البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فتش عن إثيوبيا.. هل مقتل النائبة الصومالية آمنة محمد بتدبير من فرماجو ؟

الرئيس الصومالي محمد
الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو

لقيت النائبة في مجلس الشعب الصومالي المنتهية ولايته آمنة محمد مصرعها أمس الأربعاء، نتيجة هجوم انتحاري في مدينة بلدوين، مركز إقليم هيران بولاية هيرشبيلي، على بعد حوالي 300 كيلومتر شمالي العاصمة مقديشو.

والنائبة المقتولة كانت مرشحة للمقعد رقم 135 في مجلس النواب الصومالي، والذي كانت تشغله في السنوات الماضية، وأشار شهود عيان إلي سماع دوي انفجارات أخري عقب الانفجار الأول بدون ذكر تفاصيل حول الخسائر البشرية الناجمة عنها، وفقا لما أورده موقع "الصومال الجديد".

وأكد المتحدث باسم الشرطة الصومالية حسن ديسو لوكالة الأنباء الألمانية، إن مفجرين انتحاريين كانا وراء الانفجار الذي أسفر عن مقتل 10 على الأقل، من بينهم النائب السابق علي عبدي ضحول، فيما أصيب وزير التربية الصومالي السابق عبد الرحمن ضاهر عثمان بجروح من جراء الهجمات، وفقا لموقع "صوماليا جارديان" بعد ساعات فقط من اشتباك قوات الأمن الصومالية مع مسلحي حركة الشباب بالقرب من مطار مقديشو الدولي.

وأمر رئيس الوزراء الصومالي محمد حسن روبلي، بإجراء تحقيق شامل، وقال على مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب التفجير الظاهر: "أدين بشدة الهجوم الإرهابي على أمينة محمد في بلدوين الليلة"، فيما ذكرت الصفحة الرسمية للحكومة الصومالية على موقع "تويتر" أن الرئيس الصومالي محمد فرماجو بعث "بأحر التعازي لأسرة وأقارب آمنة محمد".

تسبب مقتل النائبة آمنة محمد، في غضب عارم في الصومال، خاصة وأنها كانت تتمتع بشعبية كبيرة في بلادها، ومعارضتها الشديدة للرئيس محمد عبدالله فرماجو، وألمح مسئولون سابقون وحاليون في الصومال، حادث مقتل النائبة بالمدبر خاصة وأنها كانت من أشرس المعارضين للنظام، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

وأشار بعض المسئولين السابقين والحاليين في الصومال، إلى وجود مؤامرة لقتل النائبة آمنة محمد، بسبب دفاعها الشديد عن قضية الضابطة المخابراتية المقتولة إكرام تهليل فرح، والتي اغتيلت في يونيو من العام الماضي 2021 بسبب حصولها على معلومات عن جنود من الصومال يشاع أن الحكومة الصومالية أرسلتهم للقتال في إثيوبيا، والتي كانت واحدة من القضايا التي تسببت في توجيه انتقادات كبيرة للرئيس محمد فرماجو.

وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها سبتمبر الماضي، تصريحات لوالدة إكرام تهليل التي أكدت أن آخر مكالمة مع ابنتها كانت عبر "واتس آب" حيث أخبرتها بأنها ستقابل رئيس المخابرات فهد ياسين، وكشفت أن ابنتها لديها معلومات عن الجنود الصوماليين في إثيوبيا، ما تسبب في اغتيالها.

و ذكر موقع "صوماليا جارديان" أن النائبة آمنة، أوضحت في وقت سابق من شهر مارس الجاري، أن الحكومة كانت تحاول منعها من السعي لإعادة انتخابها بسبب إدانتها الشديدة لمقتل ضابطة المخابرات عكران التهليل فرح، واتهمت في وقت سابق حلفاء الرئيس، بمن فيهم رئيس المخابرات السابق فهد ياسين، والرئيس الحالي بالإنابة للوكالة بالوقوف وراء اختفاء تهليل وقالت إنه تم منع المدعين من فتح تحقيق في القضية.

وقال الرئيس السابق لولاية هيرشابيل، محمد عبدي وير، في تغريدة على تويتر، إن "اغتيال" النائب المنتهية ولايتها آمنة محمد، كان بتدبير مكتب الرئيس الصومالي، وربط زعيم حزب وداجير عبد الرحمن عبد الشكور الهجمات بمحاولات فرماجو لإسكات منتقديه.

وفي تغريدة في 2 مارس الجاري قال "وير": "إذا لم تستطع النائبة أمينة محمد الدفاع عن مقعدها، لأنها وقفت من أجل العدالة في قضية إكرام تهليل، ودافعت عن مصالح دائرتها الانتخابية، فهذه لائحة اتهام بحق هيرشابيل والانتخابات بشكل عام".

وعلق الخبير السياسي في شئون القرن الأفريقي رشيد عبدي عبر حسابه بموقع "تويتر" على مقتل آمنة محمد قائلا "امرأة لطيفة وشجاعة، مناضلة من أجل حقوق الإنسان، قُتلت على أيدي رجال قساة أعماهم السعي وراء القوة الغاشمة، هذا اغتيال سياسي مقنّع بـ"عنف جهادي"، قد تطاردهم روحها إلى الأبد.