البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

المرأة ونهضة المجتمع

أصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬وتطور‭ ‬المدينة‭ ‬الحديثة‭ ‬والحياة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬فلقد‭ ‬تابعت‭ ‬المرأة‭ ‬سعيها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬فى‭ ‬خطى‭ ‬التطور‭ ‬الذى‭ ‬تشهده‭ ‬مختلف‭ ‬مناحى‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وبذلت‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬النفسى‭ ‬والجسدى،‭ ‬بل‭ ‬وأسرفت‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬بالعطاء‭ ‬من‭ ‬جهدها‭ ‬ووقتها‭ ‬وروحها‭ ‬وعواطفها‭ ‬ولم‭ ‬تدخر‭ ‬شيئًا‭ ‬لنفسها،‭ ‬تستمد‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬مشروعيتها‭ ‬من‭ ‬إنسانيتها‭ ‬فهى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬امرأة‭ ‬هى‭ ‬إنسان‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بجميع‭ ‬الحقوق،‭ ‬لذلك‭ ‬اتجه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬ومن‭ ‬خلفه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬المرأة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬والتى‭ ‬أصبحت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬سمات‭ ‬مضيئة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬المرأة،‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ ‬بجهد‭ ‬ومثابرة‭ ‬للمحافظة‭ ‬عليها‭.‬

إن‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابى‭ ‬الذى‭ ‬تسعى‭ ‬له‭ ‬المجتمعات‭ ‬مرهون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بواقع‭ ‬المرأة‭ ‬ومدى‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بأدوارها‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهى‭ ‬تشغل‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬أسرتها‭ ‬ورعايتها‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬كأم‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬تربية‭ ‬الأجيال،‭ ‬وما‭ ‬تتحمله‭ ‬كزوجة‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬إدارة‭ ‬الأسرة،‭ ‬ومع‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتطورها‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬فقط‭ ‬بواجبها‭ ‬تجاه‭ ‬أسرتها‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬اجتماعى‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬وبناءَ‭ ‬على‭ ‬مؤهلاتها‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬تنوعت‭ ‬أدوارها‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬العقد‭ ‬العالمى‭ ‬للمرأة‭ ‬وحتى‭ ‬مؤتمر‭ ‬بكين‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬ازداد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقضية‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لها‭ ‬لممارسة‭ ‬دورها‭ ‬بفعالية‭ ‬مثل‭ ‬الرجل‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬فكون‭ ‬المرأة‭ ‬عضوا‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شريكة‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحمل‭ ‬شئونه،‭ ‬ففى‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬النمو‭ ‬والتقدم‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المجتمعات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬والطاقة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬فإن‭ ‬خسرنا‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬الاجتماعى‭ ‬فقد‭ ‬خسرنا‭ ‬نصف‭ ‬طاقة‭ ‬المجتمع‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬سمات‭ ‬المرأة‭ ‬المعاصرة‭ ‬أنها‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬الحرية‭ ‬الكاملة‭ ‬فى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيها‭ ‬فى‭ ‬أمورها‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬العامة،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬الرأى‭ ‬موافقا‭ ‬لرأى‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬مخالفًا‭ ‬لهم،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬تتمتع‭ ‬بشخصية‭ ‬مستقلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬فى‭ ‬تأدية‭ ‬كل‭ ‬المهام‭ ‬التى‭ ‬تسند‭ ‬إليها،‭ ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬جميع‭ ‬أهدافها،‭ ‬فأصبحت‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتقن‭ ‬جميع‭ ‬الأعمال‭ ‬وتلم‭ ‬بها‭ ‬إلماما‭ ‬مميزا،‭ ‬وتتمتع‭ ‬بسرعة‭ ‬التصرف‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬والاستبصار‭ ‬بالأمور‭.‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬التى‭ ‬أقرتها‭ ‬لها‭ ‬الأديان‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتى‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتبوأ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬وتقتحم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬العربى‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والصعاب‭ ‬والتى‭ ‬تشكل‭ ‬عقبات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وطموحاتها،‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬نعزز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬الاجتماعى‭ ‬ومساندتها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهها‭ ‬مثل‭ ‬التقاليد‭ ‬والأعراف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬تلغى‭ ‬كيان‭ ‬المرأة‭ ‬وتفرض‭ ‬عليها‭ ‬التبعية‭ ‬للرجل،‭ ‬وبعض‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التى‭ ‬تعيق‭ ‬تحقيق‭ ‬المرأة‭ ‬لذاتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لصعوبة‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬الدور‭ ‬العائلى‭ ‬والنشاط‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬هى‭ ‬الأم،‭ ‬والابنة،‭ ‬والأخت،‭ ‬والزوجة،‭ ‬والصديقة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬البذرة‭ ‬التى‭ ‬تنتج‭ ‬ثمارًا‭ ‬تنفع‭ ‬المجتمع‭ ‬كله،‭ ‬بصلاحها‭ ‬يصلح‭ ‬المجتمع‭ ‬وبفسادها‭ ‬يفسد‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهى‭ ‬الأساس‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الجميع‭.‬