البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

«لتسكنوا إليها».. مبادرة مجتمعية لمواجهة المغالاة في تكاليف الزواج وحل مشكلاته بصورة علمية.. ودعوات لتغيير الثقافات والتخلي عن الشروط التعجيزية

البوابة نيوز

أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، مؤخرا مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في محافظات الجمهورية بعنوان: «لتسكنوا إليها»؛ حيث تسعى المبادرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة والمتبعة في الزواج، أملًا في تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع، وذلك في إطار توجيهات الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واهتمام المجمع بالقضايا التي تؤرق المجتمع المصري.

أمين عام «البحوث الإسلامية»: المغالاة فى التكاليف أدت إلى انتشار العنوسة وعزوف كثير من الشباب

أكد الدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المبادرة دعوة عامة لجميع الناس في محافظات مصر للتخلي عن هذه العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة تحقق أهدافها وتبني مستقبلها، مشيرًا إلى أن المبادرة سوف يتولى نشرها بين الناس والدعوة إليها وعاظ وواعظات الأزهر في جميع محافظات مصر من خلال متابعة الأمانة العام للدعوة والإعلام الديني.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن هذه المبادرة واحدة من المبادرات المهمة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية استجابة لواقع الناس وقضاياهم ومشاكلهم، وقضية الزواج أصبحت حاليًا واحدة من تلك المشكلات نتيجة ارتفاع التكاليف وارتفاع المطالب الخاصة به ما أدى إلى انتشار العنوسة وعزوف كثير من الشباب، ومن ثم تأتي هذه المبادرة الطيبة التي أطلقها الأزهر الشريف تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر، بضرورة الاشتباك مع قضايا الواقع ومشكلات المجتمع آملين من الله سبحانه وتعالى أن تحقق الغايات المرجوة منها وأن تثمر بالنتائج التي نسعى إليها وأن تجد صدى لدى الناس خصوصًا أنه تعتمد في المقام الأول على الوعي المستنير الذي يقبل الرأي والرأي الآخر والتعددية الفكرية والذي يستمع إلي ما يُقال لتصويب ما يراه خاطئًا وتعديل ما يراه معوجًا، وبالتالي هذه المبادرة سوف تكون خطوة في الطريق الصحيح للعودة بالزواج إلي ما ينبغي أن تكون عليه بعيدًا عن الأعراف الجائرة والعادات الظالمة.

وأضاف «عيَّاد» أن المبادرة لها عدة مراحل؛ تكون الأولى منها خلال فترة الخِطبة، وتسعى لترسيخ مجموعة من الأمور من أهمها: قصر مراسم الخطوبة على قراءة الفاتحة وحضور درجات القرابة الأولى ودبلة فقط، ضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل، عقد جلسة نقاشية أسبوعية بين الجانبين في إدارة أسرة المستقبل، التقليل من الهدايا المتبادلة، لتظل رمزًا للمودة، لا للمفاخرة، ولا لتكون ضغطًا على أحد الطرفين، عدم تطويل فترة الخطوبة بشكل يؤدي إلى وقوع بعض المشكلات، والاتفاق على كل مصروفات وتكاليف الزواج خلال فترة الخطوبة وقبل كتب الكتاب.

وأوضح الأمين العام أن المرحلة الثانية للمبادرة وهي مرحلة الإعداد للزواج، وندعو من خلالها إلى الحصول على دورة مكثفة للزوجين في التأهيل الأسري، الاقتصار على كتابة المنقولات الفعلية التي يؤسس بها بيت الزوجية، دون مبالغة، اختيار مسكن الزوجية بالتوافق بين طرفي الزواج فقط، وعلى حسب الاستطاعة، دون تدخل الأسرتين، ودون شروط غير ضرورية، الاتفاق على الذهب بالقيمة وليس بالجرامات، ويُثبت في قائمة المنقولات القيمة، تأجيل ما يمكن تأجيله من أثاث؛ حرصًا على التخفيف والتيسير، الاقتصار على الأجهزة الضرورية للبيت، دون اشتراطات خاصة، الاقتصاد فيما يسمى بـ «الكسوة» وأن يكون الكساء للعروسين بعدد منطقي من الملابس، وإلغاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية والتي ينتج عنها مزيدًا من التكاليف في الفواتير الشهرية.

