محللون: أفريقيا لن تلبى نداء زيلينسكى بدعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا

قال محللون إن من غير المرجح أن يقدم الاتحاد الأفريقي الكثير من الدعم لأوكرانيا ضد روسيا، رغم نداء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لقادة القارة بالوقوف في صف بلاده ضد موسكو، وفقا لإذاعة «صوت أمريكا».
وأرجع المحللون ذلك إلى العلاقات القوية والتاريخية تربط العديد من الدول الأفريقية بروسيا، وظهر ذلك في رفض تلك الدول إدانة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
واتهم الرئيس الأوكراني، في خطابه للاتحاد الأفريقي، روسيا باحتجاز أفريقيا رهينة بعدم السماح لصادرات الحبوب الأوكرانية بالوصول إلى القارة ما لم يتم رفع العقوبات الغربية المفروضة علي موسكو.
وذكّر «زيلينسكي» في حديثه عبر الفيديو كونفرانس، بتاريخ أفريقيا في كونها مستعمرة، وقال إن القارة يجب ألا تدعم أبدًا أي محاولة من قبل دولة لاستعمار دولة أخرى.
وقال رشيد عبدي، باحث متخصص في شئون القرن الأفريقي، إنه بينما أعرب العديد من الأفارقة عن دعمهم لروسيا بسبب دعم الاتحاد السوفيتي السابق لحركات التحرير ضد القوى الاستعمارية والفصل العنصري، فإن روسي تغيرت، ولا أعتقد أن الأفارقة استوعبوا حقيقة روسيا الحديثة. وأضاف نحن بحاجة إلى تحديث وجهات نظرنا حول روسيا، وفهم أن روسيا اليوم هي في الأساس قوة إمبريالية، والتي تم إضعافها والتي تريد استعادة هذا النوع من النفوذ والتفوق الذي كانت تتمتع به."
ونوهت الإذاعة إلي أنه بعد خطاب الرئيس الأوكراني، غرد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، عبر «تويتر» قائلا: إن الاتحاد الأفريقي يكرر موقفه بالحاجة الملحة للحوار لإنهاء الصراع في أوكرانيا للسماح بعودة السلام إلى المنطقة واستعادة الاستقرار العالمي. 
وقال حسن خانينجي، مدير معهد هورن الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن استجابة الاتحاد الأفريقي كانت أقل مما توقعه زيلينسكي.
وأوضح «خانينجي» أن الانحياز إلى جانب أوكرانيا سينظر إليه بشكل سلبي للغاية من قبل الصين، التي لها علاقات وثيقة مع موسكو. وأضاف إن الحسابات الجيوسياسية لأفريقيا وقوتها النسبية في النظام الدولي لا تسمح لها بالتحول بشكل حاسم نحو أحد الطرفين المتحاربين.
وقال: لنتذكر مسألة تايوان، والتي يدعمها الغرب. وهكذا، في حالة حدوث نزاع، إذا كنت ستقف إلى جانب أوكرانيا اليوم، فسيتم إرسال رسالة مفادها أنه في حالات الصراع مع تايوان، ستأخذ جانب الغرب، مما قد يؤدي إلي قيام الصين بإيقاف الاستثمار في إفريقيا، بسبب كونها شريكًا ليس موثوقًا به ".
وأشارت الإذاعة إلي أنه رغم أن الدول الأفريقية تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وآثار الجفاف ونقص الواردات الأوكرانية، فقد أوضحت الصين أنها ستقدم الدعم للقارة فقط إذا وقفت إفريقيا ضد ما تصفه بكين بالتدخل الغربي في الحرب، وخاصة العقوبات التي تستهدف حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.