البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في ذكرى رحيل "عمدة السينما المصرية".. تعرف على صلاح منصور فنان الخير والشر وعلاقته بالسادات

صلاح منصور
صلاح منصور

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير الراحل صلاح منصور الذي تألق في أدوار الشر، وبرع في أدوار الخير، فلم يتوقف عند لون واحد وجمعته أعماله الفنية بكبار نجوم الزمن الجميل .

ولد الفنان صلاح منصور  في 17 مارس عام 1923 بشبين القناطر، عمل محررا صحفيا في مجلة روز اليوسف في عام 1940، نافس الصحافة حبه للفن، فلم يواصل مسيرته في الصحافة، والتحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان أحد أفراد أول دفعته، الذين شاركوه في أعمال عديدة لاحقة، أبرزهم فريد شوقي وشكري سرحان وحمدي غيث وغيرهم من الوجوه التي لم يستطع الجمهور نسيانها.

بدأ صلاح منصور مشواره الفني، من مسرح المدرسة، اختاره الفنان القدير زكي طليمات ليؤسس معه المسرح المدرسي الذي ارتبط به حتى وافته المنية، فقد تقلد منصور منصب مستشار وزارة التربية والتعليم للتربية المسرحية، كما شارك في العديد من المسرحيات مثل الناس اللي تحت، ملك الشحاتين، زقاق المدق، برعي بعد التحسينات ويا طالع الشجرة.

و بدأ أول أدواره السينمائية في فيلم (غرام وانتقام) عام 1944، كثف العشرات من الأعمال بين السينما والمسرح، ومن أهم أعماله "الزوجة الثانية،، ليل ورغبة"، قدم 9 أفلام نالت أفضل قائمة في تاريخ السينما المصرية عام 1966م منها "أمير الانتقام" عام 1950، و"بداية ونهاية" عام 1960، و"اللص والكلاب" عام 1962، و"المستحيل" عام 1965، و"الزوجة الثانية “عام 1967،و"البوسطجي" عام 1968، و"قنديل أم هاشم" عام 1868، و"العصفور" عام 1974.

تألق صلاح منصور في مرحلة الستينيات، وتعد هذه المرحلة هي المحطة الذهبية لأهم أدوار صلاح منصور السينمائية والتي تعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية، ومن أهم أفلامه "لن أعترف"، "الشيطان الصغير"، وفيلم "مع الذكريات"، وقد قال عنه الممثل البريطاني الشهير تشارلز لوتون، عندما عرض الفيلم في لندن عام ١٩٦٢، بعدما صافحه: "لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًا لكنت أسلمت له الشعلة من بعدي"، ويعد " الزوجة الثانية" أحد أهم أفلامه التي خلدت اسمه في السينما، "البوسطجي".

أخرج منصور للبرنامج الثاني للإذاعة عددا من الروايات والمسرحيات العالمية، وشارك في الكثير من المسلسلات التليفزيونية أهمها "أحلام الفتى الطائر" بطولة الفنان عادل إمام، و"الكنز" وآخرها كان المسلسل الديني "على هامش السيرة".

حصد العديد من الجوائز، حيث نال في عام ١٩٥٤ أول جائزة كأحسن ممثل مصري إذاعي في مسابقه أجرتها إذاعة صوت العرب، كما حصل في عام ١٩٦٣ على جائزة السينما عن دوره في فيلم " لن أعترف "، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٦٤، ونال جائزة الدولة التقديرية من أكاديمية الفنون في الاحتفال بالعيد الفني، وحصل لأكثر من مرة على جائزة أحسن ممثل إذاعي في المسابقة التي كانت تجريها إذاعة صوت العرب.

علاقته بالسادات

ارتبط منصور بالرئيس الراحل أنور السادات في واقعة مؤلمة، حيث مرض ابن الفنان واستدعت حالته جراحة عاجلة ببريطانيا، وكانت ستتكلف مبالغ مادية لا يملكها الفنان المصري القدير، وسافر الأب والولد على نفقة الدولة لإجراء الجراحة، مكث لفترة طويلة استدعت الحالة الصحية لتجديد فترة الإقامة، لكن الروتين الحكومي وقف حائلا وكان من الضروري سفر الفنان لبلدته، قبل إكمال العلاج، ولكن مع زيارة السادات لبريطانيا، حرص منصور على لقائه في السفارة وطلب منه مد فترة علاج ابنه، وهو ما وافق عليه السادات بعدما أحرجه قائلًا: "عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمي.. لا أحد يعرف أحدًا"، ولكن ابنه توفي بعد إجراء العملية، وواصل صلاح حزنه عليه لكنه لم يبتعد عن الفن حتى رحيله.

أثرت وفاة ابنه على نفسيته، وأصيب بالسرطان، ودخل للمستشفى لتلقي العلاج، وكانت آخر كلماته لزوجته وابنه "لا تبكوا فقد عشت عمري وأنا أكره الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتي"، ورحل الفنان صلاح منصور عن عالمنا في ١٩ يناير عام ١٩٧٩ بعد وفاة ابنه بثلاث سنوات.