وأشار «عيّاد» إلى أن المرحلة الثالثة تؤكد على إقامة مراسم الأفراح بصورة بسيطة على قدر الاستطاعة، وعدم التقيد بمظاهر ومغالاة مرهقة، أن يقتصر نقل جهاز العروسة على سيارة واحدة فقط وبدون حضور مدعوين تجنبًا للتكاليف الإضافية، إلغاء عادات تكاليف الضيافة الباهظة أثناء الفرح، إلغاء اشتراط كسوة الأهل من الجانبين، إلغاء ما يسمى بـ«سيشن التصوير»، إلغاء اشتراط السفر لقضاء ما يسمى بـ«شهر العسل»، وعدم المبالغة في الزيارات اليومية والعزومات المتبادلة والهدايا المرهقة أثناء التهنئة بالزواج.

عباس شومان: أطالب بتغيير الثقافات والتخلي عن الشروط التعجيزية

ووجه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، حديثه إلى الأسر للاستجابة للدعوات التي تطالب بتصحيح الوعي والثقافات بخصوص ما يتعلق بالزواج والمهور، والتخلي عن الشروط التعجيزية التي لا تتناسب مع قدرات الشباب وأهل الفتيات أيضًا حتى نكافح تأخير سن الزواج عند الفتيات وما يترتب عليه من مشاكل مجتمعية، وهي دعوة للجميع وستنجح بجهودهم بإقناعهم بأن هذه الدعوات فيها مصلحة الجميع ومصلحة أبنائهم في الأساس، وهذه المبادرة سوف تقلل من حالات الطلاق، حيث إن الزواج عندما يُقام على حسن الاختيار وليس كثرة المال سيكون زواجا يرجى له الدوام والاستمرار حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث إن المتمسك بدينه وتعاليمه عليه أن يصبر على ما يعانيه في حياته من ضيق وغيره من الظروف الصعبة حتي يفرجها عليه الله سبحانه وتعالى والضمانة الحقيقية للاستمرار هى حسن الاختيار وليس كثرة الأموال والتكاليف الباهظة في الزواج، وكثير من أصحاب الأموال الطائلة يتزوجون وينتهي هذا الزواج بعد عدة أسابيع أو أشهر وكثير من الفقراء يتزوجون ويبقي هذا الزواج طويلًا يترتب عليه أبناء وأحفاد ويحتلون مراكز كبيرة وحافلة بإنجازات.

وأكد وكيل الأزهر الأسبق أن الأزهر الشريف دائمًا بجميع قطاعاته مهتمون بكل ما يشغل المجتمع ومشكلاته، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث في خطاب سابق وانتقد ما يحدث في الزواج من تكاليف باهظة، لافتًا إلى أن جميع المؤسسات ليست في حاجة إلى دعوة، فيجب عليهم بعد إعلان مجمع البحوث الإسلامية عن هذه المبادرة أن تتعاون على حل هذه الأزمة التي باتت تؤرق المجتمع، والمهر ليس ثمنًا للمرأة فهي ليست سلعة تباع، فكل هذه الثقافات خاطئة يجب أن يتم تصحيحها، والمهر لا حد له في الشرع بشرط أن يكون في المستطاع، فالمرأة ليس بالكثير عليها أن يُدفع فيها أطنان من الذهب لمن كان عنده، فنحن لا نستكثر مهرًا لأن المرأة لا تستحقه ولا نقول إذا قل المهر فإننا فرطنا في ابنتنا أو هي قليلة القيمة عندنا أو أردنا الخلاص منها.

