البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كيف تنظر إسرائيل إلى مفاوضات فيينا النووية؟

إسرائيل وإيران
إسرائيل وإيران

تنظر إسرائيل إلى المفاوضات النووية في تطورها الجديد نظرة ريبة، في ظل تخوفات من تقدم تلك المفاوضات إلى أن تصل إلى لحظة التوقيع النهائي على مسودة الاتفاق الحالية، مع عدم الأخذ في الاعتبار المخاوف الإسرائيلية من التقدم الكبير الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي من جهة، ودعمها لوكلاء لها في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى.

وعلى الرغم من تقديم إسرائيل تخوفاتها شفاهية وكتابة للجانب الأمريكي لأخذه في الاعتبار خلال جولات التفاوض التي تتم في العاصمة النمساوية فيينا، إلا أنه من وقت لآخر تصدر تصريحات إسرائيلية متشددة حيال المفاوضات الجارية في فيينا.

وتخشى إسرائيل من مغبة الوصول إلى اتفاق ضعيف يساهم في انتعاش الاقتصاد الإيراني المكبل بالعقوبات، ما يتيح لإيران تحرك أكثر في منطقة الشرق الأوسط، وتدعم حلفاءها المجاورين لإسرائيل، والذين يهددون أمنها القومي طبقًا للتصريحات الإسرائيلية الصادرة بهذا الشأن.

وعلى هذا الأساس خرج وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في تصريحات له اليوم مؤكدًا إن تل أبيب على استعداد لتوجيه ضربات عسكرية مركزة إلى إيران، في حال رأت أن ذلك يحافظ على أمنها القومي.

ولفت جانتس إلى أن مسودة الاتفاق الحالي يشوبها الكثير من العوار وأن هناك مخاوف إسرائيلية نقلتها تل أبيب إلى واشنطن، وأن تلك المخاوف قائمة على الرغم من التطمينات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن.

إسرائيل من جانبها ترى أن انتعاش إيران الاقتصادي من خلال فك الحظر عن الأموال الإيرانية المجمدة والتي تقدر بمليارات الدولارات، فضلًا عن السماح لها بتصدير النفط الإيراني للأسواق الدولية، في ظل ارتفاع أسعار النفط عالميًا في ظل غياب النفط الروسي قد يسهل لها مسألة الحفاظ على إمداد وتمويل الوكلاء التابعين لإيران في المنطقة، ويزيد من هجمات الوكلاء على الأراضي المحتلة.

وعلى هذا الأساس ترى تل أبيب أنه لابد من وجود ضوابط محددة تسهل إمكانية تقويض البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي للتأكيد على أنه لو فشلت تلك المفاوضات، أو إذا لم يحقق الاتفاق تقويضًا للبرنامج النووي الإيراني ولدور إيران في الإقليم، فإن ذلك قد يهدد بحرب إقليمية شاملة، إذا فشلت الدبلوماسية في تجنب تلك المخاطر.