البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

باحثة فرنسية: نجحت في جعل طلابي يتبعون شغفهم بالسينما التجريبية

فريدريك دوفو
فريدريك دوفو

عرضت 7 أفلام في إطار برنامج السينما التجريبية، بجانب توزيع كتاب بعنوان "هذه السينما التى لا حدود لها" ترجمه وألفه السينمائي المصرى صلاح سرمينى، وذلك على هامش الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وضمن البرامج الموازية.
وفي نفس السياق، قامت الباحثة والناقدة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية البربرية فريدريك دوفو من تقديم آرائها حول ماهية السينما التجريبية حول العالم، وكيف احتكت بالتجربة المصرية في هذا النوع من السينما.

وأكدت "دوفو" التى تعد من رائدات السينما التجريبية في العالم، أنها تهتم منذ سنوات طويلة بتدريس السينما التجريبية في بعض المدارس العليا والمعاهد والجامعات، وتحاول جاهدة طوال هذه الفترة بأن تمنح طلابها رؤية إيجابية عن السينما التجريبية.
وأشارت "دوفو" قائلة: "أعمل محاضرة عن السينما في القسم السمعي البصري بجامعة إكس مارسيليا، ويبدو أنني نجحت في جعل طلابي يتبعون شغفهم الخاص بالسينما التجريبية، حيث أجد دائما عددا منهم يتابع بانتظام عروض السينما التجريبية في أماكن مختلفة حول العالم".
وعن السينما التجريبية، قالت: "اتخاذ قرار العمل أفلام تجريبية، هو بمثابة اختيار نمط حياة، لأن السينما التجريبية هى فلسفة عميقة للحياة".
وعن التعريف الواضح لمفهوم السينما التجريبية، أجابت: "هذا أمر يصعب تفسيره، ولكن يمكننى القول بأنه في الأساس عمل تجريدي، فنحن نختار فكرة ما ونعمل عليها وعلى تعميقها، لذلك تكون أغلب أفلامنا معتمدة على التمويل الذاتي وتكون قصيرة زمنيا".
وتحدثت "دوفو" عن مشوارها مع السينما التجريبية، قائلة: "بحثت كثيرا عن طريقي وكنت غير راضية، ولا أعرف عن ماذا كنت أبحث بالظبط، فعملت عندما كنت شابة عام ١٩٧٩ صحفية سينمائية، ولكننى كنت أتابع بالتوازى دراستى السينمائية، حتى حصلت على الدكتوراة، كما واظبت على مشاهدة كل الأفلام التى تعرض على كافة الشاشات حينها، وبعد عام كامل قادني شغفي إلى السينما التجريبية، ووقتها أدركت أنني بإمكانى إنجاز أفلاما معتمدة فقط على أفكارى التى تعبر عن وجهة نظرى، دون الحاجة إلى الكثير من المال أو فريق عمل كبير".
وأضافت: "أنجزت أول أفلامى عام ١٩٨٠، وشاركت في كافة الأنشطة التي تركز على السينما التجريبية، بجانب تأسيس أول مهرجان متخصص في السينما التجريبية مع الفنان ميشيل أمارجيه وكان اسمه Light Cone، وظل مستمر طوال ٥ سنوات، وبمرور السنوات حتى منتصف التسعينات ظهرت أماكن بديلة للعرض والإنتاج مما ساهم كثيرا في تجدد السينما التجريبية في فرنسا".
وعن أصعب أفلامها، قالت: "هناك فيلم لي بعنوان - محروق - أنجزته ما بين عامى ١٩٨٤ / ١٩٨٥، كان في البداية عبارة عن صور محروقة لم أتمكن من طبع نسخة عرض منها، فقمت بعمل نسخة جديدة مكونة من شرائط تستخدم في الربط بين لقطات الصورة في مرحلة المونتاج منقوشة يدويا، وهو أمر صعب للغاية، كما استخدمت أصواتا لا علاقة لها بالصورة على الإطلاق، وذلك في محاولة منى لتقديم نموذج من نماذج السينما التجريبية".

وعن احتكاكها بالتجربة المصرية، قالت: "كان ذلك من خلال التعرف على الفنان صلاح سرمينى في مطلع الثمانينات بباريس، الذي كان مهتم بمتابعة كل ما يخص السينما التجريبية، وكان الشخص الوحيد حينها المهتم بأن تصل ثقافة السينما التجريبية إلى المجتمعات العربية".
ونوهت: "أرشدنى صلاح سرمينى إلى سينما مدكور ثابت في التسعينات، فوجدت نفسي منبهرة بأعماله، خاصة فيلم ثورة المكن، وبعدها تعاونت مع - سرمينى - وأنشأنا معا مؤسسة تهتم بالدفاع عن السينما التجريبية في العالم".
يذكر أن فريدريك دوفو كان لها الفضل في تحديد هوية السينما التجريبية، خاصة في منتصف الثمانينات عندما أسست مهرجانا سينمائيا بعنوان "المهرجان الدولي للطليعة" فمنحت من خلاله الفرصة للكثيرين لتذوق السينما التجريبية، وحتى بعدما توقفت فعالياته استمرت في تقديم أفلاما تجريبية داخل وخارج فرنسا.

يذكر أن مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية يقيمه المركز القومي للسينما برئاسة السيناريست زينب عزيز سنوياً بمحافظة الإسماعيلية، ويعد أحد أعرق المهرجانات العربية المتخصصة في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته عام 1991.