وقال «شومان»، ما يتم الخلاف عليه حول الذهب خاصةً في المناطق الريفية وفي قري الصعيد هو تصرف من الناس لا يفكرون في مآلاته ويترتب عليه أمران، إما أن الشاب يترك هذا الزواج ويعرض عنه لأن ليس في مقدوره وإما أنه مُصر ومرتبط ويريد هذه الفتاة فيستجيب ويأتي به بالدَين، وهنا أول ما يفكر فيه للخلاص من دينه بيع الذهب ثاني أو ثالث أيام الزواج، وهذه الحالة لها احتمالان إما أن توافق الزوجة وإما أن ترفض فيصل الأمر إلي الطلاق، وعليه فإن تفكير الأسر في هذه الأمور هو ليس في صالح الفتاة، ولكن عليهم التيسير في البداية حيث إن الزوج إن كان في استطاعته لم يبخل على زوجته أن يأتي لها بكل ما تطلبه من مسكن جديد وتغيير في المسكن وأمور الحياة للأفضل، فهناك أناس تزوجوا زواجًا بسيطًا وأصبحوا يسكنون القصور، فليست بناتنا أكرم من صحابية زوجها النبي صلى الله عليه وسلم على أن يعلمها الزوج ما يحفظ من القرآن بعد أن عجز أن يأتي لها بخاتم من حديد، وليست بناتنا أكرم من سعيد بن المسيب التي رفض أن يزوجها لابن ملك وهو ملك بعد ذلك ثم زوجها لتلميذ من تلاميذه.

إلهام شاهين: نعايش أزمات المجتمع ونعمل على حل مشكلاته بصورة علمية

قالت الدكتورة إلهام شاهين، أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات إن هذه المبادرة، تدل وبكل وضوح على أن الأزهر الشريف يعايش أزمات المجتمع المصري ويعمل على وضع الحلول لمشكلاته بصورة عملية وليس بالوعظ وحده، من خلال السعي إلى القضاء على العادات السيئة ومن أهمها تلك العادات المتبعة في الزواج، أملًا في تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واهتمام المجمع بالقضايا التي تؤرق المجتمع.

ولفتت «شاهين»  إلى أن مبادرة «لتسكنوا إليها» تحقق أهم أهداف الشرع من الزواج، وهو التيسير لتحقيق السكينة القلبية من خلال دعوة عامة لجميع الناس، للتخلي عن العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة تحقق أهدافها وتبني مستقبلها، ويتولى نشرها وعاظ وواعظات الأزهر بالمحافظات من خلال متابعة الأمانة العام للدعوة والإعلام الديني، وقالت: «عندما ننظر إلي جوهر المبادرة سوف نري أنها راعت جميع الجوانب، ففي مرحلة الخطوبة يجب أن تكون في أضيق الحدود وبأقل التكاليف على الطرفين فلا إسراف في إقامة حفل الخطوبة أو الهدايا  فتقصر مراسم الخطوبة على قراءة الفاتحة وحضور درجات القرابة الأولى ودبلة فقط، ضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل، عقد جلسة نقاشية أسبوعية بين الجانبين في إدارة أسرة المستقبل، التقليل من الهدايا المتبادلة، لتظل رمزًا للمودة، لا للمفاخرة، ولا لتكون ضغطًا على أحد الطرفين، عدم تطويل فترة الخطوبة بشكل يؤدي إلى وقوع بعض المشكلات، والاتفاق على كل مصروفات وتكاليف الزواج خلال فترة الخطوبة وقبل كتب الكتاب».

وتابعت أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات: «وفي فترة الإعداد للزواج، ندعو من خلالها إلى الحصول على دورة مكثفة للزوجين في التأهيل الأسري، الاقتصار على كتابة المنقولات الفعلية التي يؤسس بها بيت الزوجية، دون مبالغة، اختيار مسكن الزوجية بالتوافق بين طرفي الزواج فقط، وعلى حسب الاستطاعة، دون تدخل الأسرتين، ودون شروط غير ضرورية، الاتفاق على الذهب بالقيمة وليس بالجرامات، ويُثبت في قائمة المنقولات القيمة، تأجيل ما يمكن تأجيله من أثاث؛ حرصًا على التخفيف والتيسير، الاقتصار على الأجهزة الضرورية للبيت، دون اشتراطات خاصة، الاقتصاد فيما يسمى بالكسوة وأن يكون الكساء للعروسين بعدد منطقي من الملابس، وإلغاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية والتي ينتج عنها مزيدًا من التكاليف في الفواتير الشهرية».

