاروق مصر"

الملك فاروق ووالدته
الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي

ولد الملك "فاروق" ولى عهد المملكة المصرية فى 11 فبراير عام 1920 ، وأصدر الديوان الملكي بلاغاً بالنبأ ، وأعلن مجلس الوزراء ميلاد الأمير فاروق، وأطلقت المدفعية 21 طلقة احتفالاً بتلك المناسبة ، كما منح موظفو الدولة إجازة ، وتم العفو عن بعض المسجونين .

روت الملكة  نازلي والدة الملك فاروق، في الذكرى الثلاثين لميلاد الملك فاروق قصة ولادته، ونشرت " أخبار اليوم " على متن صفحاتها في عددها الصادر في 11 فبراير 1950م، تلك القصة علي النحو التالي :
«كان السلطان فؤاد يرغب في أن يرزق ولدا ليكون وليا للعهد ، وكان مهتما بهذا الموضوع اهتماما بالغا، وأرسل المنجمون إلينا خطابات والنبوءات كثيرة ، بأن المولود سيكون ذكرا ولكن السلطان كان مضطربا ، وكان فؤاد يقول لي دائما:
“يارب .. أريد ولدا .. إن هذا الولد سيكون رمز الاستقرار في البلاد ، ورمز الاستقلال .. يا رب أريد ولدا، وإني أعتقد أن ولدا من صلبي وصلب إسماعيل ، وإبراهيم ، ومحمد علي سيكون سلطانا عظيما”.
وذات يوم كان السلطان فؤاد جالسا معي في قصر البستان – الجامعة العربية الآن – وأقبل بلبل أبيض، ووقف على نافذة الغرفة ، فالتفت السلطان إليّ قائلا : لو غرد هذا البلبل ثلاث مرات فستلدين ولدا ، وإذا بالبلبل يغرد ثلاث مرات وأبرقت عينا السلطان سرور .
فسألت الملكة نازلي السلطان فؤاد كيف عرفت أني سألد غلاما، فرد قائلاً : كان ذلك عندما أطلق علي الأمير أحمد سيف الدين الرصاص ، فأصابني إصابات بالغة ، ولم يستطع الأطباء تخديري قبل استخراج الرصاص، فأجروا العملية الجراحية وأنا متنبه ، وكانت عملية مؤلمة وخطيرة ، حتى أن أمي رحمها الله أغمي عليها من هول المنظر .
ورقدت في سريري وأنا يائس من الحياة ، كل شئ حولي يدل على الموت ، ووجه أمي الشاحب ووجوه الأطباء اليائسة ، ووجه الممرض الجامد .
ثم رأيت بلبلا أبيضا يقف على نافذة الغرفة ، فقلت لنفسي : لو غرد البلبل ثلاث سأعيش ، ولو عشت سأكرس حياتي من أجل بلادي .
وبالفعل غرد البلبل ثلاثا .. وهكذا عشت وأنا أعرف أني مدين بكل ساعة من حياتي لبلادي .
وفي يوم الأربعاء 11 فبراير سنة 1920م كان السلطان في غرفة مجاورة لغرفتي ، وظل يغدو ويروح في قلق ، ورزقت بفاروق .
وأسرعت الوصيفة الفخرية “مدام وربير رولو” وهي تقول له بالعربية : مبروك .. ولد .. ولد .
فما كان من السلطان إلا أن جلس على أول كرسي واغرورقت عيناه بالدموع ، ثم قام من مقعده وجاء إلى غرفتي وحمل المولود الصغير فاروق وقبله وهو يقول: شكرا لله .. سيصير ملكا عظيما !
وهنا رأيت فوق نافذة غرفتي بلبلا أبيضا وغرد ثلاث مرات.