البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"كلنا بوزيتف".. حملة بالأردن احتفالا باليوم العالمي للإيدز من أجل التوعية والدعم

الإيدز
الإيدز

أطلقت وزارة الصحة الأردنية بالتعاون مع مركز "سواعد التغيير لتمكين المجتمع"، حملة "كلنا بوزيتف" من أجل إزالة الحواجز أمام وصول المتعايشين مع فيروس نقص المناعة الإيدز للخدمات، وإنهاء أوجه عدم المساواة بحقوقهم، وذلك في إطار الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للإيدز، لتسليط الضوء على معاناة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة.

"كلنا بوزيتف"، عنوان الحملة، والذي ربما يلفت الانتباه إلى أن الجميع مصابون، وهذا ربما كان شعار رفعته الحملة المنطلقة من أجل التأكيد على أن المصاب والمتعايش مع فيروس نقص المناعة من حقه أن يتمتع بنفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها أي مواطن أردني.

وقال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، في تصريح خاص لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مريض الإيدز من حقه العيش كباقي المواطنين وخصوصا وأن الفيروسات وبعد جائحة كورونا، أصبحت مرض كباقي الأمراض، وإن كانت كورونا أكدت أنه لا أحد بعيد عن الإصابة بالفيروسات، وإن اختلفت الطرق.

وأضاف الطراونة إن مثل هذه الحملات والتحركات للتوعية تمثل خط الدفاع الأول من أجل الوقاية، وكذلك تعريف طرق الفحص، وأن هذا الأمر ليس وصمة عار على من أصيب ولكنه مرض كباقي الأمراض.

وأشار إلى أنه كانت هناك أخبار مبشرة العام الماضي بشأن نجاح شركة (مودرنا) التي نجحت في المرحلة الأولى بإنتاج لقاح علاجي يعطى على جرعتين في السنة، ليساعد المرضى بالتوقف عن تناول الأدوية المضادة للفيروس الذي يتناولونها مدى الحياة.

ولفت إلى أنه رغم فشل محاولات عديدة منذ 40 عاما لإنتاج علاج أو لقاح يقي من الإيدز، إلا أنه توجد تجربة طبية ناجحة تنتهي مراحلها السريرية في نهاية عام 2023، موضحا أن هذه التجربة الأولى لشركة (مودرنا) وكشفت عن نجاح المرحلة السريرية الأولى في إنتاج لقاح يساعد المرضى الذين أصيبوا فيروس نقص المناعة المكتسبة بمقاومة المرض. 

بدوره.. علق مدير عام مركز سواعد التغير لتنمية المجتمع عبدالله حناتلة، على إطلاق شعار "كلنا بوزيتف" على الحملة، قائلا "جاء عقب مشاورات ومناقشات مع المتعايشين مع الفيروس أنفسهم"، موضحا أن عدم قبول الشارع لهم ونبذهم كانت وراء هذا الشعار.

وأوضح حناتلة، لـ/أ ش أ/، على هامش الاحتفال بإطلاق الحملة بالعاصمة عمان، أن الحملة تهدف في المقام الأول لكشف معاناة المتعايشين مع الفيروس وتوصيل أصواتهم إلى الجهات الحكومية في المقام الأول ثم أيضا إلى الشارع الأردني، بأنه لا بد من التعامل معهم وإدماجهم في المجتمع كغيرهم.

ونوه إلى أنه لا بد من الاهتمام بهذه الفئات ليس فقط في اليوم العالمي للإيدز، وإنما على مدار العام، مشددا على ضرورة أن تقبل الحكومة والشركات عمل هذه الفئات ضمن هياكلها الوظيفية بعيدا عن طبيعة مرضهم.

وناشد المجتمع الأردني وكافة المجتمعات في العالم بضرورة المساواة للمتعايشين مع الفيروس، وصولا لحياة طبيعية وإزالة التمييز ومحاولات تهميشهم سواء في العمل أو المجتمع، مؤكدا أن الحكومة ممثلة في وزارة الصحة تقوم بجهد كبير في تقديم الخدمات لهؤلاء، ولكن نتطلع إلى المزيد بحكم أن الوزارة هي الأساس والقيادة في هذا القطاع.

وفي إطار المناقشات والحوارات من أجل توضيح حقيقة المتعايشين مع الإيدز.. ناقش عدد من المتخصصين والخبراء ذلك على هامش إطلاق الحملة، في جلسة حوارية بعنوان "حقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة، بالعمل والصحة وسبل التمتع بها وتجسيد الشراكة بين كافة القطاعات المعنية".

وقال أمين عام وزارة الصحة الأردنية المكلف الدكتور رياض الشياب، مندوبا عن وزير الصحة، إن العالم منذ أربعة عقود يواجه فيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، والحد من انتشاره، والتخفيف من آثار الإصابة به على المجتمعات والأفراد.

وأكد أن الأردن لم يدخر جهدا في مواجهة الفيروس منذ تسجيل أول إصابة عام 1986، حيث أسس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في ذلك العام، لتنفيذ استراتيجيات ومدخلات متميزة كفلت حتى اللحظة البقاء ضمن الدول ذات معدلات الانتشار المنخفض لهذا الفيروس.

بدوره، قال الدكتور أحمد إسماعيل من مركز المشورة والفحص الطوعي التابع لوزارة الصحة إن الأردن سجل 539 إصابة بالإيدز منذ عام 1986 إلى الآن، مشيرا إلى أن المركز يقدم العلاجات النوعية والتوعية والوقاية من فيروس نقص المناعة، ويوفر وسائل منع الانتقال، والإدراك والوعي الطبي لكشف الإصابات مبكرا لعدم الوصول إلى المراحل المتقدمة.

وخلال المناقشات، اتفق الجميع على أن هذا العدد ليس هو الحقيقي الموجود على أرض الواقع في الأردن، مؤكدين أن الخوف من المجتمع وعدم التأكيد على إمكانية العلاج أسباب رئيسة لعدم إفصاح المرضى عن إصابتهم بالإيدز.

كما توصلت المناقشات، إلى مجموعة من التوصيات وأهمها ضرورة تشكيل لجنة مشتركة بين الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والخبراء تقوم بالكشف الحقيقي عن أعداد المصابين، وكذلك تقديم الدعم والوعي للمتعايشين وعدم تركهم فريسة للمرض والمجتمع.

ويحتفل العالم في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز، حيث يتحد الجميع في كل بقاع الأرض ليبدون دعمهم للمصابين بالإيدز والمتأثرين به، ولإحياء ذكرى من قضوا بسببه.

وفي اليوم العالمي للإيدز، يحث برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز الجميع على التصدي لأوجه التفاوت التي تعوق التقدم في إنهاء الإيدز.

وتكشف البيانات المستمدة من برنامج الأمم المتحدة المشترك عن تعثر التقدم المحرز في التصدي العالمي للإيدز في أثناء العامين الماضيين من كورونا والأزمات العالمية الأخرى، حيث تقلصت الموارد مما عرض ملايين الأنفس للمخاطر.