وشددت علي إقامة مراسم الأفراح بصورة بسيطة على قدر الاستطاعة، وعدم التقيد بمظاهر ومغالاة مرهقة، أن يقتصر نقل جهاز العروسة على سيارة واحدة فقط وبدون حضور مدعوين تجنبًا للتكاليف الإضافية، إلغاء عادات تكاليف الضيافة الباهظة أثناء الفرح، إلغاء اشتراط كسوة الأهل من الجانبين، إلغاء ما يسمى بـ«سيشن التصوير»، إلغاء اشتراط السفر لقضاء ما يسمى بـ«شهر العسل»، وعدم المبالغة في الزيارات اليومية والعزومات المتبادلة والهدايا المرهقة أثناء التهنئة بالزواج.

واختتمت «شاهين»: «ستقوم واعظات الأزهر الشريف بعمل حملات توعية للسيدات في كل المحافظات بالمبادرة وأهمية التفاعل معها وتطبيقها والعمل على تحقيق مراحلها على أرض الواقع، والقيام بدورات تدريبية للمقبلين على الزواج لمعرفة كل طرف بواجباته وحقوق الطرف الآخر وكذا حقوقه وما ييسر له النجاح في حياته الزوجية وإقامة أسرة سعيدة آمنة ومستقرة».

أمين مساعد البحوث الإسلامية: لا يوجد داعٍ أن نرهق أنفسنا أكثر من اللازم

أكد الدكتور حسن خليل، أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الثقافة الإسلامية، أن هذه المبادرة تأتي للتيسير في أمور الزواج، موجهًا النصيحة للشباب والشابات، وكذلك الأسر المصرية أنه لا يوجد داعٍ أن نرهق أنفسنا أكثر من اللازم، وهدف المبادرة يكمن في العنوان «لتسكنوا إليها»، فهي تتضمن التيسير في المهور وكل ما يتطلبه الزواج وتكاليفه.

وأشار «خليل» إلى ضرورة تغيير الثقافات الخاطئة في مثل هذه الأمور حتى نعين الشباب على اجتياز العقبات التي قد تقابلهم في حياتهم، وهذا ما أمرنا به ديننا الحنيف من الاقتصاد والاعتدال والوسطية في كل أمر من أمور حياتنا، ومن الخير أن تبدأ الأسرة المصرية حياتها بالبساطة والتوسط والألفة والمودة، مطالبًا الشباب بالفرح والسرور بالزواج كما أمرنا الإسلام أيضًا ولكن دون بهرجة وإفراط ومراعاة لظروف الآخرين ومراعاة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها.

وطالب أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الثقافة الإسلامية، ألا نطلب تكاليف باهظة أو مكلفة فوق الطاقة قد تكون سببا في إرهاق كل من الزوجين وهما في مقتبل حياتهما الجديدة، وأن هذه المبادرة تؤكد على هذه المفاهيم المطلوبة التي سوف ينطلق بها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في مختلف محافظات الجمهورية، منوهًا بأنه لا يوجد تعارض أو تضاد بين هذه المبادرة والأعراف والتقاليد المجتمعية التي اعتدناها حيث إن التقاليد والأعراف والقوانين تسير جنبًا إلي جنب تحت وفق ما أمرت به الأديان السماوية وما أمرت به شريعة الإسلام ووفق ما يرتئيه الشرع الحنيف في المصلحة الفضلي للزوجين والأسرة ووطننا الحنيف.

