البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

«ما بعد أوكرانيا».. رفعت سيد أحمد يستشرف ملامح الحرب الأوروبية

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر حديثا عن دار الكتاب العربي، أحدث كتاب باللغة العربية عن الحرب الروسية- الأوكرانية، بعنوان "ما بعد أوكرانيا.. أسرار ووثائق عن الحرب الروسية- الأوكرانية". للمفكر والباحث الدكتور رفعت سيد أحمد. والذي يتناول قصة وخلفيات أول حرب أوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، من زوايا عدة. ويحتوي عددا من الوثائق السياسية والاستراتيجية الهامة والمتصلة بجغرافيا وحقائق الصراع والذي يعد في جوهره صراع بين حلف الناتو وروسيا وإن جرت وقائعه على الأرض الأوكرانية .. والتي لن يقف عندها بل سيمتد الي العالم اجمع كما يؤكد المؤلف.
وعبر الرصد والتحليل المعمق، يتناول أحمد، مؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة. جذور الحرب وأسبابها الرئيسية، والمؤامرة الغربية على روسيا. وتأكيد الأخيرة أن حربها الحالية هي دفاع عن الأمن القومي لروسيا، ضد مخططات ضربها من الداخل وعلى حدودها القريبة، والتي بدأت منذ عام 2014، حين شهدت أوكرانيا احتجاجات واسعة، عرفت لاحقا بـ "الثورة البرتقالية".
وعبر 160 صفحة من القطع المتوسط تتنوع بين 11 فصلا، يتبنى أحمد وجهة النظر الروسية، التي بررت "العملية العسكرية الخاصة" -كما يطلق عليها الكرملين- والتي انطلقت في أواخر فبراير الماضي. ويشير إلى أن الهدف من الحرب ليس روسيا فحسب، بل الصين أيضاً، وأن ثمة احتمالات واردة لاستخدام الأسلحة النووية في هذه الحرب، مؤكدا أن ظاهرة "العائدون من أوكرانيا" -كما أسماها-  من العرب والمتطرفين الذين شاركوا في الحرب قد تكون واردة، وعلينا أن نستعد لها من الآن.
لهذه الظاهرة تحديدا، أفرد المؤلف فصلان، أولهما هو "الذاهبون إلى أوكرانيا من الدواعش والإخوان: الدوافع.. النتائج!"، والذي تناول فيه ما وصفه بـ "الملف الغامض" والذي له أبعادا غير واضحة، ويتطرق فيه إلى كثير من أبعاد وخرائط الإرهاب العالمي، لافتا إلى أن أغلب هذه التنظيمات تحركها أجهزة مخابرات غربية، اعتادت توظيف تلك الجماعات في تحقيق أهداف وتنفيذ مخططات واستراتيجيات دولية، يكونون فيها مجرد وقود لإشعال الحروب والنزاعات.
أما الفصل الآخر، والذي حمل عنوان "العائدون من أوكرانيا.. ظاهرة المجاهدين الأوكران والفيلق الدولي"، فيتناول الدعوات الأوكرانية للمقاتلين من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى مواجهة روسيا، والذين أطلق عليهم الغرب اسم "الفيلق الدولي"، ويتكون من متطوعين من الدول الغربية مثل -بريطانيا- وآخرون من الشرق الأوسط -خاصة من سوريا-  وهي الدعوة التي أشار المؤلف إلى خطورتها وتأثيرها على الأحداث الدولية. 
يلفت المؤلف إلى أن هذه المجموعات القادمة للقتال لا تجمعها مركزية أو قيادة موحدة؛ بينما يرى الجيش الأوكراني أنها التكتيك الأكثر فعالية في مواجهة الجيوش الروسية. والذي أثبت فعالية ونجاحا ساحقًا لدى المقاتلين الأفغان خلال الغزو السوفيتي في القرن الماضي، لكن الحقيقة أن الجيش الروسي لن يواجه نفس الصعوبات أمام المتواجدين في اوكرانيا "لأن جغرافيا الصراع في أوكرانيا معروفة جيدا بالنسبة للروس"، كما يقول، مشيرا إلى أن الفكر الروسي يرى أن في هذه المجموعات من "المرتزقة" -كما يفضل الكرملين وصفهم- ليسوا من أصحاب الأرض، لذلك "ينبغي سحقهم".
يتناول المؤلف كذلك التأثيرات الجيواقتصادية، والجيوسياسية المترتبة على الحرب الروسية- الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. والذي يراه "الأكثر تأثرا بشكل سلبي" من هذه الحرب، بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، إضافة إلى التأثر الشديد للسياحة التي تجذب نسبة كبيرة من السائحين الروس والأوكران للمنطقة، خاصة مصر.
ويختتم الكتاب بعدة ملاحق، منها نص خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتبن الذي أعلن فيه الحرب على أوكرانيا، نسبة وعدد اليهود والمسلمين في أوكرانيا، وثائق ملف الأسلحة البيولوجية الغربية في الأراضي الأوكرانية، وتفاصيل عن أوكرانيا "الموقع، الدين، اللغات".