البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سليمان شفيق يكتب : ظهورات المسيح من العهد القديم وحتى بعد القيامة

سليمان شفيق
سليمان شفيق

عن الفرق بين ظهورات الله في العهد القديم والتجسد الإلهي في العهد الجديد فيقول قداسة البابا شنودة الثالث: يجب أن نفرق تمامًا بين التجسد والظهورات. عبارة تجَسَّد، معناها أخذ جسدًا. أما الظهورات فمعناها أخذ شكلًا ظهر به. وقد أخذ الرب شكلًا ملاك الرب ظهر به لموسى في العليقة (خر 3: 2، 3) وأخذ أيضًا شكل ملاك الرب ظهر به لمنوح حينما بشره بميلاد شمشون (قض 13: 3). وظهر أيضًا على عرشه وحوله السارافيم، كما ظهر لأشعياء (أش 6: 1، 2) وظهر بشكل ابن إنسان كما رآه دانيال (دا 7: 13). وظهر أيضًا لأبينا إبراهيم كإنسان ومعه رجلان عند بلوطة ممرا (تك 18: 2). كذلك ظهر لأبينا يعقوب بهيئة إنسان صارعه حتى الفجر (تك 32: 24، 30)
ظهور الرب ليعقوب، ظهر في هيئة إنسان في فنيئيل: "وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ" (سفر التكوين 32: 24)، "فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلًا: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي»" (سفر التكوين 32: 30).  وقد تحدث يعقوب مع ابنه يوسف لاحقًا حول ذلك الأمر وقال: "اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَبَارَكَنِي" (سفر التكوين 48: 3).
ظهور الله لإبراهيم (أبرام): "وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ" (سفر التكوين 12: 7)
ظهر الله ليعقوب مرة أخرى: "وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ أَيْضًا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانِ أَرَامَ وَبَارَكَهُ" (سفر التكوين 35: 9).
ظهور الله لإسحق: "وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ" (سفر التكوين 26: 2).
ظهور الأقنوم الثاني (المسيح) بهيئة ملاك لموسى النبي في العليقة: "وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ" (سفر الخروج 3: 2).  وقد تحدث لاحقًا موسى عن هذا الأمر قائلًا: "الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي" (سفر الخروج 3: 16؛ 4: 1؛ 4: 5)
ظهور الله لبني إسرائيل في شكل السحاب و النار: "وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلًا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلًا" (سفر الخروج 13: 21)

ظهور مجد الرب في هيئة سحاب أمام موسى و هارون و وشعب بني إسرائيل في برية سين: "فَحَدَثَ إِذْ كَانَ هَارُونُ يُكَلِّمُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمُ الْتَفَتُوا نَحْوَ الْبَرِّيَّةِ، وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ" (سفر الخروج 16: 10).  وقد تحدث سفر المكابيين الثاني عن هذا الأمر كذلك قائلًا: "وَحِينَئِذٍ يُبْرِزُ الرَّبُّ هذِهِ الأَشْيَاءَ، وَيَبْدُو مَجْدُ الرَّبِّ وَالْغَمَامُ كَمَا ظَهَرَ فِي أَيَّامِ مُوسَى" (سفر المكابيين الثاني 2: 8)

ظهور مجد الله في خيمة الاجتماع: "ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (سفر العدد 14: 10)
ظهور المسيح ابن الله لجدعون في هيئة ملاك: "فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ» (سفر القضاة 6: 12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والدليل على أنه الله قوله: "أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟" (سفر القضاة 6: 14)، فالملائكة لا ترسل أحدًا من عندياتها..  وكذلك قول الملاك: "إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ" (سفر القضاة 6: 16).

ظهور ابن الله مع الثلاثة فتية شدرخ، ميشخ، عبدنغو في الأتون: "هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَال مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ، وَمَنْظَرُ الرَّابعِ شَبِيهٌ بِابْنِ الآلِهَةِ" (سفر دانيال 3: 25).

ظهور الله القديم الأيام ابن الإنسان لدانيال النبي: "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ" (سفر دانيال 7: 13)

ظهور الله لهاجر على شكل ملاك: "وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ»" (سفر التكوين 16: 10).

ظهور الله في شكل ملاك لمنوح وامرأته: "فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا.. فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» (سفر القضاة 13: 15، 18)

ظهور الله في هيئة رئيس جند الرب ليشوع: "أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ». فَسَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ" (سفر يشوع 5: 14).