محمود الهوارى: مسائل التجهيز والعادات المتحكمة متناقضة مع أصل الزواج

أكد الدكتور محمود الهواري، أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية لشئون الدعوة والإعلام الديني، أن سبب إطلاق الأزهر الشريف ممثلًا في مجمع البحوث الإسلامية لهذه المبادرة هو ما لمسه من مشكلة مجتمعية تتعلق بالأسر التي أُرهقت ماديًا في سبيل إتمام مراسم الزواج وبناء أسرة جديدة، وأن الأزهر استقي معلوماته المتعلقة أو التي دفعته لإتمام هذه المبادرة وعقدها وتدشينها والإعلان عنها وتفعيلها في كل أنحاء الجمهورية من خلال رجال الفتوى المنتشرة ووعاظه وواعظاته الذين يشتبكون مع الناس في كثير من المصالح والمؤسسات المختلفة، حيث كثرت الشكوى إليهم عن مسائل تجهيز الزواج، وكذلك العادات المتحكمة التي قد تكون متناقضة مع أصل الزواج ومع أصل الارتباط وأصل التعارف.

وقال «الهواري»، إنه من خلال دور الأزهر الشريف الوطني والمجتمعي في ظل دخولنا علي الجمهورية الجديدة التي ينبغي أن تتغير بها المفاهيم، وهو أيضًا باب من أبواب تجديد الفكر وتجديد الخطاب الديني المرتبط بالحراك المجتمعي والواقع الذي نعيشه ولا يأخذ الناس إلي ماضٍ سحيق وإنما يرتبط بواقعهم ويعايش ما فيه من مشكلات، لافتًا إلى أن واقع الناس غير مقاصد الزواج الصحيحة، فالله عز وجل عندما تكلم عن علاقة الزواج في القرآن الكريم جعله موصوفًا بعدة صفات فقال: «لتسكنوا إليه»، وقال: «وجعل بينكم مودة ورحمة»، فالأوصاف الثلاث السكن والمودة والرحمة بقدر ما تتوافر في الزواج تكون العلاقة متينة وقوية ويكون ناجحًا وبقدر ما تغيب هذه الصفات عن الزوج يكون الزواج صوريًا أو مصيره إلي فشل يعاني منه المجتمع كله بعد ذلك ويتحمل أعباءه.

وأضاف أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية: «من أجل الحفاظ علي المجتمع ومن أجل استقرار الأسر وبناء أسرة تكون لبنة صالحة ونافعة في وطن يرجو النجاة تم تدشين هذه المبادرة التي تبتغي أن تصحح ما في أذهان الناس من خلط، فالمقصد من الزواج لتسكنوا إليها وليس لتسكنوا فيها، ولكننا في أيامنا هذه حولنا عقد الزواج إلي بيت نسكن فيه فقط فكانت العناية شديدة بالتأسيف والأجهزة والمفروشات والتكاليف الباهظة والمبالغ فيها، هذا هو جانب الاهتمام ولكن الجانب الروحي والمعنوي والحياتي والشعوري وحسن العشرة هي التي ينبغي أن يَعظم عند الناس، فالأفضل للجميع أن يختار الجانب المعنوي والمقصد الأساسي عن الجانب المادي، وأن النبي عندما تحدث عن الزواج لم يقل إذا جاءكم من جهز بيته بحجرتين أو بثلاثة أو بأربعة أو غير ذلك من الأمور المادية ولكن قال (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وهذا هو المقصود والأساس».

خبير علم النفس: تحد من مشكلات المجتمع الأساسية

رحبت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم النفس، بالمبادرة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بخصوص الحد من المغالاة في تكاليف الزواج، لافتةً إلى أن هذه المبادرة سوف تحد من مشكلات المجتمع الأساسية التي تأتي جراء الإقبال على الزواج.

وأضافت أستاذ علم النفس أن العالم أجمع يعاني من مشكلات مادية واقتصادية وارتفاع ملحوظ جراء الأحداث التي شهدها على مدار العامين السابقين من أوبئة وأخيرًا الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه يجب علينا أن نضع كل هذه التغيرات في الحسبان عن الإقبال على الزواج من خلال الطرفين حتى نقلل من الجرائم التي تحدث في الشارع المصري من تحرش وعمليات خطف وغيرها.