البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حكايات شهرزاد| الملك يونان والحكيم رويان (3)

ألف ليلة وليلة
ألف ليلة وليلة

فى كل ليلة، تنسج شهرزاد من وحى خيالها باقة من أروع القصص والحكايات. ما يجعل زوجها الملك شهريار. يتلهَّف إلى سماع النهايات. تتوالى الليالى، وتتنوع الشخصيات فى حكايات شهرزاد العجيبة والمميزة ما بين جنٍّ وسلاطين وقرَدة وغيرها من الكائنات الغريبة، فيزداد شوق الملك إلى سماع المزيد.

تدور القصة الكبرى «ألف ليلة وليلة» حول شهريار وشهرزاد، عندما يكتشف شهريار فى بداية الحكاية أن زوجته الأولى لم تكن مخلصة، فيرى أن كل النساء خائنات ويقرر الزواج بعروس جديدة كل يوم وقتلها فى صباح اليوم التالى. راقب النساء وحشية شهريار وقتله لبناتهم أمام أعينهم. لكن شهرزاد، ابنة الوزير، تقنع والدها أن يقدمها إلى شهريار، وتقوم شهرزاد بحكاية قصة لشهريار، ولكنها توقف قصتها فى لحظة حاسمة، لذلك يؤجل شهريار قتلها إلى الليلة التالية، وهكذا تستمر شهرزاد برواية القصص لمدة 1001 ليلة. اختارت «البوابة» لقرائها ثلاثين ليلة من تلك الليالى.

قالت شهرزاد:

بلغنى أيها الملك السعيد أن الملك يونان قال لوزيره أنت داخلك الحسد من أجل هذا الحكيم فتريد أن أقتله وبعد ذلك أندم كما ندم السندباد على قتل البازى. فقال الوزير: وكيف كان ذلك؟ فقال الملك: ذكر أنه كان ملك ملوك الفرس يحب الفرجة والتنزه والصيد والقنص وكان له بازى رباه ولا يفارقه ليلًا ولا نهارًا ويبيت طوال الليل حامله على يده وإذا طلع إلى الصيد يأخذه معه وهو عامل له طاسة من الذهب معلقة فى رقبته يسقيه منها.

فبينما الملك جالس وإذا بالوكيل على طير الصيد يقول: يا ملك الزمان هذا أوان الخروج إلى الصيد، فاستعد الملك للخروج وأخذ البازى على يده وساروا إلى أن وصلوا إلى واد ونصبوا شبكة الصيد إذا بغزالة وقعت فى تلك الشبكة فقال الملك: كل من فاتت الغزالة من جهته قتلته، فضيقوا عليها حلقة الصيد وإذا بالغزالة أقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدرها كأنها تقبل الأرض للملك فطأطأ الملك للغزالة ففرت من فوق دماغه وراحت إلى البر.

فالتفت الملك إلى المعسكر فرآهم يتغامزون عليه، فقال: يا وزيرى ماذا يقول العساكر فقال: يقولون إنك قلت كل من فاتت الغزالة من جهته يقتل فقال الملك: وحياة رأسى لأتبعنها حتى أجيء بها، ثم طلع الملك فى أثر الغزالة ولم يزل وراءها وصار البازى يلطشها على عينها إلى أن أعماها ودوخها فسحب الملك دبوسًا وضربها فقلبها ونزل فذبحها وسلخها وعلقها فى قربوس السرج. وكانت ساعة حر وكان المكان قفرًا لم يوجد فيه ماء فعطش الملك وعطش الحصان.

فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن، وكان الملك لابسًا فى كفه جلدًا فأخذ الطاسة فى قبة البازى وملأها من ذلك الماء ووضع الماء قدامه وإذا بالبازى لطش الطاسة فقلبها، فأخذ الملك الطاسة ثانياً، وملأها وظن أن البازى عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانيًا وقلبها فغضب الملك من البازى وأخذ الطاسة ثالثًا وقدمها للحصان فقلبها البازى بجناحه فقال الملك الله يخيبك يا أشأم الطيور وأحرمتنى من الشرب وأحرمت نفسك وأحرمت الحصان ثم ضرب البازى بالسيف فرمى أجنحته.

فصار البازى يقيم رأسه ويقول بالإشارة انظر الذى فوق الشجرة فرفع الملك عينه فرأى فوق الشجرة حية والذى يسيل سمها فندم الملك على قص أجنحة البازى ثم قام وركب حصانه وسار ومعه الغزالة حتى وصل الملك على الكرسى والبازى على يده فشهق البازى ومات فصاح الملك حزنًا وأسفًا على قتل البازى، حيث خلصه من الهلاك، هذا ما كان من حديث الملك السندباد.

أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

فى الليلة التالية، قالت أخت شهرزاد: يا ما أحلى حديثك وأطيبه وألذه وأعذبه فقالت: وأين هذا مما سأحدثكم به الليلة المقبلة إن عشت وأبقانى الملك. فقال الملك: والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها لأنه عجيب. باتوا تلك الليلة إلى الصباح متعانقين فخرج الملك إلى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت إبطه ثم حكم الملك وولى وعزل إلى آخر النهار ولم يخبر الوزير بشيء من ذلك فتعجب الوزير غاية العجب ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار قصره.