البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

صناعة الأرابسك.. فن مصري قديم يواجه شبح الانقراض

صناعة الأرابيسك
صناعة الأرابيسك

ملامحه الدقيقة الرقيقة سيطرت عليها علامات الشيب، التجاعيد ملأت وجهه، حيث صار يصارع الثانية والسبعين من العمر، ورغم ذلك لا يكل ولا يمل من العمل المتواصل طوال الوقت، وحلمه البسيط ألا يسيطر شبح الانقراض على مهنته، ولا تنتهي، لأنها تحمل بين طياتها الكثير من التراث العربى القديم، الذى يمثل هويتنا نحن- العرب والمسلمين- على حد سواء.
يقول «عم محمد»، الرجل السبعيني، إن هذه المهنة اسمها «أرابسك وشغل عربي»، تعتمد اعتمادًا كليا على الأخشاب، حيث يعد هو المصدر الأول للاعتماد عليه فى العمل، يقومون بتصنيع العديد من المنتجات، التى تعود بدايتها إلى مئات السنين، من كنب وكراسى مزخرفة بالشغل الإسلامي، وغيرها من الأشياء التى لا يتم تصنيعها فى هذه الأيام، ولا الاعتماد عليها، بل باتت تواجه شبح الانقراض.
ويضيف الرجل السبعيني، أن هذه المهنة كانت من أهم المهن قديمًا، لكن مع التطور الذى نشهده هذه الأيام، صارت تواجه شبح الانقراض، برفقة العديد من المهن الأخرى، التى لطالما كانت تفتح بيوتا كثيرة، للعديد من العاملين بها: «الصنايعية معتش بيشتغلوا، كل واحد بيجيب له توكتوك يشتغل عليه، ويقول لك ده أفضل من الشغل فى المهنة دي».
«مهنتنا كانت من أهم الشغلانات زمان، لكن دلوقتى معتش حد شايفنا».. بتلك الكلمات التى تخرج من صميم القلب ممزوجة بألم ومعاناة شديدة، يعبر الرجل السبعيني، عن الحياة القاسية التى يعيشونها، ومدى التجاهل الكبير الذى يواجهونه، من قبل المواطنين، وأيضا المسؤولين، الذى يعد من مهام عملهم؛ الاهتمام بتلك المهن اليدوية، والحافظ عليها من الانقراض: «احنا بنشتغل كده ويا عالم نبيع ولا نعمل اي».
فى تلك المهنة القديمة، يتم تصنيع الجلسات العربى الشهيرة المنقوشة برسومات وزخارف إسلامية، وأيضا الكراسى والترابيزات، كما يعملون على تصنيع المجسمات من الحصان والجمال والحمير وغيرها من الأشياء التى تكشف عن مدى مهارة العاملين بها: «فيه سياح كتير بيجوا يشتروا المنتجات دى ولكن معتش زى الأول، أنا نفسى المهنة تفضل شغالة لأن حرام مهنة فريدة زى دى تنقرض ومعدش يبقى لها وجود، ده تراث وتاريخ بنحكيه فى العمل بالمهنة دي».