البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كاتب ليبي: منع عائدات النفط عن حكومة الدبيبة مفتاح لسيطرة فتحي باشاغا

فتحي باشاغا- رئيس
فتحي باشاغا- رئيس الحكومة المكلف من البرلمان

شهدت العاصمة الليبية طرابلس تطورا كبيرا في الأحداث بعد إعلان رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا تمكنه من دخول العاصمة بصورة سلمية صباح يوم الثلاثاء، الأمر الذي أدى لتحركات واشتباكات بين عدد من القوى المتنافسة، ما جعل باشاغا يسارع في مغادرة طرابلس حفاظًا على أرواح الليبيين.
وفي مساء نفس اليوم، قرر رئيس الحكومة المكلف من البرلمان إعلان بدء العمل اليوم الأربعاء في مهامه الحكومية من مدينة سرت الساحلية.
وفي الوقت نفسه، تحذر تقارير ذات صلة من تحرك الخلايا النائمة لداعش في جنوب البلاد محاولة لاستعادة الاضطرابات وإنهاء حالة الاستقرار من جانب، وإشغال الجيش الوطني من جانب آخر، وفي الوقت نفسه يشيد بعض المراقبين بتطور خطط الجيش وقدرته على صد الهجمات وتتبع ورصد بعض العناصر الخطرة الهاربة.   
ويرى الكاتب الليبي الدكتور كامل المرعاش، أن اللغط حول دخول باشاغا إلى طرابلس وخروجه السريع منها، لا يعبر إلا عن حالة الإحباط والتخبط الذي تعاني منه حكومته المشلولة. وربما يعبر عن استعراض إعلامي، القصد منه أن حكومته مازالت تملك زمام المبادرة.
وقال «المرعاش» في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن أخبار خروج فتحي باشاغا تُعد الرصاصة الأخيرة في جسد حكومته المشلول. وخروجه بعد الدخول خلسة، يعد خطأ كبيرًا ستكون له عواقب وخيمة على مستقبل حكومته.
ويعتقد الكاتب الصحفي الليبي، أنه قبل التفكير في حل الحكومة أو استبدالها، يتعين على البرلمان استدعاء رئيسها ومساءلته عن مدى قدرته على التعامل مع حكومة الدبيبة المتمردة، وأن يحدد له مقرها الذي يجب أن يبدأ فيها إعمال سلطتها، ومدى قدرته على اتخاذ قرارات شجاعة منها قطع الشريان المالي عن حكومة الدبيبة، وهذا يعني عليه هو كحكومة تنفيذية اتخاذ قرار قفل إنتاج النفط وإيقاف إنتاجه حتى إيجاد آلية جديدة تمكن حكومته من الاستفادة من عائدات النفط وحرمان حكومة التمرد منها. دون هذه الخطوات الفعالة والحاسمة، ستبقي حكومته مشلولة وتشكل عبئًا جديدًا بمصاريفها غير المبررة.
يشار إلى أن المشهد الليبي يشتعل بعدد من الانقسامات والخلافات، وخاصة بعد تولية فتحي باشاغا رئاسة الحكومة من قبل البرلمان، مقابل إصرار وتمسك عبد الحميد الدبيبة، المنتهية ولايته، بالسلطة ورفضه تسليمها، بالإضافة لتحرك ميليشيات، وعودة شخصيات معروفة بالعنف والتطرف، كانت خارج الأراضي الليبية، وسط كل هذه التعقيدات حاولت خلايا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" معاودة الظهور في الجنوب الليبي.
وألقى بعض الخبراء والمراقبين للمشهد السياسي في ليبيا اللوم على الأطراف السياسية التي لا تمتلك القدرة على وضع الحلول التوافقية، حيث يعود السبب في نظرهم إلى غياب الإرادة الحقيقية لدى السياسيين، وتمسك البعض بمطامع شخصية وتنافسية على السلطة دون رغبة جادة في استعادة الدولة الموحدة، مع تجاهل الجهود الدولية المبذولة لتوحيد الفرقاء وتقريب الأطراف في لقاءات شهدتها عواصم عربية وغربية.

د. كامل المرعاش، كاتب ليبي