البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"قافلة دعوية": الوفاء لتضحيات الشهداء يتطلب أن يكون كل واحدٍ منّا جنديًّا للوطن

القافلة الدعوية
القافلة الدعوية

انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظة: (الإسكندرية) اليوم الجمعة 7/ 10/ 2022م وتضم القافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان منزلة الشهادة والشهداء"، جاء ذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين  الأوقاف والأزهر، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، و وزير الأوقاف  الدكتور محمد مختار جمعة. 
وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) أرشد أُمَّتَه إلى المقامات العالية، والمنازل النبيلة السامية؛ لذلك عُني نبينا (صلى الله عليه وسلم) ببيان منزلة الشهادة، وعلوّ مكانتها، وسموّ قدرها، ولا شك أنَّ الشهداءَ أبطالٌ ضحوا بأنفسهم راضين، وبذلوا أرواحهم مطمئنين؛ نصرةً للدين، وحفاظًا على الوطن، فكان لهم الجزاء الجزيل من رب العالمين، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ".

 ويقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ"، والشهداءُ أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون، أحياءٌ في ذاكرة الأمم والأوطان، يقول سبحانه: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أرواح الشهداءِ في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنَّةِ حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديلَ معلَّقةٍ تحت العرشِ".
وأوضح الأعضاء، أنه ولعلو قدر الشهادة تمنى سيدُ الخلق (صلى الله عليه وسلم) الشهادة مرات، يقول (صلى الله عليه وسلم): "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ"، كما بيَّن (صلى الله عليه وسلم) أن الشهيد يتمنى العودة إلى الدنيا؛ لينال شرف القتل في سبيل الله مراتٍ ومرات، يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شيء غَيْرُ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ".
وأشار أعضاء القافلة، إلى أن من هدي نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) مشاركة أسر الشهداء مشاعرهم، ومواساتهم المادية والمعنوية، وتبشيرهم بدرجات الشهادة العالية ومنازلها الرفيعة، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنهما) قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ لِي: "يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا"؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: "أَفَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟" قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ.

وقَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، وعندما استُشهد سيدُنا جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) أمهلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم أهلَه ثلاثةَ أيام، ثم أتاهم فقال لهم: "لا تَبْكُوا على أَخِي بعدَ اليومِ"، ثم قال: ادعوا إليَّ بني أخي، وخاطبهم قائلًا: "أمَّا محمَّدٌ فشَبيهُ عمِّنا أبي طالبٍ، وأمَّا عبدُ اللهِ فشَبيهُ خَلْقي وخُلُقي، ثمَّ قال: اللَّهمَّ اخلُفْ جَعفَرًا في أهلِه، وبارِكْ لعبدِ اللهِ في صَفقةِ يَمينِه"، ثم جاءَت زوجة الشهيد سيدنا جعفر (رضي الله عنه) فذكَرَتْ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُتْمَ أولادها، فقال لها (صلى الله عليه وسلم): "العَيْلَةَ- أي: الفقرَ- تَخافينَ عليهم، وأنا ولِيُّهم في الدُّنيا والآخرةِ؟".
وأكدوا أن من جميل أقدار الله (عز وجل) أن توافق ذكرى انتصارات أكتوبر شهرَ ربيع الأول الذي نحتفي فيه بمولد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)؛ لتكون فرصة سانحة لتذكيرنا بهدي نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في تكريم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والوطن، وارتقوا بأرواحهم إلى الله (عز وجل) وفازوا برضوانه، وللتذكير بفضل ومكانة مَن يسهرون على أمن الأوطان وأمانها، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله".

ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ"، مؤكدين أن الوفاء لتضحيات شهدائنا يتطلب أن يكون كل واحدٍ منّا جنديًّا لهذا الوطن في مجاله، وأن يبذل أقصى طاقته في خدمة هذا الوطن العظيم، وأنْ نقف صفًّا واحدًا وعلى قلب رجلٍ واحدٍ خلف جيشنا وشرطتنا وسائر المؤسسات الوطنية، راجين من الله الشهادة في سبيل الحق، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".