البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رأس الافعي

بعد هزيمة ١٩٦٧ عملت إسرائيل على بناء خط بارليف خلف قناة السويس ودعمته بعشر من النقاط الحصينة منها موقع تبة الشجرة وهو بمثابة قلعة تغوص في أعماق الأرض ويرجع اختيار المنطقة التي تبعد ١٠ ك عن مدينة الإسماعيلية لأنها أعلى نقطة بالمنطقة على ارتفاع ٧٤ م مما يتيح السيطرة على منطقة كبيرة تمكنها من تقديم الدعم للتسع نقاط الحصينة التي تم إنشائها على امتداد خط بارليف واحيط موقع تبة الشجرة بالأسلاك الشائكة والألغام مما دعى القوات المصرية بإطلاق اسم رأس الأفعى على هذا الموقع فالنجاح في السيطرة على جميع النقاط الحصينة على امتداد خط بارليف يحتاج إلى قطع رأس الأفعى في تبة الشجرة.
ويتكون الموقع من مبنى عمليات يحتوى على عدد ١٥ غرفة خاصة بغرف الإشارة والاتصالات والمخابرات وتوليد الكهرباء وأماكن للسيطرة والقيادة ومبنى آخر إداري به ١٢ غرفة تتضمن أماكن للطعام والمبيت والإسعاف وتضمن المبنيين سراديب تصل ب ٩٠ غرفة تحت الأرض وتم بناء المبنيين من كتل خرسانية مدرعة ومدعمة من أعلى بخمس طبقات من الحجارة تم ترتيبها بطريقة تجعلها أكثر تماسكا عند تعرضها لضربات عسكرية وتم تزويدها بطبقات عازلة للحرارة واعتقدت اسرائيل أنها أصبحت في مأمن داخل هذه النقاط الحصينة وخلف خط بارليف بعيدا عن اليد المصرية.
وفي عام ١٩٧٣ وبعد نجاح العبور وتجاوز خط بارليف حاصرت القوات المصرية موقع تبة الشجرة وصدرت الأوامر  للواء الرابع مشاة بالسيطرة على الموقع فقامت  الفرقة الثانية عشر مشاة بمهاجمة الموقع الحصين واستمرت المعركة لمدة ٥ ساعات انتهت بسيطرة القوات المصرية على الموقع وقامت في الأيام التالية بصد ٩ هجمات مضادة لمحاولة العدو استعادة الموقع مرة أخري تكبد العدو فيها خسائر كبيرة في الجنود والمدرعات والدبابات. 
هرب الجنود الإسرائيليين من الموقع وتركوا أسلحتهم ومعداتهم وسيارات القادة ودبابات بل وملابس وأدوات طعام وتركوا خلفهم لافتة كتب عليها جانبا من أفكارهم ومعتقداتهم العسكرية  ( كل ما يسمى حقوق البشر لا وجود له نحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر )  فعلينا أن ننتبه. عاشت مصر وعاش جيشها العظيم.