البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

يوميات «فينيسيا السينمائي».. كيت بلانشيت تسرق الأضواء.. وأنانية «إيناريتو» تصدم النقاد

مهرجان فينسيا
مهرجان فينسيا

بعد ما يقرب من أربعة أيام على انطلاق مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، تباينت آراء النقاد حول جودة عدد من أهم الأفلام المنتظرة خلال الموسم الحالي، إذ كان من المتوقع أن يسود جو من الرواج الفني والإشادة بما أنجزه كبار صناع السينما الذين يعرضون أحدث أعمالهم خلال النسخة الـ79  خلال الفترة «31 أغسطس - 10 سبتمبر»، إلا أن مستوى الأفلام التي شهدت عرضها العالمي الأول في الأيام القليلة الماضية كانت محل جدل واسع ما بين رواد البندقية.

المخرج المكسيكي إليخاندرو جونزاليس إيناريتو، كان من أبرز الأسماء المنتظرة خلال فعاليات المهرجان هذا العام، كونه يعود إلى البندقية بعد غياب دام 8 سنوات منذ فيلم «Birdman»، إلا أن مشروعه الجديد «Bardo, False Chronicles Of A Handful Of Truths» جاء أسوأ مما توقعه الجميع بسبب طول مدة العرض والتي بلغت 172 دقيقة، وحالة الأنا الجامحة التي سيطرت على سرد إيناريتو لقصته، حسب وصف النقاد.

فيلم «إيناريتو» الجديد «Bardo»، والذي يسرد قصة صحفي ومخرج أفلام مكسيكي شهير يعود إلى وطنه في محاولة للتصالح مع أزمته الوجودية ونفسيته المحطمة، حصل على تقييمات متواضعة للغاية، حيث منحه موقع «تليجراف» نجمتين، وعبر موقع «سلاش فيلم» حصل على 3/10، فيما منحه الناقد والكاتب الإنجليزي بيتر برادشو، تقييما متوسطًا بلغ 3/5 عبر موقع «جارديان»، فضلًا عن المراجعات السلبية للفيلم عبر مواقع «فارايتي» و«ديدلاين»، و«سكرين دايلي».

ووصفه النقاد بأنه عمل أشبه بأفلام «تيرانس ماليك»، لكنه أخرجه مخرج يمتلك أدوات تقنية أكبر بكثير، وأشاروا إلى أنه عبارة عن نزهة سيريالية نائمة مع نغمة روحية بغيضة، حيث ينطلق المخرج من خلال فكرة أساسية ثم يقوم بتكرارها مرارًا طوال وقت الفيلم، ورغم الرؤية البصرية البارعة إلا أنها ضاعت على يد مخرج أناني يريد فقط إثبات أنه رجل ذكي، ليرسل «إيناريتو» رسالة حب إلى نفسه.

ويأتي فيلم افتتاح المسابقة الرسمية «White Noise» للمخرج نواه بومباك، ومن بطولة آدم درايفر وجريتا جيروج، ليكمل سلسلة ردود الفعل المتباينة من جانب النقاد.

تدور أحداث الفيلم، الذي قوبل بترحيب فاتر عقب عرضه، حول محاولات عائلة أمريكية معاصرة للتعامل مع الصراعات الدنيوية للحياة اليومية بينما تتصارع مع الألغاز العالمية للحب والموت وإمكانية السعادة في عالم غير مؤكد.

وجاءت مراجعات مواقع «هوليوود ريبورتر»، و«فارايتي»، و«فانيتي فير»، و«كوليدر»، و«ذا راب» إما مختلطة أو سلبية. بينما، كانت «الجارديان» و«بي بي سي»، و«سكرين دايلي» أكثر لطفًا مع الفيلم وأعطوه أفضل تقييماته.

وفي مراجعتهم للفيلم، ذكر موقع «هوليوود ريبورتر»، أن هناك الكثير لنقدره في محاولة نوح بومباك المبهجة والمثيرة للتناوب لترويض كوميديا ​​الموت التي ألفها دون ديليلو، ليس أقلها الروح الجريئة والطموح الذي ينغمس فيها الكاتب والمخرج.

فيما ذكر موقع «توتال فيلم» في مراجعته، أنه بلا شك أكثر أعمال «بومباك» خصوصية، حيث ينقلب الفيلم بين المأساة والكوميديا. سيجد البعض أن لحظات الرثاء تهبط كشعر قوي «والذي غالبًا ما يتحدث عن العذاب الدائم للوباء»؛ وسيجده الآخرون مزعجين بعض الشيء، ولكن كمخرج صنع اسمًا في الصناعة غالبًا ما تكون هناك متعة حقيقية في رؤية بومباك يعمل على نطاق أكبر بكثير.

أما بخصوص الأعمال التي حازت على إعجاب النقاد حتى اللحظة، جاء فيلم «Tár» للمخرج تود فيلد، في الصدارة، وعلى ما يبدو أنه الحصان الأسود لموسم الخريف، بفضل أداء بطلته كيت بلانشيت المثير للإعجاب، والتي حسمت بنسبة كبيرة مقعد أفضل ممثلة في فينيسيا هذا العام، وربما جائزة الأوسكار الثالثة لها.

فبعد غياب دام 16 عامًا عن صناعة السينما، يطل مجددًا المخرج الأمريكي تود فيلد، للمرة الأولى في فينيسيا بفيلم «Tár» والذي تدور أحداثه في عالم الموسيقى الكلاسيكية الدولية، ويركز على شخصية ليديا تار، والتي تُعتبر على نطاق واسع أحد أعظم الملحنين الأحياء وأول قائدة رئيسة لأوركسترا ألمانية كبرى على الإطلاق.

حيث قال الناقد أليكس بيلنجتون من موقع «فرست شو» إن الفيلم يمثل دراسة واثقة ومصممة بشكل جميل لسقوط ملحمي، وهى بمثابة نظرة ساحرة على كيف يمكن للأنا والهوس بالسلطة أن يشوهوا ذهن المرء، ويقتطع أرواح أولئك الذين لا يستطيعون التوقف عن سعيهم للحصول على المزيد من القوة والوصول إلى حد الكمال.

واستكمالًا لمسيرة الإشادات، جاء فيلم «Bones and All» للمخرج لوكا جوادينينو، في قائمة الأعمال المحببة لدى النقاد حتى الآن، حيث حصل الفيلم عقب عرضه بمسرح قصر السينما، على تحية وصلت لـ8.5 دقيقة.

وسجل الفيلم تقييمات إيجابية على موقع «تليجراف»، كما حاز على العلامة الكاملة من الناقد بيتر برادشو عبر موقع «الجارديان»، وكذلك موقع «هوليوود ريبورتر» و«توتال فيلم»، فيما شملت الاعتمادات السلبية كل من موقعي «فانتي فير» و«فارايتي».

وذكر النقاد في اعتماداتهم أن «جوادينيو» أنتج فيلمًا عبارة عن مزيج غير مستقر من الرعب والرومانسية بشكل جيد للغاية، وأشار الناقد كيث سيمانتون، أنه إذا كان بإمكانك التغاضي عن الدماء والعنف وانتهاكات الجسد المروعة والمثيرة للاشمئزاز، إلا أن «Bones and All» هي أجمل قصة حب في العام.