البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

يسري عبدالله: عالم بهاء طاهر الروائي اتسع بعد عمله الأول

الناقد الأدبي الدكتور
الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله

قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، إنه من العادي والعابر أن تتسرب عوالم المجموعة القصصية الأولى للكاتب بهاء طاهر.

 

وأضاف عبدالله أن من سلطة السؤال المبني على الشائعات المتناثرة بحق شاب يتقدم لخطبة زميلته في العمل، حيث ثمة وحدتان مركزيتان هنا “الأب السلطوي”، “الشاب المحاصر”، وبينهما “ليلى” الشخصية المحركة لمجرى الحدث القصصي، والتي تثير غاية الشاب، ويدافع عنه الأب القاسي.

 

وتابع: تنطلق الحكاية من المرئي والمألوف؛ لتعاين عالما غير مرئي، ينهض على ثقافة السماع، التي تصير تكئة للأب في حصاره الخانق للفتى الذاهب إلى “الخطوبة” التي  تنكسر على نصال اتهامات لم تثبت، ووقائع لم يتبين أحد صحتها، لتجعل القصة من السؤال مركزا لها، ومحورا تنبني عليه، التي جاءت مقتصدة في لغتها، ويلعب الحوار القصصي دورا مفصليا داخلها، وتمثل المرويات المتواترة عن الشاب عبر الأب إطارا للسرد داخلها.

 

وأضاف أن عالم بهاء طاهر سيتسع أكثر في أعماله اللاحقة، وسنري أثرا لتغريبة تلوح من بعيد، تثقل الروح، وتجعل العالم أكثر وطأة، ونرى هذا في مجموعته  “بالأمس حلمت بك” وفي القصة المركزية التي تحمل الاسم ذاته، حيث ثمة سارد بطل، ورفاق مغتربون، أكثرهم من أولئك العابرين الذين يجيد بهاء الحكي عنهم، ورسم ملامحهم النفسية قبل ملامحهم الخارجية عبر إشارات دالة ومكتنزة، هنا أيضا كمال وفتحي صديقان غارقان في الغربة بمعناها الروحي، حيث انفصال الإنسان الفرد عن البنية الاجتماعية المحيطة به.

 

يستهل بهاء طاهر قصته بمفتتح سردي دال يعزز فكرة الرتابة التي حولت الحياة  حول السارد البطل، دون أن ينسى النصية على آلية التكرار للحوادث والأشياء من جهة، والمكان القاحل إنسانيا من جهة ثانية  "أذهب إلى العمل في الصباح، وأعود في المساء للبيت.. يحدث هذا خمسة أيام في الأسبوع، يحدث هذا في الشمال في مدينة اجنبية".

 

تتواتر الأحداث وتتقاطع وتبدأ لعبة الأرواح المتجولة، عبر توظيف تميمة الكتاب الحاوي لتلك الفكرة والذي يتناقله الأصدقاء في غربتهم، وتلوح أيضا ( آن ماري)، ويعم الثلج، وتتوالد داخل القصة مفردات تشكل جزءا أصيلا في عالمها المبني على التوزع، ومحاولة الخروج من أسر واقع ضاغط ظنه السارد البطل فكاكا منشودا من واقعه الشرقي الصلد، لتنتهي القصة بهذا المختتم السردي المسكون بالشجن والفجيعة معا "كنت أبكي دون صوت ولا دموع ولكن مددت يدي".

 

جاء ذلك خلال ندوة "بهاء طاهر.. حضور متجدد"، والمنعقدة الآن بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع الوطني.

 

حضر الندوة الشاعر والناقد محمود قرني، والكاتب والمفكر نبيل عبدالفتاح، والكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويدير الندوة القاص والإعلامي علاء أبوزيد.

 

ويمثل بهاء طاهر احد أبرز كتاب السرد في مصر والعالم العربي، وتنوعت نصوصه الإبداعية ما بين القصة والرواية، فضلا عن عدد من الترجمات والأعمال الفكرية، ومن بين اهم أعماله الخطوبة، أنا الملك جئت، بالأمس حلمت بك، قالت ضحى، شرق النخيل، الحب في المنفى، خالتي صفية والدير، نقطة النور، واحة الغروب، أبناء رفاعة، وغيرها. 
 

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع أحد أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية. 
 

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".