البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"ميتا فيرس".. هل يصبح العالم الافتراضي مقر عملك في المستقبل؟

في المستقبل هل من
في المستقبل هل من الممكن الذهاب بوضع نظارات العالم الافتراضي

بعد خمسين عاما، عندما نعود بالذاكرة إلى وقتنا الحالي، على الأرجح سوف يبدو لنا الإنترنت ثنائي الأبعاد الذي نستخدمه الآن شيئا باليا بشكل مثير للضحك وعلى الأرجح لن نستخدم الإنترنت من خلال شاشة، فيحتمل أن يكون تفاعلنا معه مختلفا تماما عما هو عليه في الوقت الراهن.

ووفقا لتقرير نشرته “بي بي سي” عربية ، أنه سوف نتحكم في الأشياء باستخدام تقنية الواقع الافتراضي المعزز (AR)، ونستكشف عوالم الواقع الافتراضي (VR)b ونمزج بين ما هو حقيقي وما هو رقمي بطرق لا نستطيع تخيلها حاليا.
لكن ماذا تأثير ذلك على بيئة العمل؟ لقد بدأنا بالفعل في الانتقال بعيدا عن دوام العمل التقليدي الذي يبدأ في التاسعة صباحا وينتهي في الخامسة مساء، كما بدأنا ندير ظهورنا لأماكن العمل التقليدية المحصورة داخل مكاتب. يرجع الفضل في ذلك إلى عامين من الإغلاقات بسبب وباء كوفيد، وولعنا الجديد بالاجتماعات الافتراضية - أو على الأقل تقبلنا لها.

إذن هل ستكون الخطوة المنطقية التالية هي العمل داخل ميتافرس، ذلك العالم الافتراضي الذي يجري التخطيط له حاليا، والذي ستمثلنا فيه توائمنا الافتراضية ثلاثية الأبعاد التي تشبه الشخصيات الكرتونية، وتمشي وتتحدث وتتفاعل مع بعضها بعضا؟

هناك مبالغة في الترويج لميتافيرس، لذلك من المهم أن نتذكر أنه شيء غير موجود بعد. وحتى هؤلاء المهتمون بالمفهوم يختلفون فيما بينهم حول ماهيته.
هل ستتصل العوالم الافتراضية المختلفة ببعضها بعضا بطريقة لا تتم حاليا بين التقنيات المتنافسة؟ هل سنقضي وقتا داخل تلك العوالم أكثر من الوقت الذي نقضيه في العالم الحقيقي؟ هل سنحتاج إلى قواعد جديدة تماما تحكم تلك الفضاءات الجديدة.
 لا توجد إجابات على أي من تلك الأسئلة حتى الآن، لكن ذلك لم يمنع ذلك الاهتمام الكبير بميتافيرس والمبالغة في الحديث عنه والترويج له، حيث ترى الشركات فيه وسيلة جديدة لتحقيق الربح.
وقد رأينا بالفعل شركات تفتح فروعا لها على منصات ميتافيرس وليدة، من "هورايزون وورلدز"  التابعة لشركة ميتا، إلى بعض الألعاب الإلكترونية  إلى فضاءات أنشئت حديثا .

 إبتكر مصطلح "ميتافيرس" “ نيل ستيفينسون” قبل نحو 30 عاما. في كتابه "سنو كراش"   حيث يجد بطل الرواية حياة أفضل له في العالم الافتراضي.
ولربما جاءت الخطوة الأجرأ لتحويل ذلك الخيال العلمي إلى تقنية حقيقية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، عندما أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا، وبدأت تستثمر مليارات الدولارات لتحويل نفسها إلى شركة تركز بالأساس على تطوير ميتافيرس - وهي رؤية يقودها مؤسس الشركة ورئيسها مارك زاكربرغ.
20 دقيقة في العالم الافتراضي أنتج أكثر من مليوني تسجيل فريد لحركة الجسم، وهو ما سيكون بمثابة مصدر جديد وغني من البيانات لشركات ستسعى لاستغلاله.
يرى ألكس رايس، المؤسس المشارك لشركة HackerOne المتخصصة في أمن الإنترنت، أنه يجب التفكير بعناية بالغة في تصميم ميتافيرس قبل أن تقدم أي شركة على إطلاق العنان لموظفيها بداخله.
يقول رايس: "تخيل شيئا بريئا مثل محادثة بين موظفين حول مبرد المياه..تخيل أن ذلك يحدث في بيئة ميتافيرس تخضع لمراقبة شاملة - بالتأكيد سيكون لذلك عواقب وخيمة".
"فقد يُفصل الناس من وظائفهم لأنهم قالوا شيئا أثناء ما يظنون أنه حوار خاص غير رسمي مع زميل عمل، في حين أن ذلك الحوار أصبح خاضعا لمراقبة جماعية من قبل الشركة التي يعملون بها".
ويرى توم فيسك محرر نشرة Immersive Wire الإلكترونية المتخصصة في شؤون التكنولوجيا، أنه من السابق لأوانه التفكير في العمل داخل الميتافيرس.