البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"أهل مطروح الروح والزردة"

عندما تقع عينيك على طريقها وتتلاشى معك الذاكرة التى عايشتها طوال حياتك لترى بعيون وجودية الإنسان والطبيعة الساحرة على اليمين الوان بحرها الفيروزى اللامع وبالجهة الأخرى ذهب أراضيها الصحراوية وفى سمائها ملامح من جمال وسحر براق يكاد يخلو من سحاب الشوق الطبيعي.

هى مشاعر متلاحقة لا تعلم شيئا مما يتخدل إلى قلبك منه وحينما ترصد أبوابها تشتم روايح الكرم والجود من أهلها وتهمس برموشك همسات الصمت لترى عنوان كبير من الصفاء الذهني والنقاء الفكرى والفؤاد المألوف.

تمشى فى شوارعها تشاهد على جانبى الطريق أماكن تبهرك من السعادة أكاد أجزم انها موجودة في كل مكان فى أرجاء البلاد ولكن فى مطروح أراها بعيون أخرى لامعه تشتاق للراحة النفسية والحب الأبدى والجمال الساحر وعندما ترى عينيك الشاطىء هنا يبدأ القلب فى الترحال من مكان لآخر بدون اى تدارك لقدميك وكأنها تنهال عليك باللهفة والحنين إليك وكأنها تعرفك وتعشقك وتريدك حتما بجانبها لتحضنها وتعيش في هواها ونسائمها العليلة.

وبعد كل ملامح الاشتياق واللهفة يأتى حفيد لها يتحدث بلهجة يامحلاها لهجة مصرية عربية ومن بدو مطروح تجيك هنية وبلبسة مرتاحه وبعطرة فواحه وبشنه  رحراحة ونعاود على اللهجة ونقول هنا اللهجة التى يتحدث بها بدو مطروح لهجة عربية مصرية خالصة تكاد تكون فى الصميم هى لغتنا العربية لغة "القرآن الكريم" والملابس الجميلة عبارة عن جلباب وسروال وسديرى والشنه هى طاقية حمراء يلبسها العمد والمشايخ والمتمسكين بتراث وعادات وتقاليد الأجداد والصغير فيهم يحترم الكبير والكبير فيهم يعطف على الصغير وفى بيوتهم تلقى الرحب والترحاب بابتسامة عريضة ومحبة كبيرة.

فرسان الصحراء الغربية وفى شواطئها لينا حكايات حيث المياه اللامعة والنقية التى عايشت مع جسدك كل انهيارات الماضى لتغسلك من همومك وتزيح عنك كل الاثار السلبية وفى صحاريها ووديانها حدث ولا حرج أتذكر حينما ترحلنا إلى داخل الصحراء وفرشنا بالأرض وشربنا الشاى الحمراء والخضراء على الفحم بعد أن واصلنا صناعة المكرونة الجارية بالدجاج فى باطن الأرض الطيبة واخرجناها فلم ترى عينى بعدها الا صفائح معدنية بمختلف الاحجام كنا قد وضعنا فيها أكلنا وهنا نرى الطبيعة والحياة الخلابة والجمال والأمان.

خلال الفترة القادمة سأكتب عن قضاياهم وأوجاعهم سأكتب لأنه دين فى رقبتى فأنا شخصيا قبل ان القائها كنت فى العالم الآخر من الموتى السائرون في الظلام وحينما زورتها وتعايشت فيها وأحببت أهلها عادت لى روحا أبدية من الجنة وهى ملكا لهم واذ اختتم مقالتى بأن مطروح الروح جمالا خالدا وسحرا متفردا وحبا ملهما وامانا منعما.

ياحبيبتى جئتك بالأمس القريب فى لهفة الخاطر واليوم سأعود منصفا لهواكى وغدا سأعيش لأخلد ذكرى المجاهدين والاجداد وسأكون سعيدا بجانبك يا عروسة البحر والصحراء.