البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في ذكرى مولد "ابن الكتب".. من هو الشيخ جلال الدين السيوطي؟

جلال الدين السيوطي
جلال الدين السيوطي

 


يتزامن اليوم 27 يناير مع الاحتفال بذكرى مولد العارف بالله جلال الدين السيوطي، الذي عرف بورعه وعمله وحب الآخرين، وتناقل الناس كراماته، ليشيدوا له مسجده بمحافظة أسيوط.

هو جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، وشهرته جلال الدين السيوطي، وكان يلقب بـ«ابن الكتب»؛ لأن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب، ففاجأها المخاض، فولدته وهي بين الكتب.

ولد في القاهرة غرة رجب عام ٨٤٩ هجريا، 3 أكتوبر ١٤٤٥ ميلادي، وينتمي إلى أسرة تعود جذورها إلى شيخ من أهل الحقيقة والتصوف اسمه همام الدين الخضيري، نسبة إلى محلة الخضيرية في بغداد، بينما هو ذكر أنه أنصاري جعفري الأرومة وإن جده من أم شريفة النسب.


وكان والده من محافظة أسيوط، وانتقل إلى القاهرة ليعمل قاضيا بعد ولادته بست سنوات. 
ويعد السيوطي سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة.

نشأ السيوطي يتيما بعد وفاة والده، مما جعله يتجه إلى حفظ القرآن الكريم ليتم حفظه وهو في الثامنة من عمره، ثم حفظ بعض الكتب في تلك للسن المبكرة مثل العمدة ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، وكان محل عناية عدد من العلماء رفاق ابيه منهم الكمال بن الهمام الحنفي أحد كبار فقهاء عصره، ليتاثر به كثيرا خاصة في ابتعاده عن السلاطين.


أجرى العديد من الرحلات العلمية لبلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي، ثم دَّرس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأليف عندما بلغ سن الأربعين، فألف أكثر كتبه.

عاصر السيوطي 13 سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرضون عليه الأموال والهدايا فيردها، وطلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه، وأرسل إليه هدايا فردها، وبقي على ذلك إلى أن توفي.

تلقى العلم على يد كبار علماء عصره، منهم الشيخ شهاب الدين الشارمساحي، وشيخ الإسلام علم الدين البلقيني، وشرف الدين المناوي، والعلامة تقي الدين الشبلي الحنفي، والعلامة محيي الدين الكافيجي، والشيخ سيف الدين الحنفي.

ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيخات راسخات في العلم من النساء، منهم آسية بنت جار الله بن صالح الطبري، وكمالية بنت عبد الله بن محمد الأصفهاني، وأم هانئ بنت الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن فهد المكي، وخديجة بنت فرج الزيلعي.

برع في العلوم التي تلقاها مما جعله عالما موشوعيا في للعلوم الشرعية والعربية مثل علم القراءات والفرائض والفقه والأصول واللغة، حتى وصل إلى رتبة الحافظ في علم الحديث، حتى اطلق عليه انه خاتمة الحفاظ.


تتلمذ على يديه الكثير منهم «شمس الدين الداودي» صاحب كتاب «طبقات المفسرين»، و«شمس الدين بن طولون»، و«شمس الدين الشامي» محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير «ابن إياس» صاحب كتاب «بدائع الزهور في وقائع الدهور»، وزين الدين الشماع.


ألف عدد كبير من الكتب والرسائل وفقا لما ذكره أين إياس في تاريخ مصر أن مصنفات السيوطي بلغ 600‪ مصنف وتشمل موضوعات مؤلفاته التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والتصوف والادب وغيرها.


أبزر مؤلفاته

*  الإتقان في علوم القرآن: ويشمل الكتاب إضافات السيوطي في علوم القرآن، ومنها: (الأرضي والسمائي، مانزل من القرآن على لسان بعض الصحابة، ما أنزل منه على بعض الأنبياء، ومالم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وإضافات السيوطي الجديدة إلى ما في البرهان: وهي الصيفي والشتائي، والفراشي والنومي، وما نزل مفرقا وما نزل جمعا، ومعرفة العالي والنازل من أسانيده، وعرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج، وفي الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب، وفيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى.

* المهذب فيما وقع في القرآن من المُعرَّب:  ويشمل الكتاب
تتبع الألفاظ المعرّبة التي وقعت في القرآن، أي أن موضوعه الكلمات الدخيلة على اللغة العربية التي وقعت في القرآن الكريم، فهو أشبه ما يكون بمعجم خاص في هذا النوع.


* عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث هو أحد كتب إعراب الحديث: ويشمل الكتاب منهج إعراب الحديث معتمداً على كتاب مسند أحمد، وضم اليه العديد من كتب الحديث الأخرى، وقد رتب السيوطي كتابه على الطريقة التي رتب فيها العكبري كتابه، وقد اطلع السيوطي على إعراب الحديث للعكبري وإعراب الحديث لابن مالك، فينقل أقوالهما في إعراب الحديث ويزيد عليها بما يعن له وما يراه من الأقوال الأخرى.

* الإكليل في استنباط التنزيل: ويشمل الكتاب كل ما استنبطه السيوطي من القرآن أو أستدل به عليه من مسألة فقهية أو أصلية أو اعتقادية، مقرونا بتفسير الآية حيث توقف فهم الاستنباط عليه، مع عزو القول إلى قائله.


توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى سنة 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، ومنطقة مدفنه تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه، وقبره معروف هناك.