ظهور الله لإشعياء النبي: "فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ" (سفر إشعياء 6: 1)

ظهور الله في حزقيال: "هذَا مَنْظَرُ شِبْهِ مَجْدِ الرَّبِّ. وَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي، وَسَمِعْتُ صَوْتَ مُتَكَلِّمٍ" (سفر حزقيال 1: 28 )
ظهورات المسيح بعد القيامة :
ظهر السيد المسيح للتلاميذ أكثر من عشر مرات خلال الأربعين يومًا بعد القيامة، وحتى الصعود ، وكانت الأسبقية للنساء :
كان التلاميذ يختبئون وذهبت المريمات «مريم المجدلية ومريم أم يعقوب"الي القبر فجر الأحد لتطيب جسده فاختصهم المسيح بالرؤيا الأولى ، وللمجدلية ظهور خاص 
بعد دفن السيد المسيح فى القبر كانت تذهب مريم المجدلية، « التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين»، من آن إلى آخر، وفى فجر يوم الأحد،كانت مريم واقفة عند القبر خارجًا تبكي وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد السيد المسيح موضوعًا.
فقال لها «يا امرأة لماذا تبكين، قالت لهما إنهم اخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه»، ولما قال هذا التفتت إلى الوراء فنظرت «المسيح»، واقفًا ولم تعلم أنه هو، فقال لها: «يا امراة لماذا تبكين من تطلبين، فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا أخذه، فقال لها: «يا مريم»، فالتفتت وقالت له «ربوني» الذي تفسيره يا معلم
فقال لها السيد المسيح: «لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى اخوتي وقولي لهم إني اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم»، فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ إنها رأت السيد المسيح، وخبرتهم بما قاله لها.
كان أول ظهور للرجال وهما تلميذي عمواس، «كليوباس ورفيقه»، ولم يذكر الإنجيل اسم الرفيق الثاني وتركها لنا مفتوحة حتي نضع انفسنا مكانة إذا شعرنا بالشك .
حيث كان الرفيقان يتكلمان مع بعضهما البعض عن جميع الحوادث، وكانا يتحاوران فيها وهما ماشيان عابسين، أثناء خروجهم من أورشليم لأنهما كان خائفين من إشاعة قيامة السيد المسيح من الموت التي نشرتها مريم المجدلية، وربما كان خروجهم من أورشليم نوعًا من الهروب، حيث كان واضحًا عدم تصديقهم التام لبشارة النسوة أنه حيًّا، ومن هنا جاء ظهر «السيد المسيح» لهما وقام بالتوبيخ لهما في إطار تفتيح أعينهما على الحقيقة.
المسيح في أول ظهور لتلاميذة:
الأربعة ظهورات كانت يوم القيامة فمن المريمات والمجدلية وتلميذي عماوس ظهر بذاته للتلاميذ العشرة في العلية «منزل القديس مارمرقس»،وتحدث معهم وقال لهم إنهم سيصعد للسماء بعد أربعين يومًا. 
وكان الظهور الثاني للتلاميذ  ومعهم «توما» الذى شك فى خبر قيامته من الموت ولم يصدق إلا عندما قام بلمس يده، وذلك كان يوم الأحد الجديد، أول يوم عقب أحد القيامة.
ومن العلية الي الجليل ، حيث كان السيد المسيح أصر على أن يقابل التلاميذ في الجليل، لأن الجليل هو المكان الذي تقابل فيه مع التلاميذ لأول مرة، وكأنة يجدد معهم العهد .
وكان الظهور التالي عند بحر طبرية، أثناء صيد بعض التلاميذ لـ 153 سمكة، وفي بحر طبرية كان هناك سبع تلاميذ فقط
ظهور المحبة وحوارة العتاب مع بطرس:
 بينما كان الظهور لـ«بطرس» ظهور خاص مثل المجدلية حيث ظهر له وحده، ذاك التلميذ الذى أنكره عند الصليب، وظهر له وحده ليعاتبه، حيث قال له «يا سمعان ابن يونا» أتحبني أكثر من هؤلاء؟!، فقال له «نعم أحبك»، وردد السيد المسيح سؤاله ثلاثة مرات وردد بطرس أجابته بنفس الطريقة، فاختتم السيد المسيح كلامه له بقوله: أن كنت تحبنى «أرعى غنمى» مشير الي تأسيس بطرس للكنيسة .
وتوالت الظهورات كما ذكر بالكتاب كان ظهوره الخاص لـ«يعقوب» وحده، وكأنه يكافئه علي أنه سيكون أول الشهداء في الرسل.
ويذكر الإنجيل أن المسيح بعد الظهور ليعقوب ظهر لخمسمائة أخ .
الظهور الأخيروالصعود : 
وجاء ظهور الأخير على جبل الصعود، عندما أوصى تلاميذه بالخدمة ورأوه بأعينهم يصعد للسماء، حتى ظهر ملاكين وقالوا للتلاميذ الذى رفع عنكم إلى السماء، سيأتي كما رأيتموه ذاهبًا إلى السماء.