البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المطران يوسف حبش في حوار لـ«البوابة نيوز»: السيسي أعاد لمصر مكانتها ولديه خطة لحماية الوحدة العربية.. وعلاقتي بالمسلمين رائعة.. طلبت من الكرسي الرسولي استحداث إيبارشية للسريان الكاثوليك بكندا

المطران يوسف حبش
المطران يوسف حبش

عاش المطران يوسف حبش حياته في بلدته بالعراق، حيث اجتاز جميع المراحل التعليمية بها وترهبن أيضا فيها، حتى تم تكليفه بإدراة إيبارشية أمريكا ليعيش بها 27 عاما، وحصل علي الجنسية الأمريكية، واختاره البابا بنيديكتوس السادس عشر، لكي يصبح مطراناً على أبرشية سيدة النجاة  للسريان الكاثوليك في أمريكا الشمالية.

“البوابة نيوز”، القت المطران يوسف حبش، وتحدث عن الكثير من الأمور السياسية وإلى نص الحوار:


* في البداية حدثنا عن نفسك؟
أنا يوسف بن بهنام عبد المسيح حبش، ولدت في بخديدا بالعراق عام 1951 تلقيت التعليم الابتدائي في البلدة، ودخلت معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل عام 1961، ومكثت فيه مدة ثمانية أعوام، ثم تركته لأودي الخدمة الإلزامية لمدة عامين، بعدها قصدت دير الشرفة في لبنان عام 1971، وأكملت دراستي  الفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح القدس (الكسليك) لمدة أربع سنوات.

كيف تدار الإيبارشية في أمريكا؟
نحن السريان الكاثوليك عددنا لا بأس به في أمريكا وكندا، فأنا أدير تلك الإيبارشيتين، وكان الأمر صعب على جدا، فقد تم تقسيم إيبارشيتي أمريكا وكندا وأصبحت كندا مستقلة عن أمريكا ولها أسقف خاص بها.

* كيف كانت التجهيزات للفصل بين الإيبارشيتين؟
أرسلنا عدة خطابات إلى البابا فرنسيس لكي ينشا أكسرخوسية رسولية جديدة لكنيسة السريان الكاثوليك في كندا، بعد أن كانت ضمن إيبارشية سيدة النجاة، والتي كانت تشمل الولايات المتحدة وكندا، وجعل بالفعل قداسته مقرًا الأكسرخوسية الجديدة في مونتريال، كيبك وقد سمّى قداسته الأب أنطوان جريس ناصيف مطراناً أكسرخوساً رسولياً على هذه الأكسرخوسية الرسولية في كندا.

* جاء ذلك بشكل شخصي منك أم من السينودس؟

بالفعل أنا اقترحت الأمر وقام سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية المنعقد في روما بتقديم طلب إلى الكرسي الرسولي طلباً باستحداث أيبارشية للسريان الكاثوليك في كندا، وتمت الموافقة وطرح الأب ناصيف مطراناً عليها.

* كيف تري دور المرأة في المجتمعات ؟
للمرأة المسيحية مكانة وشأن عظيم في الإنجيل المقدس، حيث ينظر لها الإنجيل بالنقاء والإصلاح والخدمة بدون كل أو ملل وأيضا منحها وقار لا يضاهيه شيئا، وكما قال بطرس الرسول "مُعطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامةً كالوارِثاتِ أيضاً مَعَكُمْ نِعمة الحيوةِ".

* كيف كانت علاقاتك بالطوائف الأخرى في أمريكا أو العراق؟
جدا رائعة، علاقاتي دائما أكثر من رائعة، أنا علاقتي بالأخوة المسلمين لا أحد يستوعب كم المحبة التي تعيشها بيننا وبين بعض، وعلاقتي جيدة بالسنة والشيعة والأكراد، وإلى وقتنا هذا علاقتي بهم جيدة رغم خلافات السنة مع الشيعة إلا أن كلاهما يحبونني جدا.
 

* كيف تري وضع العراق؟
أنا أرى أن المسيحيين أمام معضلة إما العودة إلى منازلهم المدمرة، أو إعادة توطينهم في أماكن أخرى في العراق، أو الهجرة من بلد أثبتت التجارب أنه لا يستطيع حمايتهم بكل أسف شديد، لأن في 2014، اعتقد المسيحيون أن نزوحهم سيستمر بضعة أيام  لكنه استمر ثلاث سنوات، وفقد كثيرون الأمل وهاجروا، لا أمن ولا استقرار.

