البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مهرجان كان السينمائي.. تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تفرض نفسها على أفلام المهرجان.. واستقبال أسطوري للنجم العالمي توم كروز

مهرجان كان فى دورته
مهرجان كان فى دورته ال75

بعد قرابة خمسة أيام على انطلاق نسخته الـ75، غلبت السياسة على المشهد الفني بمهرجان كان السينمائي، بداية من حفل الافتتاح الذي شهد ظهور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث ألقى كلمة متلفزة على الحضور بمسرح قصر المهرجانات حول أهمية صناعة الأفلام في خضم الحرب. وصولاً إلى أحدث إصدارات صناع السينما في أقسام المهرجان المختلفة والذي يشتبك مسار أعمالهم مع المشهد العالمي الحالي وتدور غالبيتها في فلك السياسة.

 ولعل أبرز مشهد حظيت به السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي هذا العام، هو الاستقبال الأسطوري للنجم العالمي توم كروز، والذي عاد بعد أكثر من عقدين إلى ممشى الكروازيت لعرض أحدث أعماله "Top Gun: Maverick"، حيث حلقت المقاتلات الفرنسية فوق المسرح الذي شهد العرض العالمي الأول للفيلم، محملة بأدخنة تحمل ألوان العلم الفرنسي، في مشهد أشبه بعرض عسكري وليس حدث سينمائي مرموق، لكنه بعث برسالة استراتيجية للمعسكر الآخر بأن الحلفاء (أوروبا – أمريكا) لا يزالون متكاتفين.

في كان أو في هوليوود، دائمًا ما تكون السياسة جزءًا من مزيج الأفلام، حيث يتصارع الفنانون مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وهذا هو الحال مع "The Natural History of Destruction"، وهو أحدث فيلم وثائقي للمخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا، والذي تستند قصته إلى كتاب للكاتب الألماني دبليو جي سيبالد، يبحث في تصور ومعالجة ظاهرة الدمار الشامل للسكان المدنيين الألمان في الأدب الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية. كما عرض المهرجان أيضًا الفيلم الأخير للمخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيتشوس، وهو فيلم وثائقي كان المخرج يصوره في مدينة ماريوبول عندما قُتل في أوائل أبريل الماضي. أما وثائقي الأمريكي شون بن حول الغزو الروسي لأوكرانيا فلن يتم عرضه خلال فعاليات المهرجان ولكن سيتم تقديمه للمشترين حيث من المتوقع أن يجذب مشترين كثر.

كما انغمس مهرجان كان في الوضع السياسي بطرق أخرى، حيث رفض قبول اعتماد الصحفيين الروس ممن ينتمون إلى مؤسسات صحفية روسية لا تعارض الحرب على أوكرانيا. ولكن سمح للمخرج الروسي كيريل سيريبرينكوف بالتواجد لعرض فيلمه "Tchaikovsky’s Wife" في المسابقة الرسمية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المخرج قد اشتبك علنًا مع المسئولين الروس وحُكم عليه في يونيو 2020 بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ بتهم ملفقة بالاختلاس، ثم غادر لاحقًا إلى ألمانيا.

لكن أوكرانيا ليست الموضوع الوحيد الذي تأثر بالاستقطاب السياسي المتزايد الذي يحدث في جميع أنحاء العالم. قد يكون فيلم  "Armageddon Time"  لجيمس جراي، والذي تم تصويره قبل عدة عقود في حي كوينز بنيويورك، يشتبك مع أفراد مع عائلة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب.

وهناك مستوي آخر للأفلام التي تتعرض للمشهد السياسي في الدول ذات الأغلبية المسلمة، كما هو الحال في فيلم المخرج السويدي ذو الأصول المصرية طارق صالح "ولد من الجنة"، وأيضًا فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج الدنماركي الإيراني علي عباسي، وهو فيلم يستند إلى قصة حقيقية حول قاتل إيراني متسلسل يقتل عدد من فتيات الليل من أجل تطهير مدينة مشهد المقدسة.

وخلال المؤتمر الصحفي للفيلم، قال عباسي متحدثاً عن "العنكبوت المقدس": "هذه قصة موضوعية من ناحية، والموضوع واضح جداً وهو كراهية النساء. فعندما تذهب وتقتل النساء فإن هذا يعتبر كراهية للمرأة في أنقى صورها". واشتهر عباسي بفيلم "Border" الحائز على جائزة مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان عام 2018.