البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

العالم يترقب 9 مايو.. بوتين يطلق تحذير "يوم القيامة" وتكنهات باستهداف أوكرانيا لجسر القرم

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تحتفل روسيا كل عام بيوم النصر في 9 مايو، حيث وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وانتصر الاتحاد السوفييتي على “النازية” في عام 1945 وهو الأمر الذي تمخض عنه نظام عالمي جديد، نعيش في كنفه حتى اليوم، وعلى الرغم من مرور 77 عاما على 9 مايو، إلا أن ذكراه التي تحل غدا الاثنين، لها طابع خاص نظرا لتزامنه مع استمرار الحرب الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أعلن أن هدفها إلى جانب نزع سلاح الجيش الأوكراني، هو إزالة "النازية" التي انتصر عليها الجيش السوفييتي قبل ما يقرب من 8 عقود.

مسئولو الغرب ووسائل إعلامهم، حاولوا التنبؤ بما سيحدث في 9 مايو، من جانب روسيا، ومنهم من توقع إعلان بوتين الحرب رسميا ضد أوكرانيا، حيث أن موسكو إلى الآن تطلق على حربها ضد كييف مسمى "العملية العسكرية الخاصة"، إلا أن مسئولى روسيا نفوا أكثر من مرة حقيقة المزاعم الغربية بشأن 9 مايو.

 

بوتين يطلق تحذير يوم القيامة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وكشفت وكالة "رويترز" أمس السبت، أن بوتين يعتزم توجيه ما يعرف بـ"تحذير يوم القيامة"، للدول الغربية في احتفالات 9 مايو يوم النصر، وهو يوم انتصر الاتحاد السوفييتي على النازية، ورجحت الوكالة أن يستعرض الروس قوة نيران هائلة تزامنا مع استمرار الحرب الأوكرانية.

وأوضحت "رويترز" أن الرئيس الروسي سيطل من الميدان الأحمر على أنصاره على رأس جنود ودبابات وصواريخ الجيش الروسي، بالإضافة إلى مشاركة أسراب الطيران الاستعراضية من فوق كاتدرائية القديس باسيل ومقاتلات أسرع من الصوت وقاذفات تو-160 الاستراتيجية، كما سيضم لأول مرة منذ عام 2010 طائرة القيادة إل-80 "يوم القيامة"، التي ستحمل كبار الضباط في حالة نشوب حرب نووية، وصُممت الطائرة "إل-80" لتصبح مركز القيادة الطائر للرئيس الروسي في حالة حدوث مثل ذلك السيناريو. وهي زاخرة بالتكنولوجيا، لكن تفاصيل ذلك على وجه التحديد من أسرار الدولة الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن العرض العسكري في 9 مايو يوم النصر، سيشارك فيه 11 ألف جندي إلى جانب 131 قطعة حربية.

وأشار وزير الدفاع البريطاني بن والاس في تصريحات لإذاعة "إل بي سي" نهاية أبريل الماضي، أن العرض العسكري في العاصمة الروسية موسكو، قد يستخدم لحشد الدعم لتعبئة جماهيرية للقوات ودفع المزيد منها نحو أوكرانيا، مضيقا "لن أتفاجأ، وليس لدي أي معلومات حول ذلك، أنه من المحتمل أن يعلن في المناسبة هذه، أننا (الروس) الآن في حالة حرب مع النازيين في العالم ونحتاج إلى تعبئة جماهيرية للشعب الروسي".

 

ضرب جسر القرم 9 مايو

جسر القرم

على الجانب الآخر، كشف يانيس سلايدينش، الضابط في القوات المسلحة اللاتفية، إن أوكرانيا تعتزم توجيه ضربة عسكرية لجسر القرم في 9 مايو، وفقا لما نشرته وكالة "نوفوتسي" الروسية.

وأوضح الضابط اللاتفي أن أوكرانيا أصبحت قادرة على ضرب جسر القرم، بعد المساعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة التي وردت إليها من الدول الغربية، وتعود أهمية جسر القرم إلى أنه ينقل من خلاله الإمدادات من روسيا إلى المحور الجنوبي للقوات الروسية جنوب أوكرانيا.

وفي وقت سابق قال سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أليكسي دانيلوف، إنه يمكن لجيش بلاده استهداف جسر القرم، وعلق المتحدث باسم الرئاسية الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف إن ذلك سيكون عملا إرهابيا.