* ماذا عن السريان في العراق؟

يشكل السريان حوالى 10 في المئة من مسيحيي العراق، ومنهم كاثوليك، وهم الأغلبية، وأرثوذكس، وتضم بلدات قره قوش وبعشيقة وبرطلة في الشمال، أكبر تجمع للسريان في البلاد.

* أين مقر الكنيسة السريانية؟
الكنيسة السريانية الكاثوليكية الرئيسة مقرها لبنان، بينما الأرثوذكسية في سوريا، وتوجد 82 كنيسة سريانية في العراق تتنوع بين كاثوليكية وأرثوذكسية.

* ماذا عن باقي الطوائف؟
يمثل العرب حوالى اثنين في المئة من مسيحيي العراق، وتوجد أيضاً ثلاث كنائس يونانية أرثوذكسية وأربع كنائس أرثوذكسية قبطية في بغداد، و57 كنيسة للروم الكاثوليك في أنحاء البلاد، فضلاً عن عدد صغير من البروتستانت.

هل أثمرت زيارة البابا للعراق؟
الزيارة مثلت حدثا تاريخيا للعراق، كونها الزيارة الأولى للبابا خارج الفاتيكان، منذ بدء جائحة كورونا، في حين أشار البعض إلى ما تحمله الزيارة من معان روحية تتعلق بالتعايش بين الأديان، ومن دلالات لسعي الفاتيكان، للانفتاح على مسلمي العالم الشيعة، الذين يقدر عددهم بمئتي مليون مسلم في أنحاء العالم.

* ما رأيك في وثيقة الأخوة الإنسانية؟
أبرز ما أثر في من كلمات تلك الوثيقة هي جملتها الافتتاحية عندما اجتمع رؤساء أكبر الطوائف في العالم "يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له"، وحملت تلك الوثيقة أيضا أنه “انطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا فأنا أرى أن تلك الوثيقة هي نقطة لقاء وتأخي بين المسسلمين والمسيحيين".

* ما أسباب ظهور تلك الوثيقة؟ 
تلك الوثيقة هي نداء جديد من أجل الحفاظ وحماية دور العبادة وتلك الوثيقة شددت على ضرورة حماية المعابد والكنائس والمساجد، مع التصدي لكل محاولات التعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير، وجاءت لتكفل للمختلفين في الأديان  بأن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.

  * كيف تري مصر الآن؟
أنا أحب مصر جدا وسبق أن زرتها عام 1970، والشعب المصري طموح ولديه كم هائل من الرضا وقدرة كبيرة لدعم رئيسه، وهذا أمر رائع وأنتم شعب لا مثيل له في القناعة.

* ما رأيك في إدراة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمور مصر الداخلية والخارجية؟
أنا أرى وبكل حيادية أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية في السابع من يونيو 2014، فقد استطاعت مصر بقيادته تحقيق نجاح ملموس فى سياستها الخارجية، وفى دوائرها المختلفة العربية والإسلامية والأفريقية والدولية، وهذا ما يراه الجميع ويشعر به، واستعادت مصر مكانتها ودورها المحورى لصالح شعبها والمنطقة والعالم، وهذا الأمرحقق العديد من أهداف ومصالح مصر وأدى إلى تفهم ودعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، وأعاد شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية إلى المستوى المأمول، وساهم فى تحقيق أهداف الأمن القومى المصرى، ودعم قدرات مصر العسكرية والاقتصادية.

* كيف ترى مواجهة مصر لملف الإرهاب؟
الرئيس لديه خطة متكاملة للحفاظ على وحدة وتماسك الدول العربية، باعتبار أن الأمن القومي العربي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري، وباتت الدائرة العربية هي المجال الحيوي والرئيسي الذي يتحرك فيه الدور المصري لحماية المصالح الحيوية والأمن القومي لمصر، وهذا ما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي حين أكد أن أمن مصر جزء لا ينفصل عن الأمن القومي العربي، وأن مصر عليها التزام قومي وتاريخي بحماية الأمن القومي العربي، باعتباره مصلحة وطنية في المقام الأول وقومية في المقام الثاني.