البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

معرض الكتاب وفرصة بناء الأجيال

 دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام تحمل رقم 54.. سنوات طوال وساقية الكتب لم تتوقف عن دورانها، وبالرغم من تاتش اللاب توب وصرعة البي دي إف وتنزيل الكتب من الإنترنت، إلا أن المطبوع صاحب الغلاف مازال يحتل موقعا مميزا في العقل وفي الروح الباحثة عن المتعة والمعرفة. 

أربعة وخمسون دورة شهدتها القاهرة بمعرضها المميز وما يصاحبه من أنشطة ولقاءات فكرية وامسيات شعرية واحتفالات ترفع شعار التقدم نحو الأمام، باحثة عن عقل متفتح ووجدان نقي. والمعروف هو انه بعد أيام يفتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المعرض وحسبما أكدت وزارة الثقافة في مؤتمرها الذي نظمته للإعلان عن التفاصيل فإن المعرض سينعقد في الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وسيتم دخول الزائرين من يوم 26 يناير بمركز مصر للمعارض الدولية. 

وكانت العادة في زمن مضى أن يلتقي رئيس الجمهورية كبار الكتاب وقوة مصر الناعمة في افتتاح المعرض وهو ما يعطي للمعرض زخما وللأنشطة المصاحبة قوة دفع، هذه العادة وهذا المكسب الكبير لن يكون متوفرا في هذه الدورة ولا أعرف سببا مباشرا لذلك. وحسنا فعلت وزارة الثقافة واللجنة المنظمة للمؤتمر عندما قررت أن يأتي معرض هذا العام تحت شعار ”على اسم مصر.. معًا نقرأ.. نفكر.. نبدع“، هذه الصيغة المهذبة ليست دعوة للشيفونية أو الانكفاء على الداخل فالمؤكد هو ان الفكر الانساني بشكل عام عابر للحدود وان ما يكتبه المبدع الأصيل في أمريكا اللاتينية يكون أكثر أثرا من كتابة مدعي الإبداع في الغرفة الغرفة المجاورة لي. لذلك أقول أن شعار على اسم مصر يمكن التعامل معه باعتباره تحية واجبة لدولة كبيرة خاضت ومازالت معارك متنوعة في مواجهة الإرهاب وفي مواجهة التنمية التي كانت متعثرة، كما اعتبره تحية واجبة للمبدع صلاح جاهين الذي اعتبرته وزارة الثقافة شخصية المعرض لهذا العام، وغني عن البيان أن جملة على اسم مصر هي إبداع خالص ل جاهين. معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 سوف يشهد في دورته الحالية 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا من 53 دولة، وهذه أرقام كبيرة للغاية تدل على أهمية الحدث. وبينما تحل المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف المعرض لهذا العام، يلاحظ المتابع أن دولا جديدة تشارك معنا لأول مرة في المعرض مثل المجر.. وهذا يشير إلى محاولات مكثفة للنهوض بالمعرض حتى يحتل المكانة اللائقة بين معارض الكتب في العالم. هذا الجهد الإحصائي الواضح بالمعرض لن يحصد الثمرة المرجوة إلا بجهد إحصائي مواز من الكتاب والمبدعين الذين سنراهم في مختلف جنبات المعرض سواء مبدعين مصريين أو عرب أو أجانب، الجهد البشري المباشر له من الأثر ما يمكن اعتباره نقاط تحول للكثيرين من رواد المعرض. ولعلنا نتذكر بكل الفرحة سهرات رواد المعرض مع شاعر كبير بحجم محمود درويش أو عبدالرحمن الأبنودي أو مناظرة الدكتور فرج فودة الرائعة في مواجهة التخلف المتستر بالدين.. هؤلاء الرموز لهم ورثة مبدعون ولهم تلامذة وأبناء يمشون على ذات الدرب الصعب، فماذا أعدت هيئة الكتاب لهم من برامج حتى نراهم ونحصد الثمرة المرجوة من حدث كبير مثل معرض الكتاب. الحكاية ليست كتاب يباع هنا أو صفقة لعارض تتم هناك، الحكاية هي مهرجان للعقول والأرواح من أجل بناء أجيال جديدة يسعى الاغتراب نحوها كي يلتهمها من أمام اعيننا، سأكون في غاية السعادة إذا ما قرأت عن قيام وزارة التربية والتعليم بتنظيم رحلات مدعومة من المحافظات لطلاب المراحل الثانوية نحو معرض الكتاب، لأننا كما تعلمنا ان الأفكار ملقاة على قارعة الطريق تنتظر من ينتشلها. وكل كتاب وأنتم طيبون.