 

مظاهرات في ألمانيا تأييدا لبوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

فيما صرح رئيس وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية (هيئة حماية الدستور)، توماس هالدنفانج، لصحيفة "فيلت آم زونتاج" السبت 7 مايو: "في هذا اليوم 9 مايو، من المتوقع تنظيم أنشطة موالية لروسيا، مثل مواكب بالسيارات ومظاهرات، في جميع أنحاء ألمانيا، وربما يُجرى أيضا استعراض الرمز Z للجيش الروسي في أوكرانيا". ويعتبر استخدام الحرف Z كرمز علامة على تأييد الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

هل تنتهي الحرب الأوكرانية في 9 مايو ؟

وتكهن البعض بأن روسيا ستعلن الانتصار على أوكرانيا، بالتزامن مع يوم النصر 9 مايو، إلا أن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، نفى تلك المزاعم قائلا "إن عسكريينا لن يضبطوا أفعالهم بشكل مصطنع مع أي تاريخ، بما في ذلك يوم النصر" في 9 مايو، ذكرى استسلام ألمانيا النازية عام 1945"، وفقا لتصريحاته خلال مقابلة مع قناة "ميدياست" الإيطالية بثت الأحد 2 مايو الجاري.

 

ضم دونيتسك ولوهانسك منتصف مايو

الحرب الاوكرانية

فيما قال السفير مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن لدى واشنطن تقارير استخباراتية "ذات مصداقية عالية" تفيد بأن روسيا ستحاول ضم المناطق التي يحتلها الانفصاليون في دونيتسك ولوهانسك، إلا أنه لم يحدد التاريخ في 9 مايو، لافتا إلى أن ذلك التحرك ربما يكون في منتصف مايو الجاري وأن هناك خططًا لإنشاء ما يسمى "جمهورية الشعب" لضم خيرسون بالمثل.

وأوضح السفير الأمريكي في تصريحات نشرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن روسيا تعتزم تنظيم استفتاء لضم المقاطعتين، ونفس الأمر بالنسبة لمنطقة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا.

الاحتفال بيوم النصر 9 مايو في ماريوبول

ويبدو أن الكرملين، يعتزم تنظيم احتفال مختلف بيوم النصر 9 مايو، حيث كشفت "بي بي سي"، أن هناك عرضا إضافيا في مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا، التي باتت تحت السيطرة الكاملة لروسيا، ولاوجود أوكراني فيها إلا بمنطقة أزوفستال. 

فيما أوضحت الرئاسة الروسية الجمعة 6 مايو، إنها لا تعرف إن كان سيقام عرض عسكري في ماريوبول في 9 مايو الجاري، مضيفة إلى أن وقت الاحتفال بيوم النصر هناك آت، وأكد دميتري بيسكوف أنه "سيحين وقت الاحتفال بيوم النصر في ماريوبول، سيكون هناك روس بالطبع، عدد كبير من الروس في التاسع من مايو في ماريوبول.. لكن فيما يخص توجّه وفد رسمي للمدينة، فلستُ على علم بذلك"، حسبما أفادت وكالة رويترز.

 

وثائق بوتشا

بوتين ولوكاشينكو

وفي الوقت الذي ثارت فيه تكهنات حول يوم النصر، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي حصل من نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، على وثائق تثبت تورط الاستخبارات البريطانية في "فبركة" صور بهدف الترويج لجريمة حرب، وتعهد الكرملين بنشر وثائق تؤكد وجهة النظر الروسية.

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن «الملف "بوتشا" كان حاضرًا، في محادثات بوتين ولوكاشينكو"، وتعهد بنشر "معلومات بشأن المتورطين في أحداث بوتشا الأوكرانية"، منوها إلى أن هذا أمر معروف جيدًا، وسوف تظهر تفاصيل كافية، حول (ما تم ترويجه) خيال مطلق، ومشاهد تمثيلية محبوكة".

فهل سيكشف بوتين عن تلك الوثائق في 9 مايو يوم النصر ؟، هذا ما سنراه بعد 24 ساعة من الآن.

المحلل الأمني فرانك جاردنر في إذاعة "بي بي سي"، لفت إلى أن بوتين هو الشخص الوحيد في العالم، الذي يعلم الطريقة التي تخطط فيها روسيا للاحتفال بيوم النصر 9 مايو، قائلا "بوتين يحتفظ بأوراقه بالقرب من صدره"، في إشارة إلى السرية التي يحيط بها بوتين مثل هذه الأمور.