بعد افتتاحات سوهاج.. الصعيد ينتظر رؤية تنموية متكاملة.. رئيس الوزراء: 102 مليار جنيه استثمارات بالمحافظة منذ 2014.. خبراء: الحكومة خصصت 50 مليار للأكثر احتياجا.. والتنمية الشاملة استثمار في الإنسان

 على مدار الساعات القليلة الماضية، شهدت محافظة سوهاج افتتاح العديد من المشروعات التنموية الشاملة، ليودع الصعيد بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم سنوات من الإهمال والتهميش.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء ، أمس خلال فعاليات افتتاح مجموعة من المشروعات القومية في سوهاج أن المشروعات القومية الجديدة قربت المواطن في الصعيد من حلمه بتعديل مستوى حياته والحصول على حقوقه التي كانت مهملة على مدار عقود. 

وأضاف مدبولي في كلمته خلال الافتتاح أن حجم الاستثمارات في سوهاج منذ العام 2014 يبلغ 102 مليار جنيه، مشيرا إلى أن تحسين جودة حياة المواطن المصري على رأس أولويات الدولة.

أكد "مدبولي" أن سوهاج شهدت إنشاء وتطوير 32 مستشفى ومركزا ووحدة صحية بتكلفة نحو 5.4 مليار جنيه، مشيرا إلى أن ربع الاستثمارات الكلية للدولة تم إنفاقها على محافظات الصعيد، متابعا أن الرئيس السيسي وجه بأن يكون الصعيد وشبابه على أولوية أجندة العمل الوطني. 

وصباح اليوم الجمعة، استعرض رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا من اللواء شريف أحمد صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، حول جهود الهيئة بمحافظات الوجه القبلي في مختلف محاور التنمية.

وأكد رئيس الوزراء تضافر جهود مختلف الوزارات والجهات الحكومية، بهدف دفع خطط التنمية في الصعيد، بما يُسهم في الاستفادة من الفرص الواعدة هناك، لتنفيذ مشروعات تُساهم في رفع مستويات التشغيل، واتاحة المزيد من فرص العمل، للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين.

من جانبه أشار اللواء شريف صالح إلى أن هيئة تنمية الصعيد تُمارس دورها منذ إنشائها عام 2018 وفق استراتيجية تستهدف تحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة بمحافظات الصعيد في إطار رؤية مصر 2030، لافتًا إلى أن الهيئة تقوم بتخطيط وتنفيذ مشروعات تنموية في جميع المجالات بواقع 17 مشروعًا، في المحور: الزراعي، والاجتماعي، والصناعي، والبيئي، وذلك بمُشاركة أهالي الصعيد وبالتعاون مع شركاء التنمية، تحقق نسبًا مرتفعة من التشغيل، وعائدًا تنمويًا للمناطق المستهدفة، مع استثمار الموارد البشرية والطبيعية لتعزيز التنمية المتوازنة في محافظات الصعيد. 

