البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

اليمين المتطرف في أوروبا نار تحرق النسيج الاجتماعي

اوروبا
اوروبا

تعاني أوروبا من موجة متصاعدة لليمين المتطرف، ظهرت بقوة خلال أزمة انتشار فيروس كورونا، ولا تزال المخاوف متنامية، ما يهدد أمن المنطقة، وبالأخص في ظل صراعات اٌقطاب القارة العجوز مع روسيا.

وتنشأ أبرز المخاوف حيال تيار اليمين المتطرف من قدرته على نشر شائعات مضرة، والترويج لنظريات مؤامرة تروج لرغبة الحكومات في التخلص من عرقيات بعينها داخل المجتمع، وتشكل هذه المعتقدات نسبة خطورة عالية على أمن المنطقة، إذ يمكن استخدام ميل تيار اليمين المتطرف تجاه نظريات المؤامرة لبث مزيد من الشائعات التي تهدد استقرار الحكومات الأوروبية في ظل احتياجها للتوافق على خطط شعبية وسياسية لمواجهة تحديات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأظهرت أزمة انتشار فيروس كورونا، تصاعدًا في اتجاهات اليمين المتطرف نحو العنف، إذ عملت مجموعات هذا التيار على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث المزيد من الأفكار العنيفة للتخلص من العرقيات المختلفة عن العرق الأبيض، وأبرزهم المهاجرون وأصحاب الأصول الأفريقية، وخلق الحظر وفترات الإغلاق إبان «كورونا» فرصة أوسع لتفاعل عناصر اليمين المتطرف إلكترونيًا، وكذلك بث الشائعات حول الفيروس كونه مجرد مؤامرة من الحكومات الأوروبية للتخلص من العرق الأبيض.

وتشكل هذه المعتقدات نسبة خطورة عالية على تماسك المجتمعات واحتمالية استغلال التيار كأداة للهدم المعنوي في ظل حروب حديثة باتت تستخدم تكنولوجيا الاتصالات لتحقيق أهدافها، غير أن روح العداء المزكاة بين فصيل من المجتمع والحكومة ربما يخلق انقسامًا تستغله الاستخبارات المعادية، وسبق وعبرت السلطات الألمانية عن مخاوفها تجاه توظيف اليمين المتطرف من الهيئات الاستخبارية ضد المصالح الوطنية للمنطقة.

ويمثل لجوء اليمين المتطرف لصنع القنابل والمتفجرات والاستعانة بها كوسائل للهجمات تغييرًا مخيفًا ينذر بتأثر التيار بالمقاطع الترويجية للتكفيريين، والخاصة بطرق تصنيع المتفجرات وكيفية زرعها، مع عدم الاكتفاء بالدور المعنوي والنفسي للتيار. وفي الخامس من نوفمبر ٢٠٢٢ هاجم يميني متطرف يُدعى أندرو ليك مركز دوفر للهجرة في بريطانيا بثلاث قنابل حارقة، ووصفت السلطات الواقعة بـ«عملية إرهابية»، وأدت الحادثة إلى إصابات طفيفة بين العاملين بمركز الهجرة، بينما قتل المنفذ نفسه عقب الهجوم مباشرة. وتمثل الواقعة تغيرًا منهجيًّا في عقيدة الأوروبيين فلطالما شوهد التكفيريون يقتلون أنفسهم في عمليات انتحارية، ولكن لم يكن منتشرا أن يقتل عناصر اليمين المتطرف أنفسهم في الهجمات التي ينفذونها.