البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تعرف على قصة اكتشاف أعواد الكبريت وانتشارها

أعواد الثقاب
أعواد الثقاب

أعواد الكبريت من الاكتشافات الهامة التي اثرت في حياة البشر، اكتشفها في سنة 1826 أحد الصيادلة البريطانيين، اسمه جون والكر، في مختبره عن طريق الصدفة.

وعندما كان جون والكر يجري بعض تجاربه الخاصة، قام بخلط كمية معينه من كلوريد البوتاسيوم مع كمية أخرى من كبريتيد الأنتيمون داخل وعاء وقام بخلطهما بواسطة عود من الخشب وسحب العود وحاول مسح طرفه الذي التصقت به المواد الكيميائية وجفت، عن طريق فركه على الطاولة وأثناء محاولة والكر إزالة هذه المواد تطايرت شرارات ودخان بسيط ومن هنا ولدت فكرة أعواد الثقاب.

وعود ثقاب هو عود صغير يكون من الخشب عادة يحمل في أحد أطرافه رأساً من مادة كيميائية سريعة الاشتعال تكفي لإحداث شعلة نار لبضعة ثواني، يصبح بعد ذلك العود غير صالح للاستعمال وتعد الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الرئيسي لعود الثقاب في العالم.

كما أن كلاً من فرنسا، الاتحاد السوفياتي (سابقاً) والسويد لها مصانع ضخمة لإنتاج أعواد الثقاب وقد اخترعت أعواد الثقاب في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي واعتبرت أول طريقة رخيصة ميسرة لإشعال النار.

وتشتمل أعواد الثقاب المستعملة حالياً على نوعين رئيسيين: أعواد الثقاب غير المأمونة وأعواد ثقاب الأمان.
-أعواد الثقاب غير المأمونة:
تشتعل أعواد الثقاب هذه عند حكها على أي سطح خشن، وهي أعواد خشبية ذات رؤوس، وتصنع عادة من لونين الأحمر والأبيض وتسمى القمة ذات اللون الأبيض العين، وتحتوي على المادة القابلة للاشتعال وتتكون هذه المادة أساسا من مركب كيميائي، هو ثالث كبريتيد الفسفور والواقع أن بقية طرف العود ذو الشكل الكروي لن يشتعل إذا ما حك، ولكنه يحترق عندما تشعله العين الملتهبة، ويؤدي هذا إلى حماية عيدان الثقاب من الاشتعال عندما تحتك ببعضها عند التعبئة في صندوق أعواد الثقاب وعندما يشتعل عود الثقاب، فإن مادة البرافين، التي عادة ما تغمس فيها عيدان الثقاب عند تصنيعها، تحمل اللهب من الرأس إلى بقية العود الخشبي.

-أعواد ثقاب الأمان:
يمكن إشعالها فقط عند حكها ضد سطح ذي طبيعة معينة، ويكون هذا السطح عادة على جانب صندوق أعواد الثقاب، ويتكون رأس العود من مادة تحتوي على كلورات البوتاس، وتشتعل عند درجة 182مْ تقريباً ويكون السطح المؤدي إلى الاشتعال خليط من مركبات الفسفور والرمل وأما أعواد الثقاب الورقية فهي نوع من أنواع أعواد ثقاب الأمان، تصنع من الورق وتغلف بغطاء ورقي ويكون السطح المؤدي للاشتعال على ظهر غطاء المشط وتصنع أعواد الثقاب بواسطة آلات ذاتية الحركة معقدة التصميم، تستطيع إنتاج وتعبئة أكثر من مليون عود في الساعة. 
تقطع الآلة أولا شرائح رفيعة من خشب أشجار الحور إلى عيدان، ثم تغمس العيدان في محلول يحتوي على مادة مانعة للتوهج تمنع تكون الجمر بعد إطفاء العود وتجفف العيدان بعد ذلك وتحمل في آلات تصنيع أعواد الثقاب التي تقوم بتعبئة العيدان في ثقوب توجد في حزام من الصفائح الفلزية وكلما امتلأ الحزام بالعيدان، فإن الآلة تغمسها في مجموعة من المواد الكيميائية، وتغمس العيدان أولا في البرافين الذي يكون الأساس لحمل اللهب من الرأس إلى العود الخشبي، كما تغمس الآلة العيدان في مخلوط كيميائي يكون كل من الرأس والعين على طرفي العود وقد تغلف الرؤوس أيضاً بمادة كيميائية أخرى لحماية أعواد الثقاب من الرطوبة الجوية، ويدفع المنتج النهائي خارج الصفائح الفلزية ويعبأ في عملية آلية ذاتية الحركة.
أنتجت عام 1827، عندما بدأ الصيدلي البريطاني جون ووكر إنتاج وبيع أعواد طول كل منها 8 سم ويحتوي طرفه على كبريتيد الإثمد، كلورات البوتاس، الصمغ العربي والنشا وقد كان في إمكان أي شخص إشعال العود بحكه على سطح من الورق يشبه ورق الصنفرة، ويشتعل عود الثقاب مؤديا إلى لهب مصحوب بسلسلة من الانفجارات تصحبها لثسظايا تتناثر على المستعمل لهذه الأعواد.

في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أنتج طالب الكيمياء الفرنسي شارل سوريه أول عود ثقاب يشتعل عند احتكاكه بأي سطح إذ احتوى رأس الثقاب على مادة الفسفور وسجل الأمريكي ألنزو دي فيليبس حق اختراع أول عود ثقاب فسفوري بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1836، وكان دي فيليبس ينتج أعواد الثقاب يدوياً ويقوم ببيعها من باب إلى باب، والواقع أن كلا من ساوريا وفيليبس لم يكونا على علم بأن الأبخرة الناتجة عن عود الثقاب الفوسفوري تؤدي إلى مرض نخر الفك (تهتك عظام الفك) عن التسمم الفسفوري وتوفي عدد من العمال بهذا المرض نتيجة تعرضهم للغازات الفسفورية وعندما بدأت مصانع أعواد الثقاب عمليات الإنتاج في منتصف القرن التاسع عشر، زاد التهديد بانتشار هذا المرض مع ازدياد إنتاج مصانع الثقاب.
وفي عام 1900 اشترت شركة أعواد الثقاب الماسية الأمريكية الامتياز الفرنسي لإنتاج أعواد الثقاب ذات الرؤوس المصنعة من ثالث كبريتيد الفسفور، ومن مادة أخرى غير سامة لكن التركيبة الفرنسية لم تصلح في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اختلاف الظروف المناخية، وفي عام 1910 ونتيجة لانتشار مرض تهتك عظام الفك فرضت الولايات المتحدة الأمريكية ضرائب عالية على أعواد الثقاب الفوسفورية، فواجهت صناعة أعواد الثقاب كارثة الانقراض وفي عام 1911، استطاع مهندس مباني شاب بالبحرية اسمه وليم أي فيربيرن حل المشكلة بتعديل التركيبة الفرنسية المحتوية على ثالث كبريتيد الفوسفور لملاءمة الظروف الجوية بالولايات المتحدة الأمريكية، وانتهى بذلك خطر مرض تهتك عظام الفك.