البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رياضة البنات فى مهب الريح

البنات البنات ألطف الكائنات، بهذه الكلمات البسيطة أنصف المبدع الكبير صلاح جاهين البنات، وخلق فى قلوبهن الأمل بتلك الابيات ( البنت زى الولد.. مهش كمالة عدد.. فى الإحتمال والجلد ).. وبالفعل بناتنا متميزات ومتفوقات ومتطلعات إلى أن يكن فى الصدارة، ليس فى بلدنا فقط ولكن فى كل المحافل الدولية، وقد شاهدنا فى السنوات الأخيرة طفرة فى  اهتمام الأسر بالأنشطة الرياضية للأبناء بنين والبنات، ورغم التفوق الرياضى لأولادنا فى صغرهم، إلا أن الظروف الحياتية - فى كثير من الأحيان -  تتسبب فى توقف النشاط الرياضى، والخروج من الفرق الرياضية لمشقة الاستمرار، والذى يصل أحيانا إلى حد التعجيز ! وذلك لعدة أسباب تتطلب من المسئولين الإلتفات إليها، حيث تستلزم التدريبات مبالغ مالية كبيرة، بجانب إلتزام الأطفال بالحضور - شبه يوميا - وهو ما يحتاج إلى تفرغ كامل من الأهل للتوصيل ذهابا وايابا ! كما أن التدريبات تستغرق وقتا طويلا، وفى الغالب لا يجد أولياء الأمور ما يفعلونه خلال عدة  ساعات يوميا، على  الرغم من تكدس أعمالهم التى يتركونها أثناء إصطحاب أبنائهم ! وبالطبع تستغرق الطرق وقتا طويلا وضغطا عصبيا ليس من السهل إحتماله بشكل مستمر !..   ولهذه الاسباب وغيرها يتوقف الكثير من أبنائنا الموهوبين عن إستكمال النشاط الرياضى، وهو ما يسبب لهم متاعب وأزمات نفسية، لتخليهم عن أحلامهم فى الحصول على بطولات وميدليات، وخاصة بعد أن طوعوا أجسادهم لتحمل مشاق التدريبات.. وهنا هل نلوم على الأسر توقفهم فى منتصف الطريق ؟! أو عدم قدرتهم على إستكمال أبنائهم لممارسة الأنشطة الرياضية رغم أهميتها ! والتى قد يدركونها ولكنهم يعجزون عن الوفاء بإلتزامهم نحوها ! لأن الطريق طويل وشاق ومكلف! 
وبعض الأولاد  يستمرون ويتحملون المشاق، وذلك بعد وصولهم لسن يسمح لهم  بالإعتماد على أنفسهم، وإستخدام المواصلات العامة.. ولكن البنات الكل يخشى عليهن، وخاصة أن أغلب النوادى الجديدة فى أماكن متطرفة، والشوارع المحيطة بها خالية من المارة.. وهو ما يستحق خشية الأهل على بناتهن.. أعايش هذه المعاناة عن قرب مع فريدة محمد الهرميل ١٤ سنه ( إبنة شقيقتى )، وعلا أحمد يحيى ١١ سنة ( إبنة شقيقى).. أعرف عشقهما للرياضة، والتى تعودن ممارستها مبكرا ويحققن فيها مراكز متقدمة.. ولكن مع صعوبة ذلك، بسبب ضيق وقت الآباء والأمهات المكلفين بأعباء كثيرة فى أعمالهم، وفى قيامهم بمسؤلية الأسرة، وصعوبة إقتطاع هذا الوقت الطويل شبه يوميا ! وهو ما دفع أمى ( الشاعرة المبدعة علا مكاوى ) للتفكير كثيرا ومحاولة البحث  عن حل لهذه المشكلة، حتى إهتدت إلى فكرة رائعة ورائدة تساعد هؤلاء البراعم وغيرهم على استكمال أحلامهم الرياضية، والتدريب بشكل مكثف دون معاناة للأسرة.. والفكرة هى إنشاء أكاديميات رياضية، تكون فيها الدراسة بجانب الرياضة.. أسوة بأكاديمية الفنون العريقة ومعهدى البالية والكونسرفتوار، والتى تكون الدراسة فيهما يوم كامل، ويقسم الوقت بين دراسة المناهج العلمية التقليدية كالمدارس العادية، بجانب العزف والدراسات الموسيقية أو تدريبات البالية.. وقد شعرت بأهمية وروعة تلك الفكرة، والتى أعتقد أنها الحل الأمثل لحفاظ أبنائنا على ممارسة واحتراف الألعاب الرياضية، بعيدا عن التوتر، أو إهمال الدراسة، أو تحميل الأهل فوق طاقتهم.. أوجه كلماتى إلى فخامة الرئيس خير من يرعى الرياضة والرياضيين، كما أتمنى من معالى وزير الشباب والرياضة التعاون مع الأجهزة المعنية لتوفير وسائل مواصلات آمنة فى النوادى لبناتنا بطلات المستقبل.