البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ذاكرة 25 رمضان| وفاة الزعيم الوطني.. محمد فريد

الزعيم الوطني «محمد
الزعيم الوطني «محمد فريد»

شهد مثل هذا اليوم، ٢٥ رمضان، من سنة ١٢٨٤ هجرية (١٨٦٨ ميلادية)، ميلاد الزعيم الوطني «محمد فريد».

تخرج في مدرسة الحقوق، سنة ١٨٨٧، وفي نفس السنة عُيّن في وظيفة مترجم في قلم قضايا الدائرة السنية، وتدرج في المناصب حتى عُيّن وكيل نيابة بالاستئناف سنة ١٨٩٥.

لكنه قرر الاستقالة بعد نقله وكيل نيابة لـ«مغاغة» في المنيا، بسبب اصطدامه بالاحتلال الإنجليزي حين أصدر حكمًا ابتدائيًا ببراءة الشيخ علي يوسف، صاحب جريدة المؤيد، في قضية التلغرافات التي اتُهم فيها «يوسف» بإذاعة أسرار وزارة الحربية.

ولمدة ٧ سنوات، اشتغل محمد فريد بالمحاماة. ثم في باريس سنة ١٨٩٣، تعرف «فريد» إلى الزعيم الوطني الشاب مصطفى كامل. وبعد توطد صداقتهم، بدأ الزعيمان في الدفاع عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز، والمطالبة بالجلاء البريطاني عن مصر، وأداروا سويًا جريدة «اللواء» الصادرة سنة ١٩٠٠.

وفي أول جمعية عمومية للحزب الوطني بعد تأسيسه على يد «مصطفى كامل»، اُختير «محمد فريد» وكيلًا للحزب، بل وأوصى «مصطفى كامل» بانتخاب «فريد» رئيسًا من بعده، وهو ما حدث بالفعل بعد وفاته.

بذل محمد فريد ماله وجهده في خدمة القضية المصرية والمطالبة بالاستقلال والتنديد بالاحتلال، فأنشأ مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا، بجانب تأسيسه لعدد من المدارس في القاهرة والمدن المصرية، وتولى عملية التدريس فيها أعضاء الحزب الوطني وأصدقاء «فريد» من المحامين. 

كما وضع «محمد فريد» صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، ودعا الشعب لتوقيها، فسلم حوالي ٤٥ ألف نسخة موقعة منها للقصر، إضافة لتأسيسه أول نقابة للعمال سنة ١٩٠٩، ودعوته لأكثر من مظاهرة شعبية منظمة، ندد فيها بالاحتلال.

ومع استمرار محمد فريد في الدعوة للجلاء والمطالبة بالدستور، بيَتت الحكومة الموالية للاحتلال الإنجليزي، النية لسجنه، فتعرض «فريد» للمحاكمة مرتين، الأولى بسبب كتابته مقدمة ديوان شعري بعنوان «وطنيتي» للصحفي والشاعر علي الغاياتي، وحُكم عليه بالسجن ٦ أشهر، والثانية بسبب خطبته في الجمعية العمومية السنوية للحزب الوطني، بتاريخ ٢٢ مارس ١٩١٢، وحُكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة عام، فاضطر للسفر خارج مصر.

واستمر في نضاله من أجل القضية المصرية في المحافل الدولية بدول مثل فرنسا وهولندا.

وتوفيّ محامي الشعب «محمد فريد» في نوفمبر ١٩١٩، بمنفاه في برلين بألمانيا، بعد غيبوبة بسبب فشل كلوي عانى منه لفترة طويلة.

ولعدم وجود مال كاف مع أسرته لنقل جثمانه، تطوع «تاجر أقمشة» من مدينة الزقازيق بالمهمة على نفقته الخاصة، وسافر في مارس ١٩٢٠ لنقل رفاته. وفي يونيو ١٩٢٠ وصلت رفات محمد فريد إلى القاهرة، ودُفن في مدافن العائلة بجوار السيدة نفيسة بعد جنازة كبيرة شارك فيها المصريون.