البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

هل تكتب التعديلات نهاية "بعبع الابتدائية"؟.. التعليم تتعهد بإعادة النظر في مناهج الصف الرابع.. خبراء: نحتاج لخطط شاملة وتغيير جذري في المنظومة التربوية يناسب ظروف المجتمع

البوابة نيوز

يبدو أن طلاب الصف الرابع الابتدائي لن يواجهوا معاناة جديدة على غرار تلك التي عاناها زملاؤهم ممن سبقوهم ومروا بواحدة من أصعب سنوات الدراسة والتي وصفها أولياء الأمور بـ"بعبع الابتدائية"، وهو ما لمسته وزارة التربية والتعليم لتقرر إجراء بعض التعديلات على مناهج الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد 2022/2023. 

وكشفت وزارة التعليم، اليوم الثلاثاء، عن اعتزامها تعديل منهج الصف الرابع الابتدائي حتى تتناسب مع الخطة الزمنية وبما لا يُخِل بتحقيق نواتج التعلم وذلك بالتركيز على المفاهيم الكبرى والأنشطة التعليمية،  وأكدت الوزارة  أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل ذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد.

كواليس تعديل منهج الصف الرابع الابتدائي

وقالت إن الإقدام على تعديل منهج الصف الرابع الابتدائي العام الدراسي السابق 2021 -2022 يأتي بعد نتائج صادمة لتقييم مستوى الطلاب والتي أعدها المركز القومي للامتحانات التابع لوزارة التربية والتعليم، ليقرر الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، إعادة النظر في مناهج الصف الرابع الابتدائي، حتى تتناسب مع الخطة الزمنية، وبما لا يخل بتحقيق نواتج التعلم، وذلك بالتركيز على المفاهيم الكبرى والأنشطة التعليمية، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل ذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد.

وذكرت الوزارة - في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء- أن ذلك يأتي في ضوء ما نتج عن تقويم تنفيذ منهج الصف الرابع للعام الدراسي الماضي، وفي ظل الحوارات المجتمعية التي دارت حول ذلك، فضلا عن الاستماع لآراء السادة المعلمين ولجنة التعليم بمجلسي النواب والشيوخ وأساتذة المناهج بكليات التربية

نتائج تقييم امتحانات الصف الرابع الابتدائي

جاءت نتائج عملية تقييم أجراها المركز القومي للامتحانات في وزارة التربية والتعليم، على عينة عشوائية من طلاب الصف الرابع الابتدائي، لقياس مستواهم في مادتي اللغة العربية والرياضيات، غير مبشرة ومعبرة عن تدني مستويات أغلب الطلاب.

كما صنفت الوزارة مستويات الطلبة المشاركين في التقييم، وعددهم أكثر من 12 ألف طالب من مختلف المحافظات، إلى 4 مستويات مختلفة، وهي بشكل تنازلي "متقدم" و"كفء" و"مبتدىء" و"دون المستوى المطلوب"، ليحصل أغلبيتهم على التقييم "مبتدئ" بنسبة 47% في اللغة العربية و48.9% في الرياضيات، ما يعني أن مستواهم الحالي لا يؤهلهم للنجاح في الصف الرابع والانتقال للصف الخامس، وفق وكالة رويترز.

أما بالنسبة إلى تصنيف "دون المستوى المطلوب" فبلغت نسبة الطلاب محل الدراسة نحو 30.20% في اللغة العربية و18.2% في الرياضيات، ما يعنى افتقارهم للمعرفة والمهارات الأساسية لهاتين المادتين، في حين سجل التصنيف "متقدم" أقل النسب بين جميع المستويات بنسبة 3.50% في اللغة العربية و3.70% في الرياضيات.

وتعتبر هذه الدفعة الأولى، التي يطبق عليها منظومة التعليم الجديدة "التي تعتمد على الفهم وليس الحفظ"، وفقا لما أعلنته الوزارة من قبل، واعتمدت المنظومة الجديدة عملية تغيير شامل للمناهج وشملت حتى مناهج مرحلة "رياض الأطفال".

ويقول خبراء التعليم، إن التغيير في المناهج وحده ليس كافيا لإصلاح منظومة التعليم في مصر، مؤكدين أن تطوير المنظومة يتطلب العديد من الخطط على جميع المستويات من أجل الوصول للمستويات المطلوبة من التعليم المصري. 

في هذا الشأن، يقول الدكتور طلعت عبدالحميد، الخبير التربوي، إن تخريج جيل متعلم بحق ينطلب أن يتم وضع العديد من الخطط لتطوير العملية التعليمية، على أن يكون بعضها قصير الأجل يصلح الفجوات ونقاط الضعف، على أن تتبعه خطط طويلة الأجل تشمل تطوير شامل لمنظومة التعليم.\

وأضاف "عبد الحميد" في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن المنظومة التعليمية تفتقد لجوهر التعليم، وهو تحديد الهدف من التعليم، ألا وهو تخريج جيل متعلم ومدرب متقن باحترافية لتخصصه، حتى نمتلك جيل جديد قادر على القيادة الحقيقية للتنمية في مصر. 

أما الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، فيرى ضرورة أن تكون الخطط الموضوعة لتطوير التعليم والمناهج تتناسب في الأساس مع ظروف المجتمع بمختلف فئاته.

وأضاف "عبد العزيز" في تصريحات لـ"البوابة نيوز": الموضوع لا يتوقف عند الصف الرابع الابتدائي بل أن التعليم في مصر بحاجة إلى تغيير جذري، ومن هنا نطالب بضرورة وضع خطة شاملة لتطوير التعليم بما يتماشى مع متطلبات المجتمع المصري للمشاركة في النهوض بالوطن، ولنا في ثورة يوليو خير مثال حيث أدى الاهتمام الكبير بالمدارس الفنية بعد ثورة 23 يوليو في ععهد الزعيم جمال عبد الناصر لتخريج جيل قوي استطاع قيادة النهضة الصناعية المصرية في الستينات والسبعينات.