البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الأنبا دانيال لطفي مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك لـ«البوابة نيوز»: رسالتنا خدمة الإنسانية.. بنود الميراث والخطوبة في قانون الأحوال الشخصية متفق عليها.. ليس لدينا طلاق وإنما تفريق وبطلان زواج

الأنبا دانيال لطفي
الأنبا دانيال لطفي مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك

أكد الأنبا دانيال لطفي، مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك، التزام الكنيسة الكاثوليكية في أمر الزواج، بمجموع قوانينها وشرعيتها الخاصة، المبنيّة على الإيمان المسيحي وتعاليم السيد المسيح في الإنجيل المقدّس، أمّا موضوعات مثل الميراث والخطوبة وغيرها من بنود الأحوال الشخصية فإننا متفقون عليها.

وأضاف في حواره لـ«البوابة نيوز»، أنه لا تفريق في الزواج ما لم يكن قد تمّ «الزواج» مخالفًا أحد الموانع التي من شأنها تمنع إتمامه، كما تحدث عن تاريخ إيبارشيّة الأقباط الكاثوليك بالإسماعيلية، ودورها في الحياة العامة، وإلى تفاصيل الحوار.

** حدثنا عن تاريخ إيبارشيّة الأقباط الكاثوليك بالإسماعيلية؟

- في عام ١٩٨٣ تمّ فصل منطقة شرق الدلتا ومدن القناة وسيناء، عن الإيبارشية البطريركية، لتكون إيبارشية جديدة تشمل تلك المناطق السالفة الذكر ويكون مقرّها في الإسماعيلية، وكان أول مطران لها هو المتنيح الأنبا أثناسيوس أبادير، وتوالى بعده المطارنة المتنيح الأنبا يؤنس زكريا، ثمّ الأنبا مكاريوس توفيق حتّى ٢٠١٩، والآن الأنبا دانيال لطفي - إذ لستُ جديرًا بهذه الخدمة الجليلة -، ويوجد بالإيبارشية ١٦ رعية، و١٤ مدرسة، و٤ حضانات ومستشفى في بورسعيد، و٣ مستوصفات، تلك المؤسسات التعليمية والخدمية تحت رعاية راهبات ورهبان ينتمون لعدّة رهبانيات كاثوليكية رسالتهم وهدفهم خدمة الإنسان والإنسانية بلا تفريق ولا تمييز، ومن مدارسنا الكاثوليكية تخرّج مئات القيادات، تتميز مدارسنا بالتربية أولًا ثمّ التعليم، التربية على الأخلاق الحميدة والسلوكيات النافعة للإنسان وللمجتمع، وتمّ تأسيس مؤسسة «نعمة ورسالة الكاثوليكية للخدمات الاجتماعية» المشهرة برقم ٨١٢ / ٢٠٢١ في جميع محافظات الجمهورية، وتقوم المؤسسة بمدّ يد المساعدة لخدمة المجتمع من خلال برامج لرفع الوعي في المجالات المختلفة، وتنمية مشروعات صغيرة ومساعدة الأطفال على القراءة والكتابة وغيرها، والآن مُسند إلينا من مديرية التضامن الاجتماعي، إدارة وتطوير مركز ومكتب التأهيل للمعاقين  بالإسماعيلية.

** ماذا عن قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين؟

- تلتزم الكنيسة الكاثوليكية في أمر الزواج، بمجموع قوانينها وشرعيتها الخاصة، المبنيّة على الإيمان المسيحي وتعاليم السيد المسيح في الإنجيل المقدّس. فلا تفريق في الزواج ما لم يكن قد تمّ الزواج مخالفًا أحد الموانع التي من شأنها تمنع إتمامه، وهنا تُسمى هذه الحالة بطلانًا للزواج وليس طلاقًا، ففي المذهب الكاثوليكي لا يوجد طلاقٌ.

هناك حالة أخرى تُسمى «الانفصال» وهي لزوجين زواجهما صحيح ولا يوجد به أي مانع، ولكن لاستحالة المعيشة بينهما ووجود خطر الموت على أحدهما أو كلاهما، بسبب مشاكل جسيمة، هنا تسمح الكنيسة بالانفصال الجسماني بشكلٍ مؤقت مع عمل مساعٍ لحلّ المشاكل بينهما، أمّا باقي الموضوعات مثل الميراث والخطوبة وغيرها فإننا متفقون على بنود الأحوال الشخصية.