فيما يخص المحور الإجتماعي، أوضح رئيس هيئة تنمية الصعيد القيام بتنفيذ عدة مشروعات تستهدف رفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل، على رأسها مشروع تنمية قرى وادي كركر لأهالي النوبة بأسوان، الذي يشهد تنفيذ مشغلِ للحرف التراثية، ومحطة وخزان للمياه، ومركزِ للشباب، وكذا مشروع تطوير ورفع كفاءة موقف الحواتم بالفيوم ليصبح أول موقف نقل ركاب ذكي بمحافظات الصعيد، ليتسع لنحو 180 سيارة، ويضم 40 محلًا تجاريًا و19 مكتبًا إداريًا، إلى جانب تنفيذ المجمع الصناعي الحرفي لإنتاج السجاد، بقرية ديسيا بالفيوم، ضمن جهود الحفاظ على الحرف التراثية، من أجل تعزيز قدرات أصحاب الحرف اليدوية، والترويج لتلك المنتجات في المعارض المحلية والدولية، ويتيح نحو 650 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأضاف "صالح" أن المحور الاجتماعي يشهد أيضًا تنفيذ 3 مُجمعات صناعية حرفية بمحافظات الوجه القبلي، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مع تزويدها بالمعدات وتدريب العاملين، في إطار خطة الدولة لدعم الصناعات الصغيرة، وتوفير فرص العمل لرفع مستوى المعيشة بالصعيد، ويقع المجمع الأول بقرية بلانة بمركز نصر النوبة بأسوان، والثاني في قرية الرمادي قبلي بمركز إدفو بأسوان، والثالث بقرية بني واصل بمركز ساقلتة بسوهاج، ويضم كل مجمع حرفي 30 ورشة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ويتيح كل مجمع نحو 370 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وفيما يتعلق بالمحور الزراعي، أكد اللواء شريف أحمد صالح، أنه يتم تنفيذ عدة مشروعات لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية وخاصة الرئيسية، وتتضمن تلك المشروعات إنشاء مُجمع صوب زراعية لإنتاج شتلات القصب بكوم امبو بأسوان، بواقع 10 ملايين شتلة في الموسم الواحد، في إطار من ترشيد استخدامات مياه الري وخفض التكاليف، وكذا مشروع رفع كفاءة وتطوير مزرعة الدواجن التكاملية بقرية العزب بالفيوم، لإنتاج 240 ألف طائر في الدورة الواحدة، من سلالات الدواجن الأصيلة، وكذا إنتاج بيض المائدة البلدي، ومن المخطط أن يتيح ذلك المشروع نحو 550 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأشار "صالح" إلى أنه اتصالًا بالمحور الزراعي، تقوم هيئة تنمية الصعيد برفع كفاءة وتشغيل مزرعة الدواجن والمجزر الآلي بقرية المطاهرة بأبو قرقاص بالمنيا، بهدف الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 1.8 مليون طائر سنويًا، واتاحة 240 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وكذا رفع كفاءة مزرعة دواجن انتاج بيض المائدة بقرية شوشة بمركز سمالوط بالمنيا، لتحقيق طاقة إنتاجية إلى 1.6 مليون بيضة شهريًا، واتاحة 600 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى إنشاء مجمع دواجن تكاملي بقرية بنبان بمركز دراو بأسوان، بطاقة إجمالية 450 ألف طائر سنويًا، ويوفر 350 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلًا عن تطوير ورفع كفاءة 21 وحدة بيطرية بمراكز طما، وطهطا، والمراغة، وجهينة، والمنشأة، وجرجا، والبلينا، ودار السلام، بمحافظة سوهاج، بهدف تدعيم المزارعين بالرعاية البيطرية وزيادة الإنتاج الحيواني، وتتيح نحو 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، هذا إلى جانب مشروع استصلاح واستزراع مساحة 1600 فدان بمنطقة أبو طرطور بالوادي الجديد، والذي يتيح نحو 1150 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما تطرق "صالح"، إلى الجهود في المحور الصناعي، حيث أوضح أن الهيئة تقوم بتطوير ورفع كفاءة مُجمع تعبئة وتغليف التمور بالوادي الجديد، لتصل الطاقة التخزينية إلى 4 آلاف طن، ويتيح 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وكذلك تطوير ورفع كفاءة مصنع العسل الأسود ومشتقاته، بقرية تونة الجبل، بمركز ملوى، بمحافظة المنيا، لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 3 أطنان في اليوم، ويوفر 120 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب تطوير ورفع كفاءة مصنع إنتاج الخشب المضغوط بمحافظة سوهاج، بالشراكة مع الشركة المصرية للصناعات التحويلية، لتطوير خطوط الإنتاج وزيادة المساحة التخزينية.

واستعرض رئيس هيئة تنمية الصعيد في تقريره، الجهود فيما يخص محور الحفاظ على البيئة، حيث أوضح أنه يتم تنفيذ مشروع زراعة نبات الجوجوبا بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، والذي يقوم على الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثيًا لإنتاج الوقود الحيوي من زيت الجوجوبا، ويتيح  هذا المشروع نحو 1500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

الصعيد رؤية تنموية متكاملة

وفي هذا الشأن،  قال الدكتور عمرو صالح، أستاذ الاقتصاد، إن الصعيد جزء هام على أرض الوطن، ويزخر بسواعد بشرية قادرة على النهوض بالتنمية إلى مستويات قياسية، حيث خصصت الحكومة 11 مليار جنيه لتنمية منطقة شمال الصعيد، بنسبة 23% من الاستثمارات الحكومية المخصصة لمحافظات الصعيد الأكثر احتياجا، والتي تبلغ حوالي 50 مليار جنيه، ومخصص لخدمات حكومية وتعليمية وبنية تحتية، وخدمات مختلفة.

وأشاد الخبير الاقتصادي بجهود الدولة المصرية في رفع كفاءة شبكات المياه ومشروعات الكهرباء، والارتقاء بالمنظومة التعليمية والجامعات التكنولوجية، وإحلال وتجديد مشروعات الصرف الصحي والمياه، وكذلك الارتقاء بالجانب الصحي، لسد الفجوة التنموية في صعيد مصرن من خلال رؤية متكاملة.

وتابع لـ"البوابة نيوز": "مصر لديها سياسات متكاملة للتنمية الشاملة في الصعيد، والتنمية في الصعيد لا تقتصر على المشروعات الخدمية فقط بل تمتد للارتقاء بحياة المواطن من خلال مشروعات تعليمية وصحية. 

أما الدكتور سعيد حسانين، استاذ التخطيط العمراني، فيرى أن الصعيد عانى لسنوات من التهميش الشديد على مدار العقود الماضية، الأمر الذي أدى لانتشار البطالة في العديد من المحافظات وعلى رأسها سوهاج وأسيوط، والتي استهدفتها الدولة خلال الفترة الماضية، من أجل الارتقاء بمحافظات الصعيد.

وأضاف حسانين: على مدار السنوات القليلة الماضية تم إنشاء 20 مدينة جديدة في الصعيد، وأبرز ملامح هذه المدن المتطورة "مدن الجيل الثالث والرايع"، هي إشراك المحافظات في التنمية، وتدشين هذه المدن الجديدة وربطها بالتكنولوجيا المتطورة كونها جزء من مبادرة حياة كريمة، يعجل من هذه المدن استثمار في الإنسان، والذي من شأنه توفير أيدي عاملة قادرة على قيادة المستقبل.