البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

في ذكرى ميلادها الـ91.. فاتن حمامة.. محامي المرأة في السينما المصرية

 فاتن حمامة
فاتن حمامة

لاحظ يوسف وهبى موهبتها وطلب منها تمثيل دور ابنته فى فيلم «ملاك الرحمة»، واشتركت معه مرة فى فيلم «كرسى الاعتراف»، وفى العام نفسه قامت بدور البطولة فى الفيلمين «اليتيمتين» و«ست البيت».

وصفها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بأنها «ثروة قومية» ومنحها وسامًا فخريًا فى بداية الستينيات، كان المخرجون يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير نتيجة التوجه العام فى السينما المصرية نحو الواقعية، فقدمت فيلم «صراع فى الوادي» جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا، فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثرى وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين.

وفى فيلم «أريد حلا» جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفى عام ١٩٨٨ قدمت مع المخرج خيرى بشارة فيلم «يوم حلو يوم مر»، ولعبت فيه دور أرملة فى عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباءً ثقيلة جدًا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.

إنها سيدة البيت والقصر والشاشة العربية فاتن حمامة التى نحتفل اليوم بعيد ميلادها، حيث ولدت فى ٢٧ مايو ١٩٣١ لقبت بـ«سيدة الشاشة العربية» وقدمت أعمالا كثيرة تركت أثرا اجتماعيا واضحا مثل «أريد حلا» و«لاعزاء للسيدات»، فكانت الوجه الشامخ للمرأة فى السينما المصرية والحاملة لقضاياها وتوقفت عن التمثيل لمدة ٨ سنوات قبل أن تعود بمسلسلى «وجه القمر» و«ضمير أبلة حكمت». 

وكانت روح فاتن حاضرة معنا خلال موسم دراما شهر رمضان الماضى من خلال مسلسل «فاتن أمل حربى» بطولة نيللى كريم، حيث رأى الجمهور والنقاد أن العمل ذكرهم بفيلم «أريد حلًا»، وأيضًا لقصة «حكاية على الهامش» بطولة نرمين الفقى ضمن حلقات مسلسل «إلا أنا» الذى عرض قبل رمضان الماضى.

كشفت فاتن حمامة فى تصريحات لها عن علاقتها بالسياسة بأنها غادرت مصر من عام ١٩٦٦ إلى ١٩٧١ احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبدالناصر بأنها «ثروة قومية». ومنحها وسامًا فخريًا فى بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا فى عام ١٩٧١ بعد وفاة عبدالناصر. التقت فاتن حمامة مع المخرج يوسف شاهين فى أول فيلم وهو «بابا أمين»، ثم فى فيلم «صراع فى الوادي» الذى كان منافسًا رئيسيًا فى مهرجان كان السينمائى.

ويرى النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفنى مع فيلم «دعاء الكروان»، هذا الفيلم الذى اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربى طه حسين، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم «نهر الحب» الذى كان مستندًا على رواية ليو تولستوى الشهيرة «آنا كارنينا» وفيلم «لا تطفئ الشمس» عن رواية إحسان عبدالقدوس وفيلم «لا وقت للحب» عن رواية يوسف إدريس. كذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج كمال الشيخ «المنزل رقم ١٣» الذى يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض.

تزوجت فاتن حمامة ٣ مرات الزيجة الأولى عام ١٩٤٧ من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم «أبوزيد الهلالي» وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة، وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها، وظلّت منذ ذلك اليوم ولحد آخر أعمالها وجه القمر (٢٠٠٠) صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات وانتهت العلاقة مع ذوالفقار بالطلاق عام ١٩٥٤. 

وتزوجت عام ١٩٥٥ من الفنان عمر الشريف، ترجع قصة لقائها بالشريف والذى كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكرى سرحان البطولة معها فى فيلم يوسف شاهين «صراع فى الوادي»، وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وبين زوجها عز الدين ذوالفقار، كانت مشهورة برفضها أى مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم "صراع فى الوادي" كان يحتوى على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة. 

بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام ١٩٧٤ وبعد انفصالها عنه بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبدالوهاب عام ١٩٧٥، وظلت تعيش معه فى هدوء حتى وفاتها. 

توفيت فاتن حمامة فى مساء السبت ١٧ يناير ٢٠١٥ عن عمر يناهز ٨٣ عامًا، وأعلن جابر عصفور، وزير الثقافة وقتها، الحداد لمدة يومين، كما نعت رئاسة الجمهورية الفنانة الراحلة.. فرحم الله الأستاذة فاطمة الطالبة فى كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن أن للنساء دورًا يوازى دور الرجال فى المجتمع، وفى فيلم "إمبراطورية ميم" قامت بدور الأم التى كانت مسئولة عن عائلتها فى ظل غياب الأب لتظل فاتن حمامة الوجه الشامخ للمرأة فى السينما المصرية والحاملة لقضاياها.