البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأرض البديلة في الإسماعيلية تنتظر الحياة

الإسماعيلية مدينة محبوسة جغرافيا، كانت مساحتها لائقة بعدد سكانها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، سور طويل من مياة قناة السويس يحدها شرقا، ومزارع وصحاري على تخومها الغربية، كنا أقل من نصف مليون نسمة نعيش ونجوب مدينتنا سيرا على الأقدام، الآن صرنا أكثر من مليون ونصف نسمة نعيش على ذات المساحة القديمة.
هذا الضيق ساعد في زمن مضى على ارتكاب مخالفات فادحة، أبسطها بناء أبراج سكنية في شوارع عرضها لا يسمح بذلك وأصعب المخالفات كان الاعتداء على الأراضي الزراعية.
جاءت الجمهورية الجديدة وجاء اهتمام مؤسسة الرئاسة فشهدنا افتتاح أنفاق القناة من الإسماعيلية وجاءت الرياح بما تشتهي السفن، امتداد طبيعي للمدينة على مساحة شاسعة كلها تحت السيطرة وإشراف التخطيط العمراني ورقابة الديوان العام للمحافظة، الامتداد الجديد معروف إعلاميا بأرض الجمعيات البديلة أو أرض فوديكو.
المهم هو أن هذا الامتداد صار هو الأمل عند الناس لكي تنخفض أسعار السكن وصار الحلم عند العاملين بصناعة العقارات سواء موردين خامات أو صنايعية أو مقاولون، وقبل أن نبتعد وحتى يتخيل القارئ معي المساحة الإجمالية موضوع المقال وحسب رصد إبراهيم البراوي الناشط في مجال التعاونيات نجد أن التقسيمات داخل هذا الامتداد العمراني تضم مساحات شاسعة مؤهلة لامتصاص زحام المدينة القديمة ومن تلك التقسيمات مدينة عثمان السكنية ١٠٨ أفدنة، أرض المحافظة ٢٧٢ فدانا، تقسيم أرض مصنع فوديكو ١٩٥ فدانا، أرض جمعية العاملين بمصنع فوديكو ٣٠ فدانا، جمعيات خلف الجامعة والأهالي المعوضين من جسر تحيا مصر حوالي ٣٢ تقسيم ما بين جمعيات وأهالي ١٣٤ فدانا. ورثة اللواء الزنباعي ٧٢ فدانا، الجمعية المشتركة التي تضم تحت جناحها أكثر من 20 جمعية  حوالي ٧٢ فدانا، ورثة المهندس حسين الأسود ٤٥ فدانا، الحي الراقي المهندس عبدالفتاح صرار ٧ أفدنة،  جمعية أبناء الشيخ زايد ٥ أفدنة، ريماس واليسر الحاج محمد خطاب حوالي أقل من عشرين فدانا، تقسيم الشرق الأوسط أقل من ١٠ أفدنة، جمعية ٢٤ أكتوبر حوالي ٣ أفدنة، جمعية الضرائب ٤ أفدنة،  بالإضافة لأرض القوات المسلحة، وهناك تقسيمات أخرى في الطريق.
بالأرقام نحن نتحدث عن ما يقترب من ألف فدان تحققت عليهم مقولة خبير الإسكان الراحل المهندس حسب الله الكفراوي ( لا بناء بدون ترخيص ولا ترخيص بدون تخطيط ) ونسأل أين العائق أمام اندفاع هذا الثورة العمرانية.
الإجابة ببساطة.. إنها المرافق مثل الصرف الصحي ومياه الشرب وتمهيد الشوارع، وفي مواجهة هذا العائق رأينا الجمعية المشتركة وهي تتحرك قبل عام ونصف بثبات نحو استشاري ومواصفات فنية ومناقصات انتهت على ترسية بمبلغ يقترب من 300 مليون جنيه تهدف إلى بنية أساسية قوية ومرافق متميزة داخل أرض  المشروع.
ليس هذا فقط ولكن عندما بدأ الكلام عن ربط هذه المرافق صرف صحي وخلافة بالشبكة الرئيسية لم تتردد جمعيات الإسكان عن فرض رسوم على أعضاءها لحساب ديوان عام المحافظة بهدف المساندة والدعم، كل هذا جيد وتعاوني بمعني الكلمة، وتبقى مشكلة التعامل مع الوقت هي الأزمة التي يواجهها الآلاف من المنتظرين، المرافق الخارجية صارت مسؤلية المحافظة وتم التوافق على التمويل وتناثرت أنباء عن ترسية العمل على شركة مهمة ولكن مر ما يقترب من عامين ولم تشهد أرض الواقع إنجازا ملموسا، وهو ما أدى إلى موجة من الإحباط طالت الحاجزين الذين اندفعوا بتحويشة أعمارهم إلى هناك.
هي فرصة تاريخية لمحافظ الإسماعيلية اللواء شريف بشارة كي يدخل سجل الخلود في الإسماعيلية فكما يذكر الناس اسم الدكتور عمارة والدكتور جويلي باعتبارهما من كبار البناءين في الإسماعيلية، ها هو الباب مفتوحا يدعو اللواء بشارة كي يضع بصمته ويضع إسماعيليتنا الجديدة في جدول أعماله اليومي بالزيارات الميدانية والمتابعة واتخاذ القرارات الصعبة. وقتها لن يتردد الناس عن إطلاق اسمه على أهم ميدان في تقسيمات تعاني من صعوبة الحبس على الخرائط.