** يمثل المجمع الفاتيكاني الثانى طفرة في تاريخ الكنيسة.. كيف تنظرون إليه الآن؟

المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، هو التقاء جميع الأساقفة الكاثوليك في كل «المسكونة» أى العالم وانعقدت مجامع عددها ٢٠ مجمعًا مسكونيًا على مدار ٢٠ قرنًا ميلاديًا، آخرهما المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني حيث اجتمع أكثر من ٢٠٠٠ أسقف في مدينة الفاتيكان بروما من عام ١٩٦٢ - ١٩٦٥.

وتمّ طرح القضايا المهمة والمعاصرة والتي تحتاجها الإنسانية، في ذلك الوقت وعلى المدى البعيد. من أهم القضايا: «كرامة الإنسان، الخلاق والضمير البشري، الزواج والعائلة، العمل الاجتماعي، والبيئة، سبل التعاون والتقارب مع الآخر المختلف في الثقافة والدين» وغيرها من الموضوعات التي تلزم الكنيسة بعيش حضارة المحبّة لتكون نورًا في العالم وملحًا للأرض وخميرًا في العجين. كل تلك القضايا مهمة وضرورية للحضارة الإنسانية، وتشكّل علامات الأزمنة لكلّ عصر وجيل.

** كيف للمجتمع أن ينهض بدون رعاية حقيقة للزواج والعائلة؟

- قدّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني مجموعة وثائق وقوانين وتوصيات تعمل عليها الكنيسة حتّى الآن وتستلهمها كمصدر أساسي في واجب حضور الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع.

وتسعى الكنيسة الكاثوليكية بتوصية من قداسة البابا فرنسيس، بعمل لائحة داخلية تتوافق تمامًا مع القوانين المدنية وتساعدها، في حماية الأطفال والضعفاء والمهمشين، حمايتهم ضد العنف والأذى بكل أشكاله المعنوي واللفظي والجسدي والجنسي، هذه اللائحة بمثابة دليلٍ للمسئولين من رجال الدين والعاملين في الكنيسة وأنشطتها ومؤسساتها الخدميّة والتعليميّة والصحيّة.

المسيرة في سطور 

مرت ثلاث سنوات على اعتماد قداسة البابا فرنسيس، في يونيو 2019 للأب دانيال لطفي أسقفًا لإيبارشية الأقباط الكاثوليك بالإسماعيلية وتوابعها، بعد انتخابه من قبِل سبنودس القبطي، وتمت رسامته في 5 سبتمبر من نفس العام.

ويعد الأنبا دانيال، من أبرز كهنة الكنيسة الكاثوليكية، وهو من مواليد 4 مايو 1969، بقرية نجع رزيق التابعة لمحافظة أسيوط، وعندما أنهى تعليمه سنوات دراسته توجه إلى القاهرة وبدأ في بحث العلوم الدينية فالتحق بالكلية الإكليريكية بالمعادي.

حصل الأسقف دانيال، على ليسانس الفلسفة اللاهوتية، وانتقل إلى مسقط رأسه في يوليو عام 1996، وسيّم حينها كاهنًا بيد مطران الإيبارشية الأنبا كيرلس وليم، وخدم في ذلك الحين كنيستى السيدة العذراء مريم، وكنيسة قلب يسوع، ثم ذاع حرصه على خدمة أبناء الكنيسة الكاثوليكية فاستمر يدخل راعيه العقيدة الكاثوليكية ولم يبخل بعلمه وأصبح معلمًا بالكلية الإكليريكة عام 2000.

وبعدما أكمل خدمته بعد من الكنائس بعدة محافظات على مدار 6 أعوام، توجهه بعد ذلك إلى روما حيث تُعد هذه الخطوة هى المتممة لكهنة الكنيسة الكاثوليكية حول العالم وهو هدف يسعى إليه كل كاهن حتى يتلقى مباركة البابا الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان ومنبع الكاثوليك.

وفي مطلع عام 2006 توجهه إلى معهد البابا يوحنا الثاني بروما وتلقى تعاليم اللاهوت الرعوى للأسرة المسيحية والزواج ثم حصل على درجة الماجستير اللاهوتى، ثم عاد إلى مصر لاستكمال خدمته الرعوية بكنيسة القديس أنطونيوس الكبير، وكنيسة أم المحبة الإلهية بأسيوط.

شغل الأنبا دانيال عدة مناصب كنيسة كبيرة فقد تولى مركز الأسرة والإعداد للزواج إحدى خدمات الكنائس المسيحية لإتمام الزواج 2009، وتولى منصب المسئول عن التكوين الديني بإيبارشية أسيوط حتى أوائل عام 2016، كما ساهم في تأسيس معهد الأسرة والمشورة في نهاية